.
.
.جزءٌ منه ينادي شخصًا ما والآخر قلق بشأن الذي معه، قبل قليل عرف سبب قدوم هاني إلى هنا ولكنه لم يشرح له الأمر بشكل كامل.
هوَ بقيَ هادئًا بينما يحدّق بزرقاوتيه نحو صديقه رامي الذي كان بين يدين هاني وهوَ يمازحه.
شاردٌ وضائعٌ هوَ في أفكارهِ.. قلقٌ من الأحداث المجهولة القادمة، شخصٌ واحد الآن هوَ من كان يشغل تفكيره، الجميع مجتمع هنا ماعداهُ وهوَ... مؤيد.
شدّ على قبضة يده ثم نهض عن طرف السرير لينظر له زين ويقول مستفسرًا :«مروان.. هل هناكَ أمرٌ يزعجك؟ كنتَ شارد طوال الوقت»
أدار المعني رأسه للجهة الأخرى وقبل أن يخرج من الغرفة قال بهدوء :«لا.. سأذهب للخارج قليلًا»
تركه الأكبر ليفعل ما يريده فذهب.
أما عند أسامة في الحجرة الأخرى.. نظرات الجد غزت ملامحه التي يحاول إخفاء القلق خلفها وهوَ يحدق بجواد الذي سائت حالته.
حسنًا هوَ كان يفكر بسبب تأخّر مؤيد كل هذا الوقت فقاطعه جهاد حين تحدث :«هذه ليست حمى عادية صحيح؟»
أومأ له الأكبر مجيبًا :«أنت تعرف أن مناعة توأمك ضعيفة لذا المرض سيؤثر عليه.. أو ربما يكون وائل قد وضع له سمًّا أو ما شابه»
أخفض جهاد رأسه دون إيجاد إجابه.
***
بعد أن خرج من تلك الغرفة سار في الممر من الجهة المعاكسة وبطريقة أو أخرى وجد نفسه في مكان غريب لا يعلم كيف دخل إليه، لم يهتم لهذا بل تابع السير به رغم تردده، كان حذرًا فالضوء به خافت جدًا.
شعر بثقل في صدره عندما أخذ القلق ينهشه، إبتلع ريقه بصعوبة محاولًا التماسك ثم مدَّ يده والتمس الجدار الذي يُجاوره ليساعد نفسه على تتبع الطريق.
بعد فترة ابتعد عن الجدار وسار بلا أي مساعدة ولكنه كان يتخيّل ماذا لو أن أمامه حفرة وسقط بها؟ من سينقذه؟ ماذا سيحدث وكيف ستكون ردة فعله؟.
أنت تقرأ
من المنتصر؟ | مُكتملة.
Science Fictionتشقق الحاجز الشّفاف في اللحظة التي دوى بها إنفجارٌ بجواره، ثم رفع رأسه ونظر للذي أمامه بعينيه الزرقاوتين اللتان أظلمتا ولم يعد بهما أي ضوء :«أنا.. لم أعد أرغب بشيء» بصوت ميت خالي من الحياة نطق كلمته، ثم اِستدار وسار في طريقه والإنفجارات تدوي من حول...