حُبنا طريقٌ وعرٌ مشيناهُ حافي القدمين، كانتِ البداية كساحةِ الحرب كلانا متأهبٌ للقتال نبتعدُ ونصنع بيننا مسافاتٍ لكن رغم طُولها كان الاقتراب غير مستحيل.
بدى وكأن القتال عدواً ضد عدو لكن في الحقيقة كان حليفاً لحليف، كنا نُقاتل لأجلنا لننقذَ ما تبقى من رسيسِ حُبنا ونعيدُ إحياءه.
لم تكن سبباً في ألمي قدر ما كانت سبباً في شفائي، كنتُ من يؤذي نفسه ويرمي بها الى القاع، لُمت نفسي على ما حدث حتى كدتُ أن أصدق أنني السبب حقاً.
رغم ابتعادها رغم شراستها ورغم الكُره الذي كان يكذُب بهِ قلبها كانت موجودة لتعيدني للحياة، كان صوتها يطغى على آلاف الأصوات القاتلة في عقلي، كانت تنتشلُني من ظلمتي دون وعيٍ منها.
وهبني الربُ شعوراً داخلياً أنها ستلقى طريقها إلي، لن تدوم الحقيقة راكمةً تحت أرفُفِ الكذِب مهما طال الزمن.
وتحقق ما تمنيتهُ ورأيت جيني على عتبة بابي في مدينةٍ لا يجبُ أن تأتي إليها فقط بحثاً عني، كان تصديق اللحظة صعباً ورغم انني تخيلتُها مراتٍ عدة الى أنها لم تكن هكذا ابداً.
موجودٌ بوجودِها، حُبنا مقدسٌ بالنسبة لي، لا يجدرُ خدشه أو المساسُ به مجدداً.
كان هذا ما يجُول بعقلي وانا اتأملها نائمةً على السرير بجانبي، سعيدٌ أننا وجدنا بعضنا في النهاية، سعيدٌ أن هواجسي قد اختفت الآن.
تبددتَ آثار النومِ من وجه جيني، تفتحُ عيناها ببطء وبمجرد أن سقط نظرُها على واجهي، ابتسمت.
جلسنا نتبادلُ النظرات في صمتٍ مريح ثم سرقتُ منها قبلات الصباح عنوة، هكذا ليمُر يومي بأفضل حال.
جررتُ قدماي للطابق السُفلي بإتجاه المطبخ بينما تركتها تحضر نفسها لبداية اليوم، لسنا نعيشُ في نفسِ المنزل بعد، لكننا نُمضي بضعة أيامٍ من الأسبوع في بيت أحدنا الآخر.
تعودت على العيش وحدي في منزلي دون صوتٍ أو حضور مميز لأي شخص معي، تقبلت شعور الوحدة المرير بمرور السنوات لكن في الحقيقة لا شيء يظاهي وجود انسان يملئ الفراغ المحيط بك او المتوغل بداخلك، لا أدري اذا كانت كلماتي تبدو وكأنها نابعة من رجُل عاشق لكن حتى ولو ان ذلك الشخص لا يعني لك الكثير يكفي وجود صُحبة تبقيك متونساً.
أنت تقرأ
أعمق من الوجود.
Fanfictionبين ثَنايا الحُب والوجُود، تركتُك تحارِبين روحاً منطفئة، تلتقطين أنفاسَ حُباٍ ميت. أنا المُفسد، أنا المنطفِئ، أنا من أتجرعُ مرارة الوجود وأنتِ تصنعين حلاوة الحُب. كيم جينِي. كيم تايهيونغ. - 11.10.20 - 01.01.22