الفصل 4

76 4 16
                                    

أخبرت جان بأن يرافقك، من الواضح أنك لا ترغب في أن تكون وحيدًا مع هذه... الأخبار السيئة. تريد أن تكون مع شخص ما، فأنت بحاجة ماسة إلى أحدهم. كم لديك من الوقت؟ حتى أنه لم يتسنى لك لقاء توأم روحك...

الحياة غير عادلة حقا.

وجدت نفسك تضحك في البداية عندما تكالبت هذه الأفكار على عقلك، لكنها نَمَت كضحكة لا يمكن السيطرة عليها. أخذت رأسك بيديك، ضحكت بينما لم يسع جان سوى المشاهدة بألم. لم يسبق له أن رآك هكذا في حياته، ولا حتى ساشا ولا كوني. لأول مرة، لم يعرف ماذا يفعل لتهدئتك. وضع يديه على كتفيك، حاول الشاب ذو الشعر الكستنائي بذل قصارى جهده لتوفير الراحة لك، لإعلامك بوجوده معك.

انهرت أخيرًا، توقفت ضحكاتك بشكل مفاجئ و أصبحت تتنفس بصعوبة. حلقك يؤلمك، يداك ترتجفان، و شعرت بالحكة في حلقك. جسمك كله يشعر بالحكة، و بدون التفكير في الأمر بدأت تخدش حلقك و ذراعيك بشدة. لو أن جان لم يكن موجودًا معك لتدارك الانهيار لكنت قد جرحت نفسك بعمق. وقف أمامك و أمسك يديك بيديه، و نظر إليك بعينين متألمتين. صررت على أسنانك و حاولت ألا تبكي، لكن ما لا مفر منه يأتي.

سقطت دموع حارة من عينيك، و علا صوت الفواق.

بكيت، لا يسعك إلا أن تبكي بحرقة بينما تمسك يدي جان بإحكام، و تجثو على ركبتيك.

بدأت عيون جان تسيل دون وعي، و تدفقت دموع كثيرة من عينيه، كما لو أن شيئًا ما يجعله يبكي.

و كان هذا بفعلك أنت.

إنه لا يعرف كيف يشعر أو بماذا يفكر في هذه اللحظة. إنه يحبك، و اكتشاف أنكما توأم روح جعله يتعلق بك أكثر. لكن كيفية اكتشافه لذلك لم تكن بهيجة أو سعيدة، كانت مؤلمة.

و هذا لن يجعله يتوقف عن حبك.

"[اسمك]...." بدأ يتحدث، و نظر إليك بعيون ضيقة.

يمكنك رؤية أنه يبكي أيضًا.

"نحن توأم روح"

توقفت فورًا عن البكاء، اتسعت عيناك و نظرت إليه غير مصدق. بمجرد توقف دموعك، تتوقف دموعه أيضًا. يبدو الأمر كما لو أن الوقت قد توقف في هذه اللحظة بالذات مع هذا الاكتشاف، حُبست أنفاسك في حلقك و بات جسدك يرتعش بأكمله. شعرت بالحزن، وبكيت مرة أخرى بقوة أكبر من ذي قبل.

"أنا... أنا آسف جدا، جان!"

تمكنت من قول ذلك بين نحيبك إثر شعورك بالفظاعة أكثر فأكثر. كنت سعيدًا لأنه كان هو، لكنك تعلم أنه لا توجد نهاية سعيدة معك. هل كان هذا خطأك؟ لِمَ وُجِدت في المقام الأول؟

معك إلى الأبدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن