الفصل السابع

2 1 0
                                    

كان جو يجلس على حافة البا*ر، وضع كأسه بعدما ارتشفه دفعة واحدة وبدأ يُحدث نفسه وهو يمرّر أصابعه على ذقنه:_ شكلك يا بوس ناويلك على حاجة ومش عايز ترسيني..بس مصيرك أعرف، ده أنا جو اللي عملتك من ولاحاجة..أوقف أفكاره المتسللة برأسه أحد رجاله وهو يقترب منه لينحني بجانب أذنه ويهمس:_ الدون وجماعته وصلوا، و لسه واصل وراهم الحوت ورجالته..استدار جو في مقعده ليلعق أسنانه بتفكير قبل أن يردف:_ تدخلوهم صالة الاجتماعات كالعادة، وأنا هاستقبلهم هناك..في قصر التميميارتدى آدم قميصا أسود اللون مع بنطلون جلدي، وقف أمام المرآة وهو يعدل في شعره الكستنائي بيده اليسرى واضعا هاتفه على أذنه بيده اليمنى، تحدّث بنبرة جافة فور سماعه للصوت:_ غيّرت رأيي، وهاحضر اتفاقية الليلة..صمت لبعض الوقت قبل أن يكمل بذات النبرة المصممة:_ حاسس أنه الاتفاقية دي بالذات هتكشفلي حاجات كتير وهتوصلني لراس الخيط..كل التعابين اللي بالبلد هتحضرها وده هيختصرلي الطريق..أقفل هاتفه بعدما أغمض عينيه وتنهد بعمق وكأنه يتحضر لخوض معركة لم تكن بالحسبان..تمتم بخفوت شديد:_ مش هوقف اللعبة دي إلا وأنا عارف مين إنتَ..شرد لوهلة ليعود إلى ماقبل ١٥سنة:《كان صوت صوفيا التميمي يرتدّ في أرجاء القصر، جعلت من آدم الصغير ينزوي تحت الدرج ممسكاً تلك القضبان الخشبية بخوف كبير.._ أنا سكت كتير على نزواتك بس لحد هنا وخلاااص..كان أدهم يحاول تهدأة الوضع بنبرة مترجية:_ والله أنا هشرحلك اللي حصل..أنا ما خنتكش معاها..دي..صرخت صوفيا بحنجرة مكسورة ودموع تغزو عيناها:_ أنا ولا ممكن أكدب عنيا..وبأوضة نومي كمااان!!كان أدهم يقفل في أزرار قميصه وملامحه يكسوها العرق:_ هي بس دخلت الأوضة بالغلط..ضحكت صوفيا بانكسار ورددت:_ بالغلط..!! وقل**عت بالغلط كمان..استدارت نحوها وهي تتسلل بجسدها العا*ري والذي لفته بملاءة السرير..وأكملت كلامها:_ دايما ذوقك وا* طي وبتاع خدا**مات ..اقترب أدهم منها وهو ينحني ليمسك كفيها بيديه:_والله يا حبيبتي ما حصل حاجة..سامحيني أرجوكي..نفضت يديها منه وابتعدت عنه لتردف:_لولا بابي الله يرحمه واللي كان شايفك راجل وطموح، عمري ما كنت هرضى أبص لواحد زيك..ده انت مايملاش عينك غير التراب..استدارت بظهرها بعدما انهارت من دموعها التي غطت وجهها وهي ترى انكماشات السرير..كان يحبو على ركبتيه ناحيتها وهو يردد بتلعثم وخوف:_ أوعدك يا حبيبتي إنه ده مش هيتكرر ولا هيحصل خالص..وحياة ابني آدم..تنهدت بعمق قبل أن تمسح دموعها بأطراف أصابعها وتحدجه بنظرات لوم وعتب وانكسار لتقول بقوة:_ ما تقولش ابني ..آدم مش ابنك ولا يشرفه أب زيك..انت تطلع من بيتي حالاً وتسيب كل الشركات اللي بالأصل ملكي..وتبتعلي ورقة طلاقي..آدم كان يتتبع في خطوات الخادمة التي نزلت الدرج وهي تعدل في فستانها، ولم تلحظ وجوده..فقالت بنبرة منخفضة كفحيح الأفعى وهي ترمق الغرفة بالطابق العلوي بنظرات انتصار وابتسامة شيطانية:_ هو انتي لسه شفتي الخدامة هتعمل ايه..《...استفاق من شروده وهو يتنهد ببطئ..ارتدى معطفه الجلد وقفازاته السوداء وخرج من غرفته، وفجأة سمع صوتاً مرتابا من خلفه:_ آآ آدم..ممكن تسمعني لحظة..توقف لثانية وهو يدير ظهره لها ليردف بصوته الخشن:_ ماعنديش وقت أضيعه على وحدة زيك..نزل الدرج بأعلى سرعته وصولا لباب القصر..عضت لينا على شفاهها وهي تتبع في خطواته، ضربت بقبضة يدها خشب السلالم و رددت:_ مااشي يا آدم ..هتشوف اللي زيي هتعمل إيه..اعتلى آدم الموتوسايكل بعد ما طلب من الحرس تجهيزها له، ثمّ ضغط على أعلى سرعة ليخرج من القصر تاركاً خلفه دوياً قوياً..أمام كازينو روايالوقفت رهف أمام الحرس وهي تلهث بأنفاس متقطعة لتقول:_ مش هتسيبوني أدخل..كان أحد الحرس يقترب منها وملامحه متخشبة وفي محاولة لصرفها وهو يدقق تفاصيل هيئتها وثيابها الرثة، قائلا بحدّة:_ امشي من هنا ياا...ردت عليه بصوت عالي وبامتعاض:_يااا ايه..!! حضرتك أنا باشتغل هنا ..وفجأة جاء رئيس الحرس من خلفه مرددا:_ سيبهالي وروح شوف شغلك..ثمّ حدجها بظرات ساخطة قبل أن سكمل:_ انتي كم مرة هفهمك إنك تدخل من الباب الوراني تبع الخدم..وجاية متأخرة كمان..اليوم عندنا شغل خاااص يلا اخلصي وادخلي جوا..أشار بيده للباب الخلفي فهزت رأسها بحرج قبل أن تغادر وهي تردد:_ حااضر مش هتتكرر يا بيه..مشت رهف بخطوات قليلة لتنعطف يمينا في زقاق ضيّق، وقبل أن تصل للباب وجدت سيارة سوداء قد ركنت أمامه، فتسمرت في مكانها وهي ترى حشد الحرس الذي أحاط ببابها، رددت بهمس:_ هو في ايه!! باين عليه ده شخص مهم جداً..ايه اللي جابه لباب الخدم طيب!!كتفت يديها وأمعنت النظر في ذلك الرجل الذي ترجل من السيارة، كان قصير القامة ممتلئ الجسم، يلبس معطفاً أسود اللون يغطي يدلته ويضع فوق رأسه قبعة تخفي ملامح وجهه وسط عتمة المكان.جزعت في مكانها فور سماع أحد الخرس وهو يصرخ موجها لها كلامه:_ انتي بتعملي هنا اييه.. وايه اللي موقفك كده؟!!توترت رهف قبل أن تردف بانصياع:_ أنا باشتغل هنا في الكازينو..أشار للخرس بيده كي يركبوا ليزيحوا السيارة و لحق هو الآخر بسيده نحو الداخل، قائلا بنبرة جافة:_ تقدري تدخلي دلوقتي..يلامطت رهف شفاهها وهي تحدث نفسها بلوم:_ أنا كان ايه اللي جابني للمكان المه*بب ده من الأول..!!،،ركن آدم الموتوسايكل أمام الحرس لينزع عن رأسه الخوذة وهو يخلل أصابعه بداخل شعره..اقترب منه أحدهم وهو ينحني أمامه ويمدّ ذراعه ناحيته ليقول:_ أهلا بالباشا..رمى آدم المفاتيح بيده المُمتدة وتقدم نحو الداخل بخطوات ثابتة..،،وضع رئيس الحرس هاتفه على أذنه ليردف بنبرة منخفضة:_ البوس وصل يا جو، والغريب إنه الباشا ابنه كمان وصل حالاً.. بستنى آرائكم فكومنت شبهكم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 19, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

جحيم وحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن