المْلِك و فَتَى القَرْيَة

5.2K 285 1K
                                    






أستَمتِعوا

___________


عَصَفت رِيَاحُ الرّبِيعُ مُداعِبَة أكَالِيل الأزهَار وزَادت فِي مُداعَبتِهَا لخُصلَاتِ شَعرِه الذّهَبِية

بَدِيعٌ ، خَلَابٌ ، بَهِيج ، مَلِيحُ ، فَاتِن المَحيّا والقَوَام ذَا بَشَرةً بَيضَاء تُنافِسُ الحَلِيبَ بَيضاءٌ مُختَلِطَة بِلونِ الذّهَب تَحَتضِنهُ الأرضُ الخَضرَاء فِي أحضَانِهَا

تُزينُ ثنَايَا يَدَيه مُسجِلة مُهترئه صغِيرة يمتَدُ مِنَهَا سِلكُ رَقِيقُ دَاخِل أُذنَه

ذلِكَ الفَتى ذَا سِحرُ خَارِقُ ، ضَعِيفُ القَلبِ مَن يَسقُطُ لحُسنِه حتَى القَويّ مِنهُم يخُورُ تحَتَ قَدمَاه ، بِنَظرةٍ مِنه تُأسِرُ جَوارِحهُ

يُدَندِنُ ألحَانًا للمُوسِيقى التِي تُعزَفُ فِي أُذنِيه يَنظُر لِجرَيَان النّهرِ قِبالتَهُ ويُدَعِبُ يِكَفه النّاعِمة سِنجَابًا أتَى نَاحِيتهُ

قُرصُ السّمَاء تَبدلَ للبُرتقَالِي المُحمَر يُفصِحُ عَن مَغِيبه تَلهَا إستِقَامتهُ مِن مَضجعِه

دَارت أنَامِلُه على مِقبَض البَابَ مُصدرًا صَوتً خَلفَهُ يُخبِرُ عَن وصُولِه

فكان المَنزِلُ بسيطٌ أو أدنَى مِن ذَلِك مِن الخَشبِ مصنُوع .

طَابِقهُ الأوَلُ يَحتَوِي عَلى مَطبخٍ وغُرفَةَ جلُوس ، وفِي عُلِيتُه غُرفتَان مُتقابِلُ بَابُها رَمزُ للبسَاطة ورَمزُ لقَرية فَقِيرة

"تَأخرتَ عَن عَادتِكَ جيمين!"

غَضبُ طَفِيفُ أخذَ مكَانًا بَينَ أحرُفِهَا

فإقتَربَ الفَاتِنُ يُعَانِقُهَا يُقَبِلُ وجنَتَيهَا يَودُ أن يُلَينَ فُؤادَهَا عَلَيه

"أستمِيحُكِ عُذرًا جَدتِي..عالِمتًا أنّ صَغِيركِ المُونَق يُحبُ الرّبِيع وأزهَارهُ"

كان المديُح لِنفسه ذا إصابةٍ دقيقة فكانت الثقةُ في محلِها

"أعذُركَ يَا صَغِيرِي المُونَق..عالِمتًا أنّكَ تُحِبُ عَائلتَك"

فكَانت تعِي وتعلمُ أنّ أحرُف مدِيحه ليست الإ الصّواب

إرتَفعَتْ تِلكَ الوَجنَتَان الطّرِيَة فصاحبتها شَفتَيّه مُظهِرةً صَف أسنَانُه الؤلؤيّة بِإبتِسَامَة خَلَابة زَادتَ مِن جَمَالِه مزيدًا

المْلِك و فَتَى القَرْيَة | YM حيث تعيش القصص. اكتشف الآن