الثانية فجرًا، يوم الأحد
عزيزي جونغسونغ،
أكتب إليك الآن من غرفتي الصغيرة، قربي على طاولتي الرثيثة يرقد كوب قهوتي السوداء الثالث، أم الرابع؟ يفقدُ حرارته مستسلمًا دون أي مقدرة على المحاربة ضد هذا الجو القاسي. الرشفة التي أخذتها منه قبل لحظات لا تزالُ تتمرغ فوق لساني بمرارة حامضة تمتد حتى نهاية حلقي. ولربما كنت محقًا، إن القهوة السوداء مقززة ولا أعلم كيف أستطيع شربها. لكن ما أعلمه أنني لا أستطيع التوقف عن تجرع الواحد تلو الآخر على مرار اليوم.
رأيت المنشور الذي أرفقته البارحة، لربما هو ما دفعني لكتابة رسالة كهذه الآن بدلًا من رسائلي النصية العادية.
على كلٍ، كنت تبدو سعيدًا، ورائعًا على حدٍ سواء، كما تبدو عادة. سعيدًا ورائعًا، ولا يبدو أن رفاقك الذين احتشدوا في الصورة يقلون عنك في هذا. جميعكم تبدون أنيقين إلى حدٍ أشعرني أنكم هاربون من أحد أفلام المراهقين التي يزخر بها الإعلام ويضع فيها توقعات للمراهقة لا يمكن للأشخاص العاديين الوصول إليها قط. لكن على ما يبدو أنكم تفعلون، خصوصًا الفتاة الشقراء التي كانت يدها معلقة قرب كتفك، إنها جميلة جدًا، لا بد أنها هانا التي حدثتني عنها.
أظنك كنت في حفل؟ حفلٍ فاخر ما على أحد المباني الشاهقة. كنت تبدو مثاليًا في تلك الصورة، مع معطفك الجلدي الأسود المذهل الذي لا أزال أذكر دفئه المفاجىء رغم شكله الذي لا يوحي بذلك إطلاقًا. ابتسامتك التي تنمُ عن ثقة لطالما توشت بها ملامحك، وجسد مرتمي للكاميرا بأسلوب عفوي معتاد على الأضواء. هذا هو حيث تنتمي، في الضوء وبين الحشود، داخل اللحظة و وتيرتها المستعرة.