أخلاف الوعد

اخلاف الوعد

احتسي ذاك الكوب الدافئ من القهوة المُرّه.
بينما انظر الى تساقط الثلج من نافذةِ المشفى

يتبع ذلك التساقط مرور ذكرياتي للسنة الماضيه
يتلي ذلك انهمار دموعي دون توقف

"وعدنا بعضنا ان نرى تساقط الثلج
مجددا ،اذا لماذا لست بجانبي؟ "

تسألت قاصدًا صديقي
صديقي الاول والوحيد

نظرتُ للاجهزة الموصلة بجسدي ،المحلول الذي يصل وريدي يقطرُ بشكلٍ بطيء تنهدت على حالي فما اسمعه من ستة اشهر هو صوت تلك الالات وصوت جاهز نبض قلبي.. الذي اتنمى ان يصفر معلنا موتي فما بقي لي سبب للعيش

اختفى من كان يبعث الحياة في هذه الغرفة و في روحي خاصة ، من كان يرسم الابتسامة في شفتي
ارجع رأسي للخلف ليستند رأسي على ظهر المقعد
اغمض عيني واتذكر ما حصل قبل سنة من الان

كنت اسير في اليوم الذي سُمح لي به بالخروج
دون تلك الاجهزة اللعينه التي لا يقوى جسدي على العيش دونها

اسمع صرخات الاطباء التي تختلط مع صراخ المرضى
الذين اتو للاطباء طالبين ان ينهوا الآمهم
ازعجني الصراخ كثيرا فأنا اخرج من صوت الاجهزة يأتيني شيء اكثر ازعاجا

ذهب لمكاني المفضل ، حيث جدار كامل من زجاج
استطيع في رؤية المدينة واضاءتها التي تزين منظرها
والهدوء الذي يسكن المكان.

وصلت ثم رأيت شخص طويل القامه ذو خصلات شقراء
واكتاف عريضه ، الاستغراب بدأ علي حيث هذا المكان لا يزوره احد بسبب خرافات غريبه في المشفى.

تقدمت بجانبه واتضح انني اطول قامة قليلا، ذلك جعلني سعيدا قليلا ولا اعلم لماذا.

التفت علي لارى وجهه اقل ما يقال عنه "مثالي"
ثم ابتسم لي بدفئ وقال لي "أهلًا"

ردتتُ بحني جسدي قليلا ، جلست بجانبه وكان الصمت يسود علينا

" انها اول مره ارى شخص هنا " كسرت هذا الصمت بتوتر

نظر الي بملامحه غريبه مع ابتسامة ساخره" لماذا؟ هل هو محظور ؟"

" ليس كذلك ، هناك خرافة تقول ان طبيب انتحر بعد ان فشل في انقاذ ابنته، لذا شبحه يريد قتل المرضى الذي يراهم حتى لا تكون طفلته الوحيده التي تموت"

ضحك بصوت عالٍ وغريب ،قد كان فتى سخيفًا

اردف بعد تلك الضحكه" هل هناك حقا من يصدق ذلك؟"