أَصْفَر.

166 23 27
                                    

.
.
.

كانت عيناهُ ملِيئة بالحياة، وبطريقةٍ ما كنتُ أغرقُ ببحرِ حُبِه دونَ علمٍ مني.

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

أستيقظُ مبكراً كالعادة، بالرغمِ من عدم اعتيادي على غُرفتي الجديدة، ليست غُرفتي في النادي الخاص بمدرسة "سيدو"، لذا لستُ مُعتاداً عليها.

غرفتي هنا مشتركة مع ناروميا سان، إنهُ أفضل رامٍ في اليابان، صاخبٌ رُغم صُغر حجمه.

لقد تمّ اختياري مع فريق مكون من لاعبين من عِدة مدارس للعبِ ضدّ فريق أمريكي، قُمنا بخوضِ مباريات تدريبية مع فريق الجامعة، واليوم يومُ المباراة وهو آخر يوم لنا، سأعودُ غداً، اشتقتُ كثيراً لكآي والنادي.

مباراةُ اليوم ستكون صعبة، الفريقُ الأمريكي يمتلك عضلاتٍ كبيرة كما أنهُ يستخدم تقنيات مختلفة عمّا اعتدنا عليه، أخبرني كآي بأنه فخورٌ بأن صديقٌ له يُدعى "كيّو" سيلعبُ ضدّ فريق أمريكي.

اكتبُ لهُ رسالة :

"كآي، سأعودُ غداً صباحاً، أريدُ الحديثَ معك عن كل شيء، هل انتَ بصحةٍ جيدة؟"

إنهُ لا يرُد.
هذا مؤسف.

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

انتهَت مباراةُ البارحة بالفوزِ طبعاً، كانَ الثُنائي الذي كونتُه مع ناروميا سان لا يُصدق، بدَا الأمر وكأننا نلعبُ معاً منذُ مدةٍ طويلة، لذا لم يستطع ضاربوا الفريق الأمريكي الفوزَ ضدنا، بالرغم من مواجهتنا الكثير من الصعابِ للتغلُب عليهم.

أخبرَني المُدرب كاتوكا بأن كآي ليسَ بالنادي لأسباب صحية اعلمُها، أنا أشعر بالقلقِ عليهِ كثيراً.

أحاولُ الإتصالَ به لكنهُ لا يُجيب، قررتُ الذهابَ للمشفى، وحينها أخبروني بأنهُ ليسَ هناك.

ولأني لم أتوَقع رحيله، ظننتُ بأنه عادَ للمنزل، لذا ذهبتُ ركضاً إلى هناك، كانت رؤية والدتهُ تبكي كفيلة بشرح كل شيء.

انهارَ العالم أمامي، وشعرتُ بثقلٍ كبيرٍ على صدري، لم تذرفُ عيناي الدموع لكن هناك شعورٌ خانق، شيءٌ ما يمنعُني من التنفُس.

ذهبتُ ركضاً للنادي مجدداً، الجيمعُ يُحدق بي ولا أحد يتحدّث، لم تكن علاقة كآي قوية بأحدٍ غيري، ولا أحد من أعضاءِ النادي يعرفُ عن تفاصيلِ مرضهِ غيري.

دلفتُ للغرفة خاصتنا راجياً أن أراهُ ينتظرُني هناك، يجلسُ على مكتبهِ وحين أفتحُ الباب يرفع رأسهُ مبتسماً لي، لكن لا يوجد أحد.

قوسُ قزَحٍ بَاهتْ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن