" رَعْشَة "

14 2 0
                                    

" كُلّ ما كانْت تستَمتِع به هو لمسُ ذلِك البيانوْ وَ عزفِ مقْطوعَاتٍ لا تَكاد تَكُونُ مُكْتَملة ، ما زالت تفتقر إلى الإمكانيات ، أو بالأحرى إلى إلهام "
.
.
.
فِي نَفسِ المدرسة ، لم أذهب إلى مدرسة خاصة بسبب كوني بكماء فقط لأنني أستطيع السمع ، لكن ما كنت أريده حقا البقاء في المنزل ، حالتي فقط تجعلني أعاني أكثر و أكثر ، أكره صمتي هذا لدرجة دائما ما أغلق على نفسي و أحاول الصراخ جاهدة أن تتقطع أحبالي فقط لكي  لا أفقد الأمل لعلى و عسى أن أسمع صوتي بعد أن صرخت .
هاهو ذا ، مجرد يوم من أيامي التعيسة أتمشى في رواق المدرسة و الجميع ينظر لي بقرف ، كم هو مستفز أنني أستطيع سماع كل القذارة التي يقولونها عني بينما لا أستطيع فعل شيء سوى هز يدي و التحدث بأصابعي .  دخلت ذلك الصف لأجلس في مكاني ، نعم فأنا تلك الفتاة المنبوذة التي لا أحد يقترب منها أو شيء من هذا القبيل ، بل فقط المزيد من المشاكل .
رن جرس الإستراحة ، ذلك المنظر الهمجي الذي تراه ، كل ما يمكنني القول أن الحيوانات أفضل منهم .
" انتبهي أين تذهبين ، فتاة غبية "
هههْ هل أنا غبية ؟ إذا تدفعينني حتى بعد سقوطي مازلت أنا الغبية ؟ ، هل هذه الفتاة تتعاطى شيئا ما أم سقطت على رأسها ؟ حسنا أعتقد أنني بدأت أعتاد على هذا ، لا أستطيع فعل أي شيء سوى كبت جماحي ، فالمقاومة فقط حل غبي ...
  .
.
   .
.
مرت ساعتان و مازلت في ذلك الفصل ، لا أحد يتفاعل معي ، حتى الأستاذ فقط لا يريد جعلي أشعر بأنني منبوذة ، لكن هذا الشعور يألمني ، إنهم يشفقون علي ، لا أريد هذا ، لا أريد الشفقة أفضل الموت على هذا الإحساس ، حتى أهلي لم يشفقوا علي ، نعم أعترف ، بالرغم من أنني ولدت هكذا كنت أشعر بالندم و الموت لكن بمجرد الإعتياد على ذلك سيصبح كل شيء رائع ، و هي مجرد كذبة أخرى أقنع نفسي بها .  
" نايومي ، تفضلي للإجابة على السؤال "
أومأت برأسي لأقف إلى تلك السبورة و أكتب خربشات فقط لأثبت أنني حية و أنني أقف هنا لينظر لي الجميع .
التفت خلفي لأرى تلك اللعنة ترمي بعض الأوراق علي . فالتذهب إلى الجحيم .
" كيف تتجرأين على رمي الممسحة علي "
" اممممم ، اممممممممم ، امم "
" إلى مكتب المدير ، حالا ! "
فقط كل يوم أتعس من الآخر ، أجلس في مقعد المدير لأنظر إلى وجه تلك المستفزة ، لماذا أنا دائما ما أتعرض
للعقاب حتى لو لم أفعل شيء ؟ 
اه ، تبا لقد أرعبني هذا ، لقد أصبت برعشة ، أعتقد أن شيئا سيئا سيحدث .
" يمكنكما العودة إلى قسمكما "
" ستندمين أيتها المثيرة للشفقة ! "
نعم ؟ أنا مثيرة للشفقة لكنني لن أندم يوما على شيء لم أكن مخطئة فيه ، هذا ما علمتني أمي  .
.
.
.
انها الساعة الثامنة مساءا ، الظلام حالك ، أما أنا مازلت في غرفة الموسيقى أتدرب على معزوفتي ، لا أتذكر كم كانت المدى التي قضيتها و أنا أؤلفها ، أنا حقا تعيسة لدرجة أنني لم أحرز أي تقدم .
أغلقت الباب وقت العودة إلى المنزل كان الهدوء مخيما و مخيفا حتى الجو كان باردا ، لم أستطع حتى إحضار معطفي .
" أيتها الشقية هههه "
" فالتأتي معنا ، لنلهوا "
فالتكملي طريقك كأنهم غير موجودين !!!
" ألا ترين أننا نخاطبك هنا ؟ "
" اممممممم ، امممممممم ، "
" انظروا إليها إنها بكماء ، هههه هذا يصب في صالحنا ! "
لا... لا لا ، أرجوك فقط ، لا أريد الذهاب أو المشيء ، أريد النجدة ، لا أرجو— .
....
إنه يضرب و يضرب بدون توقف ... إن يده تنزف ، هناك دماء تغطي يده ، هل يشعر بها ؟
كان يقف و هو ينظر لي بنظرة جميلة و تبعث على الراحة ، لقد فحصني ليتأكد أنني بخير ، كان جميلا جدا و هادئا هدوء الليل ، شعره الأسود الذي يغطي عينه حيث لا أكاد أعرف إن كان ينظر إلي .
" ام..اممممممم ، اممممممم"

~~~~~~~○~~~~~~~~~○~~~~~~~~~○~~~~

هي لا تستطيع الكلام ؟!
مهلا لحظة ، هي تشبهني ! لا تستطيع الكلام ! هل أحدثها ، هل أخبرها بكلام للتأكد من هذا ، أريد إخبارها بأنني لا أستطيع السمع لكن هل هذا حقا ظروري ؟
" عفوا "
اه ، إنها جميلة ، لا أكاد أتوقف عن الإبتسام،  لحظة ، لماذا قلبي يخفق هكذا ؟
.
.
أفضل شيء هو أن العالم بالنسبة لي على الوضع الصامت ، لا إزعاج أو ضجيج ، الكثير من الهدوء ، هذا يبعث على الاطمئنان.  أنا في عامي الأخير في الثانوية،  هذا رائع ، لا أظن أنني سأرتاد الجامعة ، أريد أن أريح نفسي .

~~~~~~~○~~~~~~~~○~~~~~~~~○~~~~~~

" عفوا "
ما هذا الهدوء ! إنه هادئ جدا لدرجة تخيلت نفسي على شاطئ البحر تحت النجوم !! لديه طاقة جميلة ، هل إستطاع رأيتي ؟ لقد كان شعره يغطي عينيه أعتقد بالكاد رآني .   
.
..
...
..
.
..
...
..
.
يتبع ✨

البارت صغير ، اتس عاتي البارت الثاني يكون طويل ان شاءالله ❄🦋
   

فِيلَارْدُوسْ " Where stories live. Discover now