حلم النارابي

الحب رزق

لم تتوقف ملاك عن الدعاء ولم تنسى الله وحده الذي يعلم بألمها ،لماذا الحب يؤلم ؟ إذا أحببنا بشرا يؤلمنا حبه أليس من الصواب أن الحب يسعدنا ،نعلم حق العلم أنه الحب مؤلم حينما يكون البعد هو قدرنا ،فالحب دواءه الزواج ،هذا يذكرنا بقول سيدنا محمد و معلمنا في الحب لا ينطق عن الهوى " مارأيت للمتحابين خيرا من النكاح ".
ملاك لم يخطر ببالها بتاتا ،ولم تحلم أبدا بشيء إسمه الزواج، فكان بالنسبة لها من آخر أهدافها ، حتى مع الذي أحبته فكتمت حبها عنه ليرسم الله قصة حبها ،فأبقت الصداقة هي سببا للقرب فذلك يكفيها .
وهل القصة توقفت هنا ،حتى حبها الذي في قلبها فقط ورغم بعدها عنه ،فالصداقة التي نتحدث عنها أصعب بكثير مما تتخيلون ،فملاك لم تملك ولا أي وسيلة تبقيها على الإتصال به ،التي نسميها مواقع التواصل الاجتماعي ،فقد كانت تراه مرتين في الأسبوع في قاعة المحاضرات التطبيقية، تتخيلون العذاب الذي تعيشه ،أن تعيش كل ثانية ودقيقة وساعة وليلة ونهار لتراه ،بدون ماننسى العطل الصيفية وغيرها لا تعرف عنه ولا شيء ،الشيء الوحيد الذي تعرفه أنها تحبه حتى لو كان بعيدا عنها ..أ مجنونة ملاك !!
تؤمنون بشيء إسمه أن الحب رزق ،ملاك تؤمن بأن الحب ليس حراما ،الحرام أن تجعل من الحب ذريعة يغنيك عن الحلال ،لا بأس أن تحب ولكن إحفظ نفسك ،ألا تعلم أن قلبك بيد الله فيقلبها كيف ما شاء ليختبر إيمانك ،ملاك كانت تعلم حق المعرفة بذلك فلم تهجر إيمانها ،وفي نفسها آمنت بالحب الذي يسيره الله فهو نفسه الذي قذفه في قلبها ،فالطريق الذي يأخذها إلى مكان لا تعلم نهايته ،كان بالظروف التي طرأت لها من قبل صديقاتها .
ما لا تعلموه عن ملاك حساسة جدا إذا ما أحدا جرح كرامتها لا تسكت عليها ،فهي لم تبقى فتاة دمعتها تسبقها ،أصبحت قوية ولكن ذلها لله ،ترى ماذا جرى لملاك ؟؟!!.