| I |: ذاك القَبر

402 20 21
                                    

يجلس أعلى التل المُطلّ على بركةِ المياه

والّتي تبدو وكأنها مرآة، تعكس صورةَ السماء والأفق والأشجار

وأشعّة الشمس

وصورة وجهه الباكي المُطرقِ للأسفل

يذرف قطرات دموعه من ذلك العلو فتسقط للأسفل ممتزجةً مع مياه البِركة

ويستطيع أن يجزم بأنّ معظم مياه تلك البركة مِن دموعه الّتي لطالما ذرفها هُنا

يمتزج صوت شهقاته الّتي يحاول ابتلاعها قدر المستطاع مع صوت المياه والرياح

يتذكر كلام الأطفال الجارح الّذي ألقوه على مسامعه اليوم

ليس وكأنّها المرّةُ الأولى الّتي يسمع فيها كلاماً جارحاً منهم، بل كان اليوم ككلّ يومٍ فقط

لكنّه لم يَعتَد..هو رقيق القلبِ جدًا

ولا يستطيع أن يعتاد على القَسوة..

يتذكر همساتُ من في عمره وتوبيخهم له وطرده من بينهم بشكل مستمر

مما يجعل ألم قلبه يتفاقم

Flashback

(في عصر هذا اليوم)

يختبئ خلف جذع شجرةٍ ما في هذا الحقل..بمكان لا يبعد عن منزله كثيرًا

يراقب من بعيدٍ مجموعةَ الأولاد الّذين في مثل عمره

يلعبون ويركضون هنا وهناك، ضحكاتهم وأحاديثهم تملأ المكان

كان ينصتُ لهم بهدوء فقط

يبتسم عندما يقول أحدهم

'يا رفاق، أمّي ابتاعت لي ذاك البيانو الكبير الذي لطالما أردته! من منكم يريد أن يأتي لمنزلي كي نجرب العزف عليه معًا؟'

قال لتلمع عيون الصغير المختبئ خلف الجذع، لا بُدّ بأنّ ذاك الطفل سعيدٌ جدًا بامتلاك بيانو فاخر خاصٍ به..

لطالما تمنّى تايهيونغ امتلاك بيانو كذاك الذي تحدّث عنه الطفل..

شعر بأنّه يود المغادرة، لا يريد سماع المزيد من أحاديثهم

تايهيونغ ليس شخصًا حسودًا

لكن شعور الغيرة يجعله يودّ بأن يصرخ ويحطّم العالم أجمع

كم يكره تايهيونغ الشعور بالغيرة

لمَ لا يستطيع بأن يحظى بنصف..لا بل بربع ما يحظى به الباقون حتّى؟

Graveyard حيث تعيش القصص. اكتشف الآن