الحكاية الرابعة (سُهير)

44 4 0
                                    

_ عصام : بجد كلنا هنبص عالتفاصيل بعد كده ها مين تاني.... شكل محدش عايز يتكلم فهختار انا ....حضرتك الاول في الصف الخامس ... اتفضل عرفنا بنفسك و قولنا حاجه .

_انا (عبد العزيز جمال)عندي (71) سنه جاي مع حفيدتي النهارده ...عدي (15) سنه منستش و مش عارف انسي ...(سهير ) مراتي توفت من (15) سنه... شايفها في كل مكان حوليا ....حاسس انها جنبي ...انا و (سهير) اتجوزنا و احنا عندنا (19) سنه و كنا جيران في العماره كمان من صغرنا ....كنا بنحب انا و هي و اخواتنا نطلع عالسطوح بالليل و نعد نحكي قصص سوا و نتفرج عالنجوم ...كبرنا بسرعه اوي و اجوزنا كنا اسعد اتنين في الدنيا بعدها بسنتين ربنا رزقنا ب(احمد) كنا فرحانين جدا ... كانت بتقابلنا مشاكل كتيره اوي... بس كنا سوا بنحلها ... العيال كبروا و احنا كمان بدانا نكبر سوا ... كان ليا انا ( سهير) روتين يومي كده نصحي الصبح الساعه (6) هي تعمل الفطار و انا اعمل فنجالين قهوه و نعد في البلكونه ...البلكون كانت علي زوقها كلمها كانت مليانه زرع و ورد احمر .. كانت بتحب اللون الاحمر اوي ... و نعد نتكلم عن هنعمل ايه النهارده و هنعمل غدا ايه و لو هتحتاج حاجه من السوق و انا جاي من الشغل ..........

(ياخد نفس عميق و يكمل بصوت مرتجف)

بعدها بفتره ...عرفنا انها تعبانه....كان عندها سرطان ...سرطان في الدم... و بدانا رحلت العلاج ... كانت بتتعب اوي كل يوم قدامي اكتر من اليوم القابله ...كلامنا كل يوم الصبح قبل الشغل اتغير ... بقت تتكلم عن احلامنا المحققنهاش ...عن حاجات كتير عايزين نعملها(و بدات دموعبد العزيز)كانت نفسها في يوم ناخد شقه بتطل علي النيل و نملاها كلها زرع ... و نربي ولادنا علي كده هما كمان علي الهدوء و حب الزرع ...اصل انا وهي كنا ماشيين بمقوله (قلل ناس كتر زرع) كان المرض كل يوم ياكل فيها اكتر ...مكنتش عارف اعملها حاجه كنت شبه متكتف ...مذهول بالبيحصل ده كله و مكنتش عارف استوعب فكره ان (سهير) ممكن تسبني في اي وقت...كنت خايف زي العيل الصغير ..بس الفتره دي كانت ليا وليها فترة حلوة ...قدينا وقت اكتر سوا مع بعض و مبسوطين...بعد خمس سنين من المرض ده ...تعبت اوي ...مبقتش قادره انها تكمل ...مبقتش عارفه تواصل ...الكيماوي وقع شعرها ...و بقت ضعيفه اوي من كتر الادويه ...كانت حاسه ان الوقت قرب و كانت بتفضل تقولي لو موت ...افتكرني ديما يا (عبدو) اوعي تنساني و يا ( عبوده) اوعي تنسي الورد ليموت واعد كل يوم الصبح في البلكونه و افتح الشقه و هويها زي ما كنا بنعمل ...و الحق اتعلم بقي تربط الجرافته بتاعتك انا مش قاعده كتير لسه ...كانت بتقول الكلام ده و هي مبتسمه عشان دموعها متنزلش عشان تحسنني انها قويه ....(دموع عبدالعزيز تزيد) بس انا عارف ...عارف انا قربت تسبني و تمشي ... ولادنا كانوا اتجوزوا الحمد لله..فكنت عارف اني هكون لوحدي ...حتي لو كانوا موجودين معايا ...هي كانت ليه كل حاجه ...صوتها ..عينيها ...ضحكتها ....كل حاجه لسه فاكرها ...اصل مفيش حاجه بتتنسي ..... جملة الوقت بينسي دي شماعه بنعلق عليها كل جاجه مع اننا مش بننسي ... و كنا كل يوم قبل ما ننام تقولي(لما اوحشك يا عبدو بص للنجوم و افتكر و احنا عيال لما كنا بنطلع عالسطح بالليل نشوف النجوم...و احكي عني ديما لاحفادنا ...و انا ديما هكون معاك صدقني)في اللحظه مكنتش اعرف اقولها ازاي انها في قلبي ديما ... مبتنس......

(وسط بكاء بعض الحضور و تاثر عصام و البعض الاخر (

_واحده من الحضور لصاحبتها : انا نفسي في حد كده .

_عبد العزيز : انا مش مثالي ... انا بس حبيت (سهير ) بجد يا بنتي و انتي كمان هتلاقي حد يحبك اكتر من كده...و جه اليوم ....(28/9/2007)معلش نروح لليوم القابله الاول ...كان من احلي ايامي انا (سهير) خرجت انا و هي و عدلتلي جرفتتي كالعاده و روحنا المستشفي لبنتنا كانت بتولد احلي حفيده في الدنيا (سهير ) الصغيره هي الجايه معايا النهارده يعني ...و كنا مبسوطين و طايرين بيها و بجاملها ...هي اصغر احفادنا ..و روحنا كلنا علي البيت عندنا و الكل نام ... و انا و هي وقفنا في البلكونه ...و كنا بنتكلم علي ( سهير ) الصغيره و بقولها هتكون زي القمر زيك كده يا ( سوسو ) لقيتها بصتلي بحنيه و قالتلي انا بحبك اوي يا (عبدو) و شاوت علي نجمه في السما و قالتلي اد ايه النجمه دي منوره و مغطيه علي الباقي حلوه اوي... قولتها زي ما انتي منوره حياتنا كلنا .. و دخلنا ننام ... و يا ريت فضلنا صاحيين شوية ... انا صحيت الساعه (6) زي كل يوم و الغريب انها مصحيتش معايا علي المنبه ....

(عبد العزيز ياخد نفس وسط دموع و تاثر كل الفي القاعه)

قولتلها ...قولت يا (سوسو ) قومي و انا هعمل الفطار و كوبايتين يانسون علي ما تقومي .. بس كانت دي اول مره ( سهير) متردش فيها عليا ... و انا عمال انده عليها بردو علي امل انها ترد عليا و تقولي زي كل يوم ( صباح الفل يا عبدو) بس مقالتش ... و مقامتش .. سبتني لوحدي ...راحت ...كان احلي عمر وياها ...ندمت علي كل لحظه مكنتش معاها فيها...بطلت ..بطلت البس جرافتات ... كنت عامل زي العيل الصغير المش شايف امه من الزحمه ... عايز اروح اشتكلها منها عشان مشيت .. ...بقعد كل يوم في البلكونه و بدل ما اتكلم معاها بقيت اتكلم مع الورد بتاعها كل يوم... و كل ليله اقف في البلكونه و اشوف اكتر نجمة بتلمع في السما و اقول هي دي ( سهير ) يمكن عارف ان ده مش حقيقي بس ده المخليني اعيش ... و بفرح لما نعد كلنا انا و اولادنا و احفادنا و نتكلم عنها و نحكي ل (سهير) الصغيره عليها ...و نقتكر كل حاجه ...عمري ما نستها و عمري ما هنساها ...عشان هي مكانها هنا ... مكانها في قلبي ديما و مش بتروح ابدا...و شكرا .

(و فجأه يعلي التسفيق في القاعه و اترسمت السمه علي وشوش ناس كتير)

_ عصام : انا بصراحه مش عارف اتكلم اقول ايه بس بما ان حضرتك قولتش اسم للقصه فانا هسميها ( سهير) .

_ عصام (ياخد نفس) :يلا نشوف البعده.

*********

حكاويWhere stories live. Discover now