الحب والإيمان وجهان لعملة واحدة

38 4 0
                                    

مريم : سلام وعليكم ملاك ،كيف حالك حبيبتي
ملاك : (وبوجه مبتهج) سلام وعليكم حبيبتي الحمدلله ،وأنت كيف حالك بعد العملية 
مريم : الحمدلله بخير الآن كثيرا ،أحاول جاهدة التأقلم على الوضع
ملاك : بالعافية عليك حبيبتي ،أحبك الله فإبتلاك فلك الأجر على صبرك .
مريم : شكرا كثيرا حبيبتي ،ما أطيبك
ملاك :ولك بالمثل حبيبتي
فمريم صديقة مقربة لملاك ولكن ليس بالقرب الذي يكون بين الأصدقاء فهي لم تكن تجالسها دائما ،بينهم الإحترام ...ويا ليت لهذه الطيبة أن تزول ..فليس كل من تجمل بالقول عليك حبيبك ،هذا المبدأ للأسف ملاك لم تعمل به، فالحب والصداقة أسمى من أن يكون أقوالا ،لكل منا يعرف كيف يتكلم ولكن ليس كل يفعل ،ملاك إنصدمت بشيء أخبرتها إياها مريم .
مريم :ملاك تذكرين لما أتيت لزيارتي في المشفى أنت والصديقات قبل دخولي للعملية قد قلت شيئا يخصك ، فإحذري
ملاك : (متعجبة لما تقول )ماهو مريم أظنني عرفت ماهو ،هل بخصوص الدعاء
مريم : نعم هو أتذكرين ؟
ملاك :ولكن لم أقل شيء خطأ ،فتلك هي أمنيتي
مريم :أجل أعرف ولكن أظن أن هناك من يدرسون معك إنتبهوا لك
ملاك :( متعجبة وخائفة )  ماذا؟
مريم : نعم فإحذري
ملاك : قولي ماذا سمعت وقولي من هو الذي تجرأ على التدخل في حياتي الشخصية ،هل أنا أتدخل ،لماذا يتبعونني في أي شيء
مريم : لا تجعلينني أندم على إخبارك ملاك
ملاك : حسن ما فعلت ،ولكن لا يهمني مدام لا أفعل شيئا يغضب الله
مريم : قالوا إن هناك فتاة تحب شخصا في القاعة وهو لا يحبها
ملاك : (بدمعة كادت أن تسقط ولكن وعدت نفسها الذل لله ) أنا لا أصدق ذلك ، ما الذي يقولونه ،هداهم الله ، لماذا أنا ؟
مريم : أعرف أنك تحبينه ولكن سيفضحونك
ملاك : ولكن كيف ؟!! أرجوك هذا السر في أمانتك ، حبي له شيء يخصني ،وأعرف ما أقول لأنني علمت من التي تكلمت بهذا .
مريم : من ؟
ملاك : لن أخبرك سأذهب ،شكرا لك
ملاك إنحرجت من هذا الموقف وكأنها فعلت شيء يخل بالحياء ،فكرامتها أحست بأنها قد خدشت ، ويا للكرامة ما أصعبها عندما تكسر ،باتت ملاك ليالي بين يدي الله تبكي من هذا الشيء وتصلي ، خوفها أن يخبروه عن مشاعرها ،ولكن لم تدري ملاك أن عيناها تكفي عن كل مشاعرها التي تكنزها في داخلها ،وهذا الذي قيل عنها صحيح فهي أحبته ولكن هو يبقى السؤال بدون جواب ،والشخص الذي تكلم بهذا القول عرفته ملاك إسمها تارا كانت تحسبها صديقة تكن لها الإحترام فهي لا تحتاج الحب ولكن ملاك الآن من الذي تأمن له ،ملاك تغيرت كثيرا مع صديقاتها لأنها أحست كلهم يخدعونها بإبتسامتهم الصفراء .
لم تقف الأمور إلى هذا الحد فإن ملاك كانت تعاني من هذا الحب وكأنه ذنب عظيم قد إقترفته لذلك تغير كل شيء أصبح للكلام معنى آخر يجرحها ،تصارع لوحدها وفيصل لم يكن يعلم ماذا يحدث معها ،فرأت أنها مشكلتها ولا تخصه ولم تكن لتلك الصداقة أن يجعل ملاك تخبره بأي شيء يخصها ،فإحترامها وأخلاقها هو الذي أعطى لهذه الصداقة مكان آخر .
أتعلمون أن الإحترام هو الذي يولد الحب ،بالإحترام تحيا الأنفس الطيبة ،كيف للحب أن يولد في أنفس في قلوبها مرض ليس له دواء لو إجتمع علماء العالم كله لن يصنعوا دواءا  يخلقه الله في نفوسنا وهو الإيمان بالله الذي يخلق في نفوسنا الإحترام  ،فليس كل مسلم مؤمن ولكن كل مؤمن مسلم ،يخطر ببالنا سؤال أي إيمان نقصد ؟!! ،نعلم كلنا أن الله موجود ولكن هل نؤمن بأن الله معنا ،زرع في قلب ملاك اليقين إحساس إسمه الإطمئنان في حبه حتى لو كان يبعدها مسافات فما يقربها إلا الله كانت تؤمن بشيء أنه شريك حياتها  وأن الله بما صبرت سيوفيها ،هل إحساسها ...إيمانها ...إطمئنانها لن يخيبها ؟ .

حلم النارابي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن