الفصل الثالث والاربعون

662 28 1
                                    



الفصل الثالث والأربعون


فتح عزيز الباب ودفعه ليفسح الطريق أمام هزار قائلا :- المكان متسخ قليلا ... إلاأنها مجرد أغبرة لا أكثر ..
ترددت هزار قبل أن تتجاوز الباب المفتوح وهي تنظر إلى عزيز بعينين واسعتين وكأنها تنتظر منه المزيد من التوضيحات قبل أن تتورط معه أكثر ..
عندما مر عليها صباح اليوم لأخذها من بيتها ... لم تكن لديها أي فكرة عن المكان الذي كان ينوي أخذها إليه .. في الواقع ... بينما هي تجلس في غرفة الجلوس مستمعة إلى ثرثرة والدتها مع أسرار عبر الهاتف أثناء انتظارها إياه ... كانت تشعر بالخوف يزحف فوق أطرافها من المجهول الذي كان ينتظرها معه ...
لقد كانت خائفة وهي تدرك مقدار ثقتها به ... لقد كانت خائفة وهي تتقلب طوال الليل تفكيرا فيما كان يخطط له .. لقد كانت خائفة وهي تدرك بأن جزءا منها كان متشوقا لمعرفة ما يخبئه لها ...
لقد كانت خائفة وهي تدرك بأنها عندما اتصل بها مساء الأمس ثم جاء هارعا بسرعة إليها .. شعرت بالراحة لأنه قد حضر حقا ... لأنه قد جاء لينتشلها من آثار مواجهتها مع بيان ..
لقد كانت خائفة وهي تدرك مقدار حاجتها إليه ... أن تكتشف القوة التي يمتلكها هذا الرجل عليها .. رغم هذا .. فور أن رن هاتفها معلنا انتظاره إياها خارج منزل عائلتها .. كانت تلتقط حقيبتها وتغادر بعيدا عن دراما حديث والدتها الذي بدأ يتجه نحو همام الذي تشاجر على الأرجح للمرة المليون مع ليلى ويبدو دائما وكأنه يوشك على قتل كل من يجرؤ على التحدث إليه ..
داخل سيارته .. منحها ابتسامته الجانبية التي عكست تألق عينيه الداكنتين تحت ضوء النهار ... مما جعلها تخاف مجددا وهي تشعر بقلبها يخفق بعنف داخل صدرها في بادرة أولى من نوعها .. عندما تناول يدها بشكل تلقائي ليرفعا إلى شفتيه .. ويقبل معصمها بتلك الطريقة التي تميزه .. لم تسحب يدها هذه المرة ... لقد كانت أكثر ذهولا من أن تفعل وهي تشعر بحرارة شفتيه فوق بشرتها مذكرة إياها بقبلاته لها في غرفة الضيوف في منزل عائلتها .. عندما حاصرها عند الباب مصرا على أنه سيستبدل بالقبلة كل مرة يريد أن يخبرها فيها بأنه ...........
رباه ...
لحسن الحظ .. ترك يدها وشغل المحرك قبل أن تنتابها نوبة ذعر جديدة تدفعها لمغادرة السيارة والعودة للاختباء بين جدران منزل عائلتها ..
في البداية عندما أوقف السيارة أمام المبنى الذي يقيم فيه ... شعرت بالاسترخاء عندما ظنته يأخذها لقضاء يوم العطلة إلى جانب والدته وشقيقته ... إلا أنهما عندما تجاوزا الطابق حيث تقع الشقة المقصودة ترددت وقد عاد إليها توترها .. بل وقفز إلى أعلى مستوياته عندما توقف بها أمام باب الشقة الواقعة في الطابق العلوي والأخير من المبنى الذي لم يتجاوز ارتفاعه الأدوار الثلاثة .. وأخرج من جيبه مفتاح دسه في القفل وكأنه .... وكأنه بيته ..
لم يطل ترددها طويلا عندما لاحظت ارتباك عزيز وكأنه يطلعها على شيء يعني له الكثير ... خطت عبر الباب نحو الشقة الواسعة والخالية تماما .. والتي أضيئت بشكل باهت بفعل أشعة الشمس المتسللة من النوافذ المغلقة بإحكام ..
المكان كان يماثل شقة والدته تصميما ... إلا أنه كما قال تماما .. كان مغطى بالأغبرة والاتربة .. وكأن أحدا لم يسبق أن دخل هذه الشقة منذ دهور ..
:- إنها شقتي أنا ...

رسائل من سراب الجزء السادس من سلسلة للعشق فصول لكاتبة بلومىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن