اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
⠀⠀
أخرج العازف الشاب كيتارهُ وجلس مساءاً امام ذلك النهر الذي يمر وسط المدينة وبدأ العزف .. لتنساب تلك الالحان العذبة الى البيوت مُعطيةً شعوراً بالدفء لساكنيها .. ألحانهُ تحمل الحب والحزن في ذات الوقت .. تنتشر كأنها عبق بين دهاليز تلك المدينة البائسة ..!!
في تلك الليلة العجوز ليليان وجدت ابنها الغائب ..!!
وعاد ذلك البيان القديم والمُعطل للعزف ..!!
وصار هنالك من يؤنس سكان المدينة بألحان عذبة تَسُر كيانهم ..!!
الكل كان لديه احدٌ ما .. لكن في المقابل هو كان وحيداً ..!!
ضربَ أوتار كيتاره عدة مراتٍ يُعلن بها إنتهاء فصول مَعزوفته .. أفرج عن أسر سوداويتيه ليلمح ظلاً عند جانب الجسر الذي يعلو النهر أمامه ..
أثار في نفسه استغراباً لما وجده يتلفت هنا وهناك ، يونغي وضع كيتاره تاركاً اياه في مكان جَلسته ثم خطى ناحية ذلك الجسر ..
هناك هو وجد شاباً ، يقف وحيداً حاملاً مِظلمة تعلو هيئته ، وذاك الاخير قد إستدار ليبتعد هرباً لمّا لمحهُ يدنو منه على عجل ..!!
"مرحباً ..!!" برخامة نبرته يونغي تحدث ، فيما راحت عينيه تَتلصص في محاولةٍ بائسة لرؤية ملامح الاخر ..
وما أتاه من رد الا التجاهل ، بل والإلتفات فذاك قد منحه ظهره مُتحاشياً حتى التقاءاً بصرياً بالصدفة ..!!
"لماتحملمظلة؟!!.. انهالاتُمطر ..!!" تسائل بإستغرابٍ ثم رفع رأسه ناظراً لصفاء تلك السماء التي زينتها نثور تلك الاجرام المضيئة ..!! ولمّا نال التجاهل مجدداً بدى الامر غريباً .. هو دنا منه اكثر بملمحٍ مُتجهم "مابك؟!.. أنظرالي ..!!"
لكن الاخر إستمر بالإبتعداد وعدم السماح له برؤيته .. هو اشاح بوجهه بعيداً ثم حرك ساقيه ينزل الجسر عاجلاً ، يَتوارى بين تلك الازقة باهتة النور .. وتبعه العازف جرياً ..!!
