دائما بالحياة لحظات ومناسبات يكون لها اثر كبير على حياة اصحابها وربما تُغير مصائرهم ١٨٠ درجة. حفل الزفاف يأتي ضمن هذه المناسبات التي تلعب دوراً كبير في حياة طرفيه. حكايتنا اليوم اصدقائي وصديقاتي القراء عن حفل زفافٍ لكن اثره القوي لم يكن فقط على العروسين لكنه امتد ايضا إلى زوجين من الضيوف وتحديداً ابن عم العروسة حمدي مدير المبيعات في كبريات شركات الاغذية وزوجته الفاتنة ليلى والموظفة بقسم خدمة العملاء باحدى شركات الاتصالات. كان الزفاف محدد له ليلة خميس بنهاية شهر يوليو وقد تقرر اقامته في احدى الفيلات بمنطقة سقارة بالجيزة.
كان حمدي يجلس بصالة منزله ينظر في ساعة الحائط للمرة العاشرة في تلك الليلة وهو ينفث دخان سيجارته في ضيقٍ وتزمر من انتظاره الذي لا ينتهي وزوجته ليلى داخل حجرة النوم تقف امام المرآة بلا كلل ولا ملل تعدل مكياجها وتضبط زينته، تجرب كل انواع الحُلي والمجوهرات التي لديها بكل التباديل والتوافيق الممكنة حتى تصل إلى التوليفة التي ترضيها في ابراز جمالها وتجعلها تبدو فاتنة ومثيرة. هكذا هو دأب النساء في مجتمعاتنا يَتَزينَّ في الافراح والمناسبات وكأنهن في مسابقة تفوز بها الاكثر جمالاً واناقة. كانت ليلى ترتدي فستان سواريه اسود اللون يتناسب مع بياض بشرتها وشعرها الفاحم المسترسل على اكتافها من الامامِ والخلف. كان الفستان شديدُ الضيق عند منطقتي الصدرِ والخصر وكان له تجويف من الاعلى يبرز تكور ثدييها من الاعلى والاخدود الفاصل بينهما. كما أن الفستان الطويل له فتحة من الامام تُظهر عري ساقيها حتى اعلى منتصف الفخذين اثناء الحركة وبالقطع تزداد المساحة العارية من اوراكها عند الجلوسِ واضعة ساقاً فوق ساقٍ. لم تكن هيئتها الفاتنة تكتمل سوى بذلك الحذاء الاسود اللامع ذو الكعب العالي الذي يناهز طوله ال ١٢ سم. وقفت ليلى امام المرآة للمرة العاشرة او ربما العشرون تتأكد من تمام اناقتها. كانت في قرارةِ نفسها تعرف كم هي جميلة، ليس فقط بفعلِ الفستان او المكياج التي تضعهم الآن ولكن هي ترى ذلك دائماً في اعين كل الرجالِ المحيطين بها، بل تراه ايضا في اعين النسوة اللائي لا يقدرن على اخفاء غيرتهن من جمالها وفتنتها.
كاد حمدي ينفجر ثائراً على زوجته التي تجاوز غيابها داخل غرفة النوم ما يزيد عن الساعةِ ونصف الساعة كي ترتدي ملابسها، لولا أنه راى باب الحجرة ينفتح وتخرج زوجته امامه وهي تشعُ ضياءاً كأنها فريا إلهة الجمال والجنس والاثارة في الحضارة الاسكندنافية القديمة. برغم ضيق الوقت وتأخرهما عن موعد الزفاف إلا أن ذلك لم يمنع حمدي من الدخول مع زوجته في مشادة حول ملابسها وهيئتها. كان يرى أن هذا الفستان والضيق الذي عليه وعري فخذيها وثدييها غير مناسبين لسيدة محترمة زوجة رجل محترم، وكانت ترى هي على جانب آخر أن الطريقة التي يفكر بها رجعية ومتخلفة وأن النساء في حفلات الزفاف والسهرات يلبسن اشيك الفساتين واكثرها ابرازاً لجمالهن بل أن بينهن من ترتدي ملابس اكثر اثارة وعرياً من ذلك الفستان الذي لا يعجبه. ظلَّ النقاش الحاد يدورُ بينهما ما بين رفضِ الزوجِ خروج زوجته بهذه الهيئة وتهديدها له بعدم الذهاب معه إلى الحفل بغير ذلك الفستان. يأست ليلى من طريقِ العندِ مع زوجها فقررت اللجوء إلى حيل بناتِ حواء وممارسة بعض الدلال والدلع على زوجها، فاقتربت منه عند الشرفة التي كان يقف امامها ينظر إلى الشارع وهو ينفث دخان سيجارة جديدة اشعلها على اثر الشجار الذي دار بينهم.