د.ماء د.ماء د.ماء !
كل أحلامي عبارة عن د.ماء !أرى نفس الكابوس للمرة السادسة في هذا الأسبوع " .
كان قائل هذه العبارت يصرخ بصوت كاف بجعل طبلة أذنك تنزف دما ، طبعا هو صاحب الصوت المرتفع دانيال !
الذي استيقظ بفزع على السادسة صباحا لليوم الموافق للسادس من يونيو 2020 .
لحسن الحظ أنه يسكن وحيدا و ذلك لحدة طبعه و مزاجه ، فقد بدأ بكسر أي شيئ زجاجي بطريقه ، حتى أصبح المنزل أشبه بمكب للنفايات .
اتجه للنافذة التي فتحها بقوة ، لدرجة جعلت كل الحمام الذي يقف بها يغادرها لأعشاشه و راح يصرخ بصوت عال ..
بعد صراخه الذي استمر لخمس دقائق متواصلة و الذي كان كفيلا بتخفيف غضبه ، راح يشاهد التلفاز و إذا بكل القنوات تذيع نفس الخبر ..
" جريمة في الحي اللاتيني " .
"سحقا ، يبدو أنه سيتحتم علي مشاهدة الأخبار المتعلقة بالحي اللاتيني اللعين " .
" شهد الحي اللاتيني، في الأيام الستة الماضية ،أعمال شغب و جرائم عديدة ، تراوحت بين زجاجات الخمر المكسورة في الحي التي لم يسبق لسكانها أن شهدوها و كون أي شخص يخرج من منزله بعد منتف الليل ، لا يعود لمنزله إلا مقط.عا إر.با إر.با في كيس قمامة أمام منزله " .
سمع دانيال موجز الأخبار هذا باندهاش و هو يضحك بهستيريا ، كأنه معجب بمن فعل ذلك !
" فراح يصفق و يقول : فخور بك ، فخور بك ! " .
انتهى الموجز الإخباري بعد ذلك و غير القناة لأخرى و إذا بمذيع آخر يقول : " يبدو أن الشرطة العلمية وجدت ، شعرا أسودا يرجح أنه قُطِع أثناء الجريمة و لم يتساقط بشكل طبيعي ! و ذلك على غرار الأيام الخمسة الماضية التي لم يترك فيها المجرم أي دليل !" .
"ما بال القنوات اليوم ، أليسو هم من كانو يصفون اللا.تنيين بأبشع الصفات قبل أسابيع ؟
دعني من كل هذا الآن ، سأتجهز للخروج " .و إذا بدانيال ، يصرخ متفاجئا برؤية نصف شعره مقصوصا !
" كيف ذلك ؟
متى قصصتُه ؟ "بدأ بعد ذلك يرتجف ، كم لم يفعل من قبل و غادر الحمام باتجاه المطبخ و إذا به يجد قطرات من الد.م في المطبخ تصل بين بابه و باب الخروج !
"لا يعقل !
لا يعقل !
ماذا حدث و كيف؟ "كان يقول بصراخ و هو يجول ذهابا و مجيئا في نقاط الدماء الواصلة بين المطبخ و الباب .
و إذا بالباب يُطرق بقوة ، جعلته ينقسم نصفين .
"الشرطة!
مالذي تفعلونه في منزلي " .كان يقول ذلك بنبرة ملطفة للجو .
لكن ، لم ينفعه ذلك بشيئ ، و إذا بأحدهم يقول :" سيدي ، إنه نفس الشعر الموجود بمسرح الجريمة ، ناهيك عن قطرات الدم! "
" حُسِم الأمر إذا ، أنت رهن الاعتقال، بتهمة القتل
ستُعرَض الدلائل عليك أثناء محاكمتك " ." لك .. لكن كيف ؟
"أنا لم أفعل شيئا صدقني " ." قل ذلك للقاضي ".
قبل خمسة أيام في مكتب تحقيق مدينة نيويورك..
"سيدي ، جرائم الشغب تغمر الحي اللا.تيني " .
" أليس ذلك ، لأنهم فوضويون كما يقول الإعلام ؟ "
" لا ، سيدي الأمر مختلف هذه المرة فلقد قمنا بالتحقيق و التحقق من كاميرات المراقبة في الحي و لم يكن الفاعل أيا من السكان ".
" إذا ، لننتنظر الأيام لتكشف المجرم " .
" سيدي ، أنا أحترمك ، لكن أ تسخر بي ؟ " .
" لا ، صدقني أنا أعلم ما أفعله " .
في اليوم الثالث من الجرائم ، وسّع رئيس مركز التحقيق نطاق بحثه للحي اليا.باني ، فرأى شيئا جعله يشعر بالغرابة ، كلاب تنبح بجوار منزل واحد ، دون المنازل الأخرى ، كيف ذلك ؟
جعله ذلك يشعر بالشك .فقام بتركيب كاميرات مراقبة ، تكاد لا تُرى أمام منزل المشتبه به .
و كذلك قام بتحقيقات عنه ، لتكون نتائجه كالتالي ..
" سيدي ، البحث الذي طلبته مني عن القاطن بالحي اليا.باني جاهز ".
"إقرءه علي إذا " .
"حسنا " .
" د. ك ، المولود ب 1980 ، عاطل عن العمل منذ أسبوعين ، و تم تشخيصه بكونه شخصية سيكوباثية قبل سنة ، كان يعمل في الحي اللا.تيني و على الأرجح أن سبب طرده من منزله هو ما ذكرته قبل قليل ، كونه مريضا نفسيا " .
" شكرا لك على بحثك لقد كان مفيدا لنا " .
" العفو سيدي " .
ظلوا ، يراقبونه ، حتى الخامس من يونيو ، لكن دون جدوى ، لا دليل تسجله كاميرات المراقبة ، حتى وصول السادس من يونيو، اليوم المنشود !
الذي تم تصوير فيه إحدى أكياس القمامة و هي تقع من جيب دانيال ، و كذلك الدم الذي كان في يديه عند وصوله للمنزل بعد إنهائه لجريمته الشنيعة .
و عليه تم القبض عليه ، و تم الكشف خلال التحقيقات بأن أزمته النفسية زادت بعد طرده من العمل و أنه كان يقوم بجرائم.ه أثناء نومه .
و بناءا على مرضه ، تم تخفيف عقوبته من اثنتين و ثلاثين عاما، لثلاثين ، لتنتهي قضيته المثيرة للجدل هذه .~ انتهى .
أنت تقرأ
في إحدى زوايا نيويورك |مكتملة|
Randomقصة قصيرة كتبتها منذ فترة للمشاركة في إحدى المسابقات ، نشرتها هنا كتعويض لقلة تحديثاتي . أتمنى أن تنال إعجابكم✨ نشرت بتاريخ : 2021/12/17