كيف تعرفينه

10 2 1
                                    

في ليلة من الليالي المظلمة شديدة البرودة ، وبينما الأمطار تتساقط والسماء تضيء بين الحين والحين بصوت الرعد المفزع كان حسام الشاب المؤمن بربه الذي في غاية الجمال مسافر باحث عن العلم في بلدة أجنبية ( أمريكا ) كان جالسا في بيته المتواضع يقرأ كتابا علميا فإذا بالباب يطرق فاتجه إليه،وفتحه فوجد فتاة حسناء،بيضاء عيناها زرقا وتين وشعرها الأسود متناثر على وجهها وقالت بكلمات متقطعة وهي تلهث من الركض : أرجوك .. ساعدني .. أنا في .. حاجة إليك.. وبعدها أغمى عليها .. فارتبك حسام ولم يعرف ماذا يفعل ؟ فحملها مسرعا بها إلى المستشفى وهو في قمة توتره وعندما وصل إلى هناك استدعى الممرضات كي يدخلونها إلى الداخل وبعدما خرج الطبيب من عندها وأخبره بأنها بخير وبدأ في استجوابه . ما الذي حصل لها ؟ فأخبره بما جرى معه ؟ واستنتج الطبيب أنها كانت خائفة من شيء ما . وفي صباح جديد استيقظت الفتاة وبدأت تهذي باسم ذلك الشاب : حسام.. حسام … أين أنت… ساعدني ..! ثم دخلت في دوامة من البكاء استغرب الطبيب لأن حسام أخبره أن ليس بينه وبينها صلة قرابة، فطلب من الممرضة أن تستدعي ذلك الشاب ولما حضر حسام سأله الطبيب مرة أخرى: أليس بينك وبينها صلة قرابة ؟ ألم ترها مرة في حياتك ؟ هل هي من جيرانك ؟ فكانت جميع إجاباته بلا ..! وطلب منه أن يدخل لها لعلها تهدأ وتخبره بما حصل لها ودخل لها وهو غاض بصره ، وعندما رأته بدأت تهدأ شيئا فشيئا وهو متعجب بما يحصل وبعد صمت مضى مدة خمس دقائق سألته الفتاة سؤالا أجبره أن يرفع بصره إليها وهو في قمت الذهول .. هل عمك علي بن أحمد ؟ قال بدهشة : كيف عرفتي ؟ عمي توفي منذ ثمانية سنين رفعت رأسها بشدة ولسانها عاجز عن الكلام وعيناها تحكي ألم كبير وصرخت بأقوى ما لديه : لااااا وبدأت بالانهيار وهو واقف ينظر إليها بدهشة وصمت ممزوج بالحيرة، وبعد ساعة كاملة بدأت تهدأ وقال حسام : كيف تعرفينه ؟ قالت له وعلى خدها تجري دمعة حارقة : ابنته.. أنا ابنته !! حسام بصدمة: ابنته.. هدى التي فقدت في الثامنة من عمرها ..كيف ؟! أومأت هدى برأسها بإجابتي نعم أكمل حسام كلامه قائلا: عمي بحث عنك كثيرا ولم يجدك ومن شدة حزنه عليك مات ولكن كيف وصلت إلى هنا هدى وقد بدأت دموعها تسير في هدوء على خدها: سأخبرك بما حدث معي من البداية قبل شهر سمعت صوت الهاتف يرن.. ترن .. ترن .. وعندما رفعت سماعة الهاتف. المتصل : مرحبا بيت ألبرت فون هدى : نعم ، من المتصل ؟ المتصل: أنا اتصل بك من المستشفى، والدك تعرض لحادث سير ويريد لقاءك، عندما ذهبت إليه كان متعبا جدا وقفت بين يديه. قال لي: لقد كبيرتي وأصبحت حسناء فاتنة.. هدى: أبي أرجوك لا تتكلم كثيرا فأنت متعب ابتسم وقال: هناك شيء مهم يجب أن أخبرك به لأنني سأرحل عن هذه الدنيا. قاطعته هدى: أبي لا تقل هذا أنت ستقوم بخير ولن أحتاج إلا إليك قال: هدى اسمعيني ولا تقاطعيني.. أنا لست والدك ولكني عندما ذهبت إلى مدينة جدة للسياحة وجدتك جالسة على صخرة أمام البحر و تبكين بكاء مريرا فسألتك لماذا تبكين ؟ قلت لي أضعت والدي قلت لك وكيف ؟ قلتي: كنت ألعب داخل بيتنا مع قطتي ولم انتبه أن باب البيت مفتوح فخرجت قطتي منه وبدأت ألاحقها حتى وصلت إلى هنا. سألتك: ما اسمك ؟ قلتي: هدى. قلت: حسنا يا هدى ما رأيك أن نبحث عن عائلتك معا قلتي: هيا ! وبدأت تمسحين دموعك بطفولة .. وبحثنا عن عائلتك طويلا دون جدوى ..وفي ذلك اليوم كان موعد رحيلي إلى أمريكا فاضطررت إلى أن أخذك معي.. وها أنت علمت بما جرى . ثم أخرج صورة من جيبه وأعطاني إياها قال ألبرت انظري إليها هذه أنت ، وجدت هذه الصور ة معك واحتفظت بها. هدى : ولكن هناك فتى يقف معي في الصورة ألبرت : صحيح لكنني لا أعرف من هو . ثم قال: وصيتي لك أن تبحثي عن والديك. وبدأت عيناه تغمضان عن الدنيا . وعندما خرجت من المستشفى وأنا في أشد حزني رأيت بينك وبين الذي يقف معي في الصورة شبها كبيرا وبدأت بالبحث عن معلومات تخصك وقبل يومين اكتشفت أنني ابنة علي بن أحمد وأنت ابن عمي عمر بن أحمد سكت حسام قليلا ثم رفع رأسه قائلا: هل كان ذلك الرجل مسلما ؟ ( قال ذلك لأنه لم يرى حجابا عليها وغير ذلك اسم الرجل كان أمريكي ) استغربت هدى وقالت : ما معنى مسلما ؟ رفع حاجبيه وقال : أن يعبد الله وحده ويتبع رسوله. ألست مسلمة ؟! قالت له : لا . بدأ حسام يشرح لها عن ديننا الإسلامي ورسولنا الكريم وبعد ذلك بدأ يلقنها الشهادة أشهد .. أن .. لا .. إله إلا .. الله .. محمد .. رسول الله .. وهكذا دخلت في الإسلام وبعد ذلك رجعت إلى حضن والدتها الدافئ الذي فقدته من سنين. الهدف من القصة : مساعدة الاخرين عند الحاجة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 13, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

فتاة اليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن