الشوق والحنين

13 1 0
                                    

للصبر عنوان في نفس ملاك ،لا أسميه جنون من الحب ولا نجد له إسم آخر عن صبرها لبعده عنه ،أن تحب شخصا بعيدا عن أعينك ليس بهذه السهولة التي يدريها كل الأحباء ،لكن ملاك لم تنسى ولو للحظة كل تفاصيل متعلقة به وكأنه آخر رجل تراه في حياتها ،وكانت تردد كل الأحداث في نفسها فقط لكي لا تفقد الأمل ، وأي أمل نتحدث عنه أن نتعلق بأشياء لا تظهر ما سيحدث مستقبلا ذلك ماهو إلا مدخل لمزيد من مشاكل في قلب ملاك ،خلل ...عذاب ...ألم...ضياع ...
أن تشتاق لشخص في كل ثانية من ثواني حياتك ،وتريد بشدة أن تسمع صوت أنفاسه تسارع قلبك ،وتبحر في عيونه ،وحتى الرائحة التي لا تفارق أنفك ، ملاك حدث لها الكثير من الصراع داخل قلبها لا تجد حل لها غير الصبر والدعاء والبكاء أحيانا ،عجبا لها ملاك لحبها. وكثيرا من الأحيان ما تنتظر يوما ما أن يصنع القدر صدفة لتراه أعينها ويطمئن قلبها ...ولكن كان للبعد أقوى قدر ومع ذلك كان للحب في روحها بحر ،رائحته لم تنساها أبدا وصورته في قلبها محفورة ،رائحته كانت تتخيلها كلما صادفت رجلا ...
لحظات الحب التي تشعر بها ملاك لا ندري إن كان حبا أم وهما تعيشه في مخيلاتها لأنها عاشت حبا من طرف واحد و في رأسها سؤال ليس له جواب " هل فيصل يحبها ؟؟ " ، "هل يفكر فيها كما تفكر فيه ؟؟"،
باتت ملاك تكلم نفسها ومع الله ومع أختها الكبيرة التي تسمع آلامها بحبها لهذا الشخص ؛قد يكون هذا الكلام مبالغ فيه بأن تكون فتاة تحب شخصا بعيدا عن أنظارها لكن حقا عاشت هذا الحب وشهد الله صفاء قلبها إتجاهه وكأنه لا شخص له حق فيها غيره ...كأنه زوجها ...للأسف الزوجات التي لا يحفظن أزواجهن في  غيبتهم ...كانت ملاك تحفظ حبها له لا تجرأ أبدا أن تنظر إلى شخص آخر رغم البعض من يريد أن يظفر بها .
في طريقها للبحر مع والديها إلى مدينة تلمسان بمنطقة إسمها غزوات ،ليذهبا إلى منزل إبن عمها الاكبر بعمر أبيها لقضاء عطلة بجانب شاطئ البحر ؛وإلتقت بإبنة عمها بنفس عمرها تعرفها ولكن ليس بذاك القرب لحد الصداقة ولا تشبه ملاك بشيئ في مبادئها وستعرفون لماذا ؟ وستعرفون حق المعرفة أن الصداقة عندما تكون قوية لها تأثير على الأصحاب كذلك في مجريات الأحداث !..فور وصولهم
عزيز : (أب ملاك) لقد وصلنا
حنين : (أم ملاك) الحمد لله حسن هيا إنزلي ملاك
ملاك : حسن أمي
وفي لحظة دق الباب فتحت خالة رزان علينا زوجة عم ملاك
رزان : أهلا وسهلا بكم تفضلوا
وفي هذه اللحظة أتى العم خليل
خليل : أهلا يا عمي مرحبا بكم تفضلوا
عزيز : الله يزيد من فضلك
حنين : الله يزيد من فضلكم
وسلموا على الأهل كلهم وضيفوهم وإلى هذا الحين لم تكن هناك سمارة إبنة عمها لأنها كانت على شاطئ البحر تسبح هي وأخواتها كانت رائعات الجمال كل واحدة لا تشبه الأخرى ؛وبعدها دخلت سمارة وألقت التحية عليهم ...
سمارة : مرحبا كيف حالك ملاك ؟
ملاك : الحمد لله وأنت كيف أحوالك ؟
سمارة : سأعود للشاطئ هل تذهبين معنا ؟
ملاك : (بتردد خائفة ) لوحدنا دون عائلتنا
سمارة :( بضحكة بها إستهتار ) طبعا الشاطئ قريب علينا وأريد أن أذهب لوحدنا إذا أردت ذلك تعالي واذا لا تريدين ذلك لا مشكلة
ملاك : كيف لا أريد فقط حسبت أن عائلتنا لن تسمح لنا أن نذهب لوحدنا
وفي هذه الأثناء سمارة إستأذنت من عائلة للعودة للشاطئ وأن تأخذ ملاك معها  فوافقوا...
سمارة : رأيتي ..لم يقولوا شئ كنت خائفة بدون سبب
ملاك : طبعا أخاف إذا والدي لم يردوا أن أذهب وأكيد لن أذهب بدون رضاهم
سمارة : حسن حسن فهمت أخلاقك العالية ...وفي لحظة ترى ملاك سمارة تلقي وجهها باتجاه شخص وتبتسم له ،هذه النظرات فهمتها ملاك بأنه يوجد شيء وراء هذه النظرات لا تبشر بخير ، وبينما تمشي ملاك وسمارة نحو الشاطئ وذلك الرجل يلحق بهما ولم يتركهما حتى وصلا إلى الشاطئ ،وبعدها جلستا سمارة وملاك ليستريحا ثم تقدمت سمارة إلى البحر لتسبح تاركة ملاك وحدها طبعا لم تمانع ملاك لتركها وحدها ولكن ماكانت متوقعة منه أن يحدث ، لحقها الشاب الذي كان يتبعهما ..
سمارة : سأدخل لأسبح (وهي تلف وجهها لذلك الشاب وتشير له الدخول معها )
ملاك : حسن
سمارة : ذاهبة ...لا تتحركين من مكانك
بينما الشاب يذهب معها للسباحة أتى شاب آخر قاطعه تكلم معه بشيء ثم إسترقا النظر لملاك وتبسما إليها بكل خبث كأنها طعم ثاني بعد سمارة ،فورا ملاك لفت وجهها إتجاه الكتاب أحضرته معها وبدت عليها كأنها تقرأ ولم ترى شيئا بتاتا ،وفي لحظة رأت خيالا يتجه نحوها وقلبها يضرب بشدة خائفة ومع ذلك لم تزيح عينيها عن الكتاب خشية أن يتجرأ ويتكلم معها ،لكنه بقى من ورائها ولم يفارقها ؛ وبينما ملاك تنظر إلى سمارة وهي تسبح مع الشاب وفي نفسها تقول ..
ملاك : ياإلهي ...ماالذي ورطت به نفسي حقا ...حتى هذا الشاب الذي ورائي سيعتقد في نفسه أنني من نوعها لهذا هو يحاول أن يقترب مني ..
ملاك تراقب سمارة ولأنها إبنة عمها خافت عليها ترى الشاب يقترب منها ويلمسها كأنه يلمس قطة ويلعبا معا وكأنه لا شيء يحدث ، وفي هذه اللحظة حدث شيء لا يتوقع إندهشت منه ملاك كثيرا رأت هذا الشاب يقبلها ...
ملاك : ماذااااا ماذا تفعلين لماذا تفعلين بنفسك هذا سمارة عودي أرجوكي (وهي تلوح عليها بيدها )
أرادت ملاك أن تبكي بشدة أتتها غيرة على إبنة عمها ولكنها غيرة مشروعة غيرة الإسلام لم ترد لسمارة أن تفعل بنفسها هكذا ..حتى لكلا الإثنين ثم تراهم يبتعدا ثم خرجا من البحر ليذهبا يتمشيا ،فتلحق بهما ملاك خوفا عليها ولم تدري ملاك أن ذلك الشاب يتبعها ...
ملاك : إلى أين تذهبين يا سمارة (وهي تراقبها ولا ترى أمامها غير سمارة)
وفي هذه اللحظة تصتدم بطفل صغير لم تراه
ملاك : آه آسفة يا ولد لم أرك
طفل : أنا جيد خالة
ملاك : حسن إنتبه لنفسك ( وهي مبتسمة له ثم ترفع رأسها لترى سمارة ولم تجدها أمامها ،أحست ملاك  أنها أضاعتها وهي ستكون سبب في أنه سيحدث لها أي شيء ركضت تبحث عنها في كل مكان وهي تنادي بإسمها وتبكي عليها ...
وفي مكان ما التي بحثت فيه مكان خال من كل البشر وجدت نفسها بين هذه الجدران وإبتعدت عن البحر ولا تعرف أين ألقت نفسها ،وفي لحظة التي حاولت فيها أن ترجع إلى مكان الذي كانت فيه إصطدمت بذلك الشاب على صدره وعلى وجهها هول هذا الإصطدام وعيونها كلها خوف من عيناي هذا الشاب التي كلها شراهة ،حاولت أن تهرب منه لكن ...
الشاب : إلى أين تهربين مني يا حلوة
ملاك : لا أهرب أترك يدي من أين تعرفني حتى تتجرأ وتلمسني 
الشاب : (وهو يلمس وجهها) لا كل هذا الجمال وأتركه
ملاك : ( إستجمعت قواها وهي تصفعه فجأة )  إياك وتتجرأ هل فهمت ؟؟!!
الشاب لم تعجبه ردة فعلها أنها دافعت على نفسها ،أصبحت عنده تحدي لحتى يظفر بها حاول أن يعتدي عليها ولكن كانت ملاك تقاوم غريزتها أنثوية أخرجت اللبؤة التي بداخلها حاولت بكل جهدها لكنه ضخم البنية صفعها بقوة حتى ألقاها على الأرض إنخرت كل قواها وبدأ يقترب منها فور سقوطها ..
الشاب : أين قواك الآن هااه قولي
ملاك : إبتعد عني ( بصوت خافت مهزوم )
الشاب : ماذا ستفعلين أنا أقترب
ملاك هذه اللحظة التي تدافع فيها عن شرفها بكل ما هناك من حل حتى لو كان لدرجة القتل ، يقترب منها أكثر و ملاك لم ترى غير صخرة صغيرة قاسية مثله إنتظرت اللحظة الحاسمة وضربته بها على رأسه سقط بجانبها وهو يتأوه من الألم ...لهذا الإنسان الضعيف الذي يستقوى على بنت مهزولة وإستغل ضعفها فجأة هذا سقطت منه كل معاني الرجولة بحجرة أصغر منه ...
  

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 16, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حلم النارابي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن