.......
...
انطلقت بنا الهيلوكبتر الى جهة مجهولة بعد ان عبرنا العاصمة كنا نحلق فوق غابة ...كان الليل قد دخل...
وفجأة اهتزت الطائرة كدت أسقط فقد كنت واقفا عند الباب لولا ان شخصا كان يمسكني بيده من ظهري ،، صرخ قائد الهيلوكبتر قائلا : ان سبب هذه الهزة عطل فني وان الطائرة ستنخفض لمستوى 8 امتار نرجو الهدوء وعدم الحركة ....
نظرت الى اﻷشجار كانت تلامس الهيلوكبتر كنت انظر الى الغابة وانا افكر في أخي والدموع تنهال من عيني ...
الى أن لمحت شيئا غريبا يقترب ... كان بعيدا لم اره بوضوح كان يقفز بين اﻷشجار اقترب قليلا ...
لمحت عيونه الحمراء ....اقشعر جسدي وعقلي توقف عن التفكير الوقت الذي يفصل بيني وبينه لحظات كان اسودا لا ارى الى عينيه تلمع ....
وفي لحظة تم دفعي من الطائرة ﻷسقط على اﻷرض شعرت بالم شديد في ركبتي ...
ثم قفز بجانبي شخص... لم انظر اليه لكني نظرت الى الجهة التي يقترب منها ذلك الوحش ...تتبعته عيناي ﻷجده قد قفز في الطائرة وما هي الى لحظات حتى انفجرت الهيلوكبتر ....!؟!
اقشعر جسدي وقدمي لم اعد أشعر بها ....
سقطت على اﻷرض مغما علي .......
..
...
..
استيقظت ﻷجد ذلك الشخص بجانبي نظرت في وجهه فتذكرته لقد كان مارتن الذي قتل والدتي ...
شعرت بغضب شديد وبدأت ابكي ....
لكنه قال لي : ليس هذا وقت البكاء علينا ان نذهب هنالك اصوات وحركة مخيفة في الغابة ....
شعرت بخوف شديد ثم اعطاني السكين التي أعطاني اياها العجوز " قائلا: هذه كانت بجانبك
امسكتها وقلت في نفسي ( لن أموت ) ....
ثم أخرج مسدسه وقال : لي علينا أن نفترق ...
أصابني الذهول ما الذي يقوله هذا الكهل ...
لكنه وضع يده على كتفي قائلا : أن صرنا معا فلن ينجو اي احد منا لذلك سنفترق الى حين خروج النهار ...
ثم ذهب الى شجرة ....
...
و وضع عليها علامة ثم قال : ان لم تخرج من هذه الغابة خلال يوميين فالتعود الى هذا المكان ....لا تمت حظا موفقا....ثم اختفى بين اﻷشجار ....
..
صرت وحيدا كنت قلقا ومترددا في اي اتجاه اذهب
تذكرت الورقة التي اعطاني اياها اخي اخرجتها من جيبي وفتحتها ﻷجد ما كتب فيها ( القلب القوي لا يتردد ) ....
شعرت بالحزن ثم أدخلت الورقة في جيبي وانطلقت في اﻷتجاه الذي اتى منه ذلك الوحش
....
...
مر بعض الوقت وفجأة سمعت صوت اطلاق نار ...
اقشعر جسدي كان الصوت قريبا ..!!
امسكت بيدي اليمنى السكين واختبات خلف شجرة
...
..ثم لمحت شيئا اسود يقترب باتجاهي مباشرة ....
شعرة بالرهبة والخوف ويدي اليمنى بدأت ترتعش
كان يقترب بسرعة كبيرة وحينها عرفت انه كلب لكني لم اعرف كيف انجو منه ....
تراجعت قليلا واسندت ظهري الى شجرة اقترب اكثر ثم قفز باتجاهي رفعت يدي اليسرى ثم انخفضت وطعنته بالسكين في بطنه لتخرج احشائه
ويسقط ميتا .....
هدأت نفسي ولم اصدق اني استطيع القتل ...امسكته وهو ميت والدموع تسقط من عيني
كنت حزينا جدا ....وعندما كنت مخفضا راسي شعرت ان شخصا يقف امامي !؟؟!...
طار عقلي كيف لي ان اخفض دفاعي الى هذا المستوى ....ولوهلة وضع يده على كتفي...
نظرت اليه ﻷجدها طفلة لا يتجاوز عمرها 10 سنوات ...
ذهلت كيف لها ان تبقى على قيد الحياة في هذه الغابة ...
قامت باحتضان الكلب وهي تبكي ....
شعرت بالذنب لقتلي له ....
وبعد فترة ...
سألتني قائلة : انت من قتل الكلب ...
توترت ...لكني اومئت لها برأسي بنعم .....
سكتت قليلا ثم قالت لي : ان هذا الكلب كلبي وكان يحميني طيلة الوقت وها انت قتلته لا يوجد من يحميني اﻵن .....
قاطعت حديثها قائلا لها : اين والديك ؟
فقالت : ذهبا وتركا الكلب معي ....
...ادركت حينها انهما قتلا .....
سكت قليلا ....
ثم وقفت قائلا لها علينا ان نخرج من هذه الغابة ...
فاومئت لي براسها بنعم ...
وقفنا وانطلقنا كانت تمشي بجانبي وكانت هادئة جدا ........
وبعد عدة ساعات سقطت على اﻷرض قائلة لي :
لا استطيع المشي أكثر من ذلك ....
جئت ﻷجلس لكن وفجأة شعرت بحركة قوية تاتي من خلفنا ....
وبدون تفكير ...أمسكت يدها لتقف معي ونجري .....
جرينا لمسافة طويلة ...ثم وقفنا لنستريح ..وبسرعة نظرت خلفي ولكن بلا جدوى ...
كان قد نال منا .....
لم أشعر الا بضربة قوية حطمت بعض اضلاعي لتقذفني بعيدا عن الفتاة ....شعرت بالم شديد
لكني نسيت اﻷلم ونظرت الى الفتاة ﻷجد نصفها العلوي ملقا بجانبي اصابني الهلع وشعرت بخوف شديد وبدأ جسدي يرتعش ....اما ذلك الوحش الذي ضربني...... بدأ بالصراخ وحينها سمعت الكثير من الصرخات القريبة والبعيدة ....وحينها ادركت المعنى الحقيقي للخوف وايضا عرفت كيف يكون الجحيم... ...