عَشية الميلاد

68 7 3
                                    


اليوم قد انهيتُ ساعاتَ عملي كَساعيّ بريد
وبِما أنه قد اقتَربَت عشية الميلاد فَقد قَطعوا من فِترة العمل مِما ادى لِأغلاق المَكتب مُبكراً،ثم ليسَ كأني أتذمرُ من هذا العمل صحيح؟ فَانا قد اختَرتهُ لأني على علمٍ كامل بأن من يَرسلون الرسائِل الورقية عبر البريد هم قَليلون يُعَدون على الاصابِع لِذا هو ليس بِصعب مُطلقاً، ها قد عِدتُ الآن حيثَ يَنتظرني دَفتر يومَياتي الذي يوجد عليهِ رسوم مِهرتي الصَغيرة، صَدقوني لا اعلم من رَسمها لم يَكُن انا..
جَلستُ لِأستَذكرُ ذكرى حدثَتْ في مثل هذا اليوم، سَأبدأ الكِتابة آمل فقط إلا يُكسر رأس القَلم

عندما كنتُ شاباً وفي يوماً بارد قبل يوم رأس السنة من أيام الشَهر الأخير قد تأثرت العوامِيد بِكثافة الثلج التي لا تمزح بِغزارتها، مما أدى الى تعطل خِدمة الانترنيت وهنا يأتي عمل ساعِي البريد لِينكَبَ عليهِ حجم هائِل من الاوراق المُزينة والمِختلفة بِأشكالها وأنواعِها،

"إن لمْ تَصلْ الرسائل قبلَ الساعة الثَانية عشر يا ثيو في الوقتِ المُحدد فلا أريدُ رؤية وجهكَ الساذج أمامي مجدداً!!"
صاحَ المدير المُتعصب عليّ مُشيراً بِأصبعه الذي يَصبغهُ بِطلاء الأظافر مُهدداً ايايَّ انا المِسكين
بِحق خالِق السماء لا تَظنوا ان ابنتهِ التي في السَادسه من عمرها هي من تضع الطلاء له، اعني هو مشبوه جداً لا استطيع اخذهُ بِجدية

حملقتُ به لِفترة وجيزة لِأبتسمَ تَكلفاً وأجري بِكامل سرعتي من مكتبهِ الى خَزائن البريد أنتشلُ الكثير من الرسَائِل بين أذرُعي،
اريدُ أن ابرهِنَ لِذلكَ العجوز إني ساعِي مُجتهد مهما حَصل، ركبتُ دراجتِي الهوائِية بعد أن حشرت كامل البَريد في الصِندوق لِأبدأ رحلتي الجادة

اوصلتُ ثَمانِين طرداً بين العودةِ لِلمكتب ومن ثم لِلمنازل، وبدأت موسيِقى العجوز المُلتحي الأبيض بِألارتفاعِ في أرجاء المدينةِ، اقتربتُ من الإنتهاء وأبتسامة نصر تُزين ثِغري عندما أتخيلُ ملامح المدير لِرؤيتي قد أنجزتُ عملي كاملاً دون شائِبة، وصلتُ للمنزل الأخير وانا مُبتسم اعطيتُ الطرد لِأهرول مسرعاً لدراجتي! اشتقتُ لِمدفئتي وهِرتي الصغيرة
ولكن لحظه واحده هذا الصبّي..ما بالهُ؟
يُحدق بيّ كثيراً ويَعترض طريقيَّ ضاماً ظرف ما يبدو انه من تَزيين مُبتدئ وربما طفل
سَأحاول تجاهلهِ فأنا متعب جدا جربتَ العبور  جانبهِ ولكن تباً! انه لا يأبى لِمحاولتي مايزال يَعترضُ طريقيّ!

" اوه ياصغير هل انت ضائِع؟"
انحنيتُ لِقصره رادفاً له بِنبرة حنية مُصطنعة
فأنتم تعلمون ماهم الأطفال

" ا امم حسناً انا لستُ ضائِع ولكن اريد طلب ارجوك نفذه لي الست ساعي؟!"
نظرَ اليَّ بِأعين واسعة بِها بريق آمل أن اقبل بِطلبه

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 13, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

يوميات عجوز Where stories live. Discover now