[ لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ]
كان رسول الله يتلطَّف للسيدة عائشة لُطفًا خاصًا أثناء مرضها ويضع يدهُ على موضع الألم ويدعو لها، وكان أيضًا يشربُ مِن موضع شُربها ، ويأكلُ مِن موضع أكلها..
وذات يومٍ أرادت أن ترى الأحباش وهُم يلعبون في المسجد ، فسألها رسول الله أتُحبِّين أن تنظري إليهم!
قالت نعم..
فجعلها تضع ذقنها على كتفهِ، وألصقت خدها بخدّهِ ، وسترها برداءهِ ، وبدأت تنظر عليهم وهم يلعبون ، وبعد فترة قال لها حَسبُكِ ؟
قالت يا رسول لا تَعجل.
فانتظر رسول الله .. وبعد فترة قال لها حَسبُكِ؟
فقالت لا تَعجل.
وظلّ رسول الله قائم ينتظرها، حتى انصرفت هي.
ومرًّة دخل رسول الله عليها وهي تلعب باللُعب فقال : ما هذا يا عائشة؟
فقالت : بناتي.
فرأى فرسًا لهُ جناحان.
فقال لها : ما هذا الذي بينهُن ؟
فقالت لهُ فرس.
فقال لها : ما هذا الذي عليه؟
فقالت : جناحان.. أما سمعت أن سليمان لهُ فرس له أجنحة؟
فضحك النبي بشدة وظلّ ينظُر إليها وهي تَلعب.
جاء يوم إلى رسول الله جار فارسيّ ودعاه إلى الطعام، فقال لهُ رسول الله : وهذهِ ستأتي معي؟ [ يقصد عائشة ].
فقال لهُ : لا.
فقال لهُ رسول الله : لا أستطيع تلبية الدعوة إن لم تأتي عائشة معي.
فعاد جارهُ يدعوه للمرة الثانية، فحدث ما حدث ليلة أمس،فاعتذر رسول الله ثانيةً، ثم عاد مرة أخرى.. فقال لهُ وعائشة ؟ فقال لهُ نعم.
فقبل رسول الله الدعوة، فلما سُئل عن السبب بعد ذلك ، قيل أنّ عائشة تُحب هذا الطعام ، ولن يستطيع أن يأكلهُ بدونها، فأراد أن يُشاركها فيه.
دخل مرة رسول الله عليها وكان سعيدًا فجلس يقصُّ عليها السبب ، وهي تنصُت لهُ بإهتمام، بل كان النبي لا يُقاطعها قطّ، تقول السيدة عائشة : جلست مرة معهُ أتحدّث معهُ في حديث أحدى عشرة امرأة في حديثٍ طويل ، ولم يُقاطعني ولَم يملّ من ذلك .. ولما انتهت من الحديث ، ابتسم النبي وتغزّل فيها وقال [ كُنت لكِ كأبا زرعٍ لأُم زرع ].
كانت تقول دائمًا لهُ : والله إني أُحب قُربك يا رسول الله، وأُحبّ ما يسرّك.
كانت عندما تتحدث عنه تقول : حِبّي رسول الله قال كذا.
وكان إذا جاء الليل سارَ مع السيدة عائشة يتحدَّث.
كان النبي يجلس مع عائشة ويُساعدها في كُل شؤون البيت، فإذا أذّنت الصلاة .. ذهب ، وذات يوم دخل الرسول يومًا على عائشة وقال لها : يا عائشة ، إني أريد أن أعرض عليكِ أمرًا أُحب ألا تعجلي فيه حتى تستشيري والديكِ.
فقالت : وما هو يا رسول الله ؟
فعرض رسول الله عليها الأمر، فابتسمت وقالت لهُ : أفيكَ يا رسول الله أستشير والديّ ؟ بل أختار الله وأختارك.
كان النبي كُلّما رأى السيدة عائشة تتألم مِن الحيض ، ذهب وجلس ووضع رأسهُ في حجرها ويظل يقرأ القُرآن ، وكان يتوضأ معها من إناءٍ واحد ويُمازحها.
كان رسول الله يُعلّمها برفق ولَم يُعنّفها قطّ، فأصبحت تفهم تعابير وجهه، ولَم تهجرهُ السيدة عائشة يومًا واحدًا ، كانت تهجر إسمهُ فقط..
وكانت هجرتها فقط بسبب غَيرتها عليه..
لذلك عندما جاء التَّابعيّ - مَسروق بن الأجدع رحمه الله - يروي حديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها ، كان يقول : حدَّثتني المُبرَّأة ، المُصدَّقة بنت الصِّديق ، حَبيبة حبيبُ الله [ الرَّسول ].
[ حَبيبة حبيب اللّٰه ]
ممزوجة رُوحُهُ بروحِها امتزاجَ الماءِ بالماء...
بيتٌ أُسّس على مودةٍ وسكنٍ ،يتوادان ويتراحمان، وما شيء أحبّ إلى أحدهما من الآخر ، فيكون الحبّ بينكما كفافا -متكافئاً- لا عليك ولا لك.وكما جاء في كتاب فتح الباري :
[ مَن أحب شيئًا أحبَّ محبوباته، وما يُشبهه، وما يتعلق به ].
_#كائن البهجة
#سلوومه
ادعموني لأن فعلا القصة تستاهل ❤️

أنت تقرأ
مودة ورحمة "اسكربيت"
ChickLitقالت له: "رحِمَ اللهُ قلبًا أنتَ حامــِلُهُ " قال لها: " وحفِظَ اللهُ قلبًا.. أنتِ فيــهِ "❤️