الفصل الثاني

3 0 0
                                    

#البارت_الثاني

ركبت ندى في السيارة من غير أي تفكير، الخوف من السكير اللي قرب ناحيتها وكان يلتهمها بأنفاسه القذرة جعلها تقبل بأي طريقة للفرار..
لكن من هذه التي نادتها!!
بسرعة كبيرة أغلقت أبواب السيارة و عمت العتمة المكان، تلفتت ندى في كلّ الزوايا وهي بتدور عن مصدر الصوت، قالت بنبرة توتر وضياع:
_ انتي مين؟ وتعرفيني من فين وازاي؟!!
انطلقت السيارة بصمت مطبق، مكانش في حد راكب معاها في المقعد الخلفي، فحاولت ندى تشوف مين اللي راكب قدام وهي تردد بصوت عالي:
_ ما بتدريش عليا لييه!!
قامت ندى من مكانها و بدأت تتلمس المقاعد اللي قدام، كانت المقاعد من الجلد الثخين وفارغة، فارتبكت وهي بتقول:
_ مش معقول..مش عايزين تردو عليا لييه!!
الظلام اللي كان داخل السيارة خلا ندى تجن و هي بتحاول تبص لقدام بش مافيش رؤية واضحة، غير الظلام و كأنه قاعدة فوسط نفق طويييل..
بدت ندى تحدث نفسها بقلق شديد وهي تؤنب نفسها و تقضم أظافرها:
_ أنا ازاي اركب مع ناس أنا ماعرفهمش..ازاي يا ندى تعملي فنفسك كده..مش كفاية المصيبة اللي انتي فيها..!!

وفجأة سمعت صوت قريب منها، بس المرة دي كان الصوت رجولي:
_ بس أنا أعرفك وكويس يا ندى..
اقشعر جلدها من الخوف، وهي تتمعن في هذا الصوت الذي لامس أذنها وكأنه جالسٌ بجانبها..فانزوت في مكانها وبدأت تدير بصرها في كلّ مكان لكن بلا جدوى..فالظلام سيد الموقف..قالت بتردّد:
_انت مين؟ وأنا عايزة انزل لو سمحت..
صمت لوهلة ثمّ أردف ب:
_ هتنزلي يا ندى..بس في المكان والوقت المناسب..
كانت ندى بتدور على موبايلها وهي بتمشي ايديها على المقاعد وتحتها، فقالت بينها وبين نفسها:
_هو فين موبايلي..كان بإيدي بس مش فاكرة راح فين..
رجع كلمها من تاني وبكل هدوء:
_ وانتي عايزة الموبايل في ايه بقى يا ندى..

عضت على شفاهها بفزع وبرزت عيناها بهلع، لتقول بصوت مبعثر:
_ اانت ميين وعايز مني ايه ها؟
تنهد ببطئ شديد حتى وصلت أنفاسه لخدها، ثم قال:
_ هتعرفي مين أنا.. قريب جداً..

حطت ندى ايديها على باب السيارة وبدت تدور على مقبض الباب عشان تنزل، بس مالقتش حاجة فبدت تخبط على الزجاج بخوف وهي بتعيط:
_ نزلني هنا..عايزة انزل دلوقتي..
وبلحظة حست في حاجة بتلمس شعرها بلطف بس هي مش قادرة تشوف أي حاجة، غمضت عينيها بقوة و هي بترتعش فلقيت ذات الصوت وكأنه ملتصق فيها وبيقول:
_ هننزل سوا يا ندى..مابقاش غير محطة واحدة وبس..

حاولت ندى تفتح عينيها بس الخوف من اللي هتشوفه سيطر عليها، فبدت تعيط بشفاهها المشققة ويديها على أذنيها:
_ وقفلي..وقفلي عايزة انزل..

فتحت ندى عينيها على صوت المرأة اللي قابلتها فالمحطة، وهي بتقولها:
_اصحي ياندى..
فركت ندى عينيها بدهشة وهي بتحاول تفيق من كل اللي حصل معاه، فقالت وهي بتطل من زجاج السيارة وتشوف المكان اللي هما فيه:
_احنا وصلنا فين بالضبط؟

فأتاها وبنفس النبرة الهادئة والصوت الخشن مجددا،قال:
_ زي ما وعدتك..لآخر محطة يا ندى..
تجمدت ندى في مكانها وبلعت ريقها بارتباك، ثمّ انعطفت ببطئ لترى مصدر الصوت..فوجدت

يتبع...

أين أنا..؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن