EYES ON HER | العُيونْ عليْهَا

٧- الرزين والهوجاء

هزَّتها تلك اللحظة بشدة واندفعت ذكريات الماضي واحدة تلو الأخري خارج جعبة ذاكرتها كما يندفع الماء خارج قدح امتلأ لآخره ، آهٍ لو رأي أحدهم ما تُخفيه في جعبتها وما طمسته ولازالت تطمسه لـاعتري الرعب كينونته وربما أشفق عليها بعض الشيء ونظرًا لأنَّ تلك الذكريات لم تترك وقعها الطيب في نفس ليندسي، وجدت نفسها تتصرف بغرابة مع رو وون الذي أخبرَها للتو أنَّه أحد معجبيها بل ربما هو من تلك القلة المُخلِصة التي آمنت بها في بدايتها.

طلبت منه الانصراف عاجلًا وربما يجِدا فُرصة لإكمال حفظهما في اليوم التالي ولم تنتظر توصيله للخارج حتي، بل انطلقت إلي غُرفتها لتذوب وسط الظلام الذي غَيَّمَ علي الغرفة، لم يفهم رو وون هذا الموقف الغريب وانطلق بدوره إلي منزله، وكان كل ما يشغل فكرِه في الأيام التالية هو تحول ملامحها المُسالِمة - التي طالعتهُ بها عندما دندن أُغنيتها - إلي أخري تعصُف بالقلق الممزوج بمسحة من الخوف.

•••

مجلة سترايك - سيول - كوريا الجنوبية

اجتمع رئيس التحرير بجميع مدراء الأقسام والصحافيين النواب لمناقشة فاعليات نهاية العام في جلسة من العصف الذهني حتي يخرجوا بأفكار جذَّابة تجعلهم الأسبق صاعقين الجميع بإبداعاتهم فقط كـاسمهم، وبالطبع كانت مون يونغ نجمة متألقة في ذلك الاجتماع، شابَّة يحوي عقلها إبداعات غزيرة لا تتوقف حتي أنَّها عرَضت أكثر من فكرة جذَّابة ووضعت البقية في حيرة أثناء الاختيار، لكن في النهاية وبما أنَّ الإقبال علي متابعة المجلات أصبحَ شيئًا نادرًا، نالت فكرتها في بدء سلسلة من المقابلات المُصَوَّرة مع كبار المشاهير قبولًا كبيرًا بين المدراء الإبداعيين وتقريبًا انتهت الجلسة باتفاق علي موعد نهائي لبدء التنفيذ، لكن مون يونغ لم تفوِّت صيد كهذا لتفرض طلبها من أجل بدء المشروع خاصتها، استضافة ليندسي في الحلقة الأولي.

•••

بعد أسبوعين ..

أدلَت ليندسي بشهادتها أمام الشُرطة وأنصَفت رو وون وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي والشاشات الرقمية بصورهما كثنائي، كانت شاشات الإعلانات في شوارع كوريا الجنوبية تعرض صورهم الدعائية من أجل العلامة التُجارية للملابس التي تعاقدت معهما كثنائي، وتظهر ڤيديوهاتهم المُصَوَّرة كأول المُقترحات علي يوتيوب، عُرِضَ عليهما الظهور كضيفين في البرامج المنوَّعة إلا أنَّ ليندسي رفضَت وقالت بنبرة حازمة تُعبِّر عن رفضها الكامل " لا يوجد حيز في عقلي لأجل التظاهر " ، مما أثار حنق السكرتير العام لولا أنَّ رو وون تدخَّل قائلًا:
" ما تعنيه ليندسي أننا نُهدر الكثير من الوقت في التظاهر بكوننا ثنائي جماهيري فضلًا عن الاهتمام بجداول أعمالنا المنفردة، وكما تعلمون هي ستبدأ تسجيل ألبومها وأنا في محادثات لأجل دراما، أيضًا إن استمرينا بالظهور كثُنائي طوال الوقت سيُثير انفصالنا حنق الجميع وستُصبح الشركة هي المُتلقي الوحيد للانتقاد لكن إن قللنا كل شيء تدريجيًا وتذرعنا في النهاية بامتلاء جداول أعمالنا، يمكننا الانفصال ببساطة وسيتعاطف الجميع دون توجيه اتهام لأي أحد "