الفصل 3

57 3 6
                                    

بعد ذلك مضى قرابة الأسبوع.

لسوء الحظ، يمكنك أن تشعر بالسعال أكثر فأكثر، جنبًا إلى جنب مع حالة الوهن لديك. خفف الدواء بطريقة أو بأخرى من السعال في البداية، لكنه سرعان ما ازداد سوءًا. كنت قلقًا بحلول هذا الوقت، لكنك بذلت قصارى جهدك لكي لا تخبر جان بشأن صحتك الحالية. لقد كان قلقًا عليك بالفعل، و قد قررت أن تتحمل الأمر حتى انقضاء الأسبوع للذهاب إلى إروين مرة أخرى.

و ها أنت ذا، تشعر بالتوتر الشديد و الجو الثقيل في الغرفة جنبًا إلى جنب مع إروين و جان. ساد الصمت في البداية، حتى كسره إروين بنظرة غير عادية في عينيه. كنت تعرف بطريقة ما أن شيئًا ما لم يكن صحيحًا.

"لا نعرف ما المشكلة يا [اسمك]. إن.... إن هذا مختلف" تحدث بعبوس على وجهه؛ من الواضح أنه متوتر.

"لكنه ليس بتلك الخطورة، أليس كذلك؟" لم تعجبك نبرته على الإطلاق، بدا متوترًا وغير مرتاح.

صار الهواء أثقل، يمكنك أن ترى توتر جان أيضًا.

بقي صامتًا، كما لو كان يفكر فيما سيقوله. نفذ صبر جان، و استمرت قدمه بالنقر على الأرض، و تحركت أصابعه كل ثانيتين. لماذا يستغرق وقتا طويلا للتحدث بوضوح؟ شعر جان بالقلق مع كل ثانية تمر عندما كان يفكر في الإجابة المحتملة التي يحاول إروين قولها.

أنت، من ناحية أخرى، انتظرت بصبر. ربما، ربما فقط، كان مجرد شيء غير ضار؟ ربما كان مرضك متقدمًا و لكنه قابل للعلاج، أليس كذلك؟ لم يكن هناك ما يدعو للقلق، أليس كذلك؟

"إن ما لديك... هو مرضٌ عُضال"

برد؛ و رعشات من أسفل عمودك الفقري إلى أعلاه. هذا ما شعرت به. كما لو أن شخصًا متجمدًا يعانق جسدك من الخلف - تجمدت يديك، و اتسعت عيناك. أنت لا تعرف ما هذا الذي تشعر به، لذلك لا تظهر أي عاطفة على الإطلاق. سقطت الحقيقة مثل القنبلة، شعرت بشيء لسع قلبك و عجن معدتك.

جان كان هو الشخص الذي انهار.

وقف على قدميه من فوره، و يداه تضربان على مكتب إروين و هو يصرخ بتعبير مرعب.

"ماذا؟! لا، لابد أن يكون هذا خطأ فادحًا، إروين. لا لا لا!"

أغلق إروين عينيه و تنهد: "الأمر ليس كذلك. لقد فحصنا كل شيء، حدث شيء ما لـ [اسمك]، لكننا لا نعرف ما هو"

لا يريد جان تصديق ذلك، إنه يرفض. "يجب أن يكون هناك وسيلة للتغلب عليه إذًا! هذا، هذا مستحيل!"

يمكنك أن ترى أن جان كان محمومًا، إذ صرخ على إروين و نفى البيان بالكامل كطفل، لكنك وضعت يدك على ذراعه وحاولت تهدئته. نظر إليك، و لاحظت كيف يبدو حزينًا، لكنك أرشدته للجلوس مرة أخرى و قد أطاعك بلا مبالاة.

نظرت إلى إروين الذي تفاجأ بسلوكك الهادئ، و سألت بهدوء بعيون باهتة: "هل هناك علاج؟"

"إننا نبحث في الأمر"

"فهمت" أغمضت عينيك: "و لكن ما الذي أعاني منه بالضبط؟"

"إن عظامك تصبح أضعف، إضافة إلى جهازك التنفسي، و ذلك يفسر لماذا تسعل بقوة و تشعر بقواك تخور كل يوم. كما قلت من قبل، لا نعرف سبب ذلك، لكننا سنفعل كل ما في وسعنا لمساعدتك"

شرد ذهنك بعد ذلك.

باشر إروين بشرح الأمور التي لا ترغب بسماعها، ما عليك سوى التحديق في وجهه والإيماء بلا وعي. لم تكن تسمع جان يتحدث معه، كنت فقط... موجود.

شعرت بألم شديد في صدرك و على كتفيك عندما فكرت في مستقبلك، هذا إن كان لديك أي مستقبل.

هل ستموت حقًا؟

"...فهمت يا [اسمك]؟" هذا صوت إروين يتحدث إليك.

رمشت بجفنيك، لاحظت أن جان و إروين ينظران إليك بعبوس، و اعتقدت أن ما كانا يتناقشان حوله لم يكن جيدًا. أحكمت قبضة يدك، و أجبت بنعم قصيرة و خافتة.

بعد إجراء بعض الفحوصات و الأدوية، نصحك إروين بالعودة إلى المنزل و الراحة. كان عليك أن تأتي غدًا، فربما ينتهون من كل الترتيبات لأجل إقامتك في المستشفى. حدقت في وجهه بهدوء و حسب، و أومأت برأسك تلقائيًا.

رحلة العودة إلى المنزل كانت متوترة و غير مريحة بشكل رهيب.

لا يعرف جان ما يقوله أو يفعله لأنه يرى كيف... تبدو فارغًا.

لقد كانت المرة الأولى التي يراك فيها لا تستجيب هكذا، و لكن بمعرفة الوضع الحالي فقد كان منطقيًا.

شعر بشيء ثقيل و مؤلم على صدره، أوقف رغبته بالبكاء و حافظ على رباطة جأشه.

إنه بحاجة إلى ألا ينكسر أمامك، عليه أن يكون قويًا حتى و إن كان يتألم للغاية.

أخذ يدك و ضغط عليها إذ أن يده الأخرى مشغولة بعجلة القيادة.

لم ينظر جان إليك بل كانت عيناه مثبتتان على الطريق، و شعر بيدك تعاود الضغط على يده بإحكام.

معك إلى الأبدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن