" كَارِن ?"
الدُجنَةُ تَبتلِعها .. تَطفو فِي خَيالٍ يُزيِنُ سُباتها..
لَيسَ كَابوساً..لَيست لَحظةَ فِرارِ تِلكَ الروحِ الصَغيرة، لا بُكاء..
فَقط وَجههُ المُدورُ بَاسماً حَتى تَضيِقُ زَوايا عَيني العَسل...
تِلكَ اللَمساتُ اللَطِيفةُ بأنَامِل مُشَربّةَ بِالحُمرة..
تَشعُر بشَفَتيهِ الصَغيرة تَضغَطُ عَلى وَجنَتيها بِغيةَ إِستِرضَائِها و نَيلِ قِطع الحَلوى مِن صُندوقِها الخَزفي .. لَطَالما أحبَّ تأمُل نُقوشِ الغِزلانِ الصَغيرة تُداعِبها جِنياتُ الغَابِ فاتِناتُ المَحيى ..
كَانت لَديه قَناعةٌ رَاسِخةٌ مِن وَحي خَيالِه بأنَّ والِدته إِحدى جِنياتِ القِصص التي تَقُصها عَليه آن كُلَما تَموضَع في حِجرِها .."كارِن..!"
نُدِهَ باسمها مُجدداً .. مِراراً..مراراً
كَانَت تُنتَشلُ بِقَسوةٍ مِن حُلمِها..شَهقت بِكُلِ ما حَوت رِئَتيها و أَخذت تَتَخَبطُ مَكانها حَتى ضَمتها حَالِكةُ الخُصَيلَاتِ لِتَرتَخي بينَ ذِراعَيها ..
" مَالذي جَرى?"
الإِستِيقاظُ فِي المَشفى لَيسَ بالجَديد..
" لَم تَنامي لأيامٍ ..بَلغَ الأَمرُ مِنك أنّ تَري هَلاوِسً كَما قَال الطَبيب.."
_____________
" شَقِيقَتُك سَتعتَني بِك...فَقط إستَلقي.."
"آسِفةٌ لِجلبك لِهذا..أُمي كَانت مُحِقةً بِشأن كَوني عالةً عليك.."
ّطُرِقَ البابُ بَغتةً كأن الطَارِقَ ممسوسٌ بِشيطانٍ ما..
"أَمهليني لأرى التَيسَ الذي يَنطحُ بَابكِ هكذا و سأَعودُ لأنتَزِعَ الفِكرةََ مِن رأسِك.."
سَارعت بِخطواتِها و الأُخرى نَهشها شيءٌ مِنَ الفُضولِ لِترى..
و حِين أُعتِق البابُ و فَتَحته ترائت لَهُما الأمُ غَير العزيزةِ قَد دَلفت مِن تِلقاءِ نفسِها تَنفُض الثَلجَ العَالِقَ بِوبر مِعطفها بَينما تتذَمرُ ..
و جَذبت آن تُعانِقها و تُقَبِل وَجنتيها بِشفاهٍ رَطبةٍ إستثارت قَشعريرةً في بَدنها.." هاهِي ذا بُنيتي...آهٍ كَيفَ طَاوعك فؤادكِ الصَغيرُ عَلى تجاهل زِيارةِ وَالِدتك العجوز المُشتاقة?!"
" ف..فَقط كُنت مُنشَغِلة.."
تَقدَمت مُجعدةُ الوَجنات مُحَدِقةً بزرقاويتها الجاحِظة بالشقراءِ في نَظرةٍ تَشمئِزُ مِنها قَبلَ أَنّ تتقَدمَ أَكثر ... تتجَاوزها كَما فَعلت دائِماً ..
" المَنزِلُ الذي وَهبتيه لها بِحجةِ أنها تُربي طِفلاً أَليست أُمك أحق بِه يا آني?"
تَكلفت المَعنيةُ تَبسُماً مُراً قبلَ أن تَردِف..
" لِنتحدث بِهذا الشأنِ لاحِقاً ..الآن..م..ما رأيُكِ بِتناوِل الطَعام مَعنا ..!?"" طَبعاً ..الطَعام..الطَعامُ الذي تُعِده بُنيتي..إنه الأفضل.."
______
أُكرهت الشَقراءُ على المُشاركةِ في تِلك الوَجبة..لَم تَستَطِع إبتلاع لُقمة حَتى ..
أمّا الأُخرى و التي كَانت عِبارةً عَن مَضخةٍ للمال و الشيءَ الذي تَتباهى بِه العَجوزُ فِي جَلساتِ النَميمة لِمن يَتعدى الخَمسين عاماً..
إستَرسَلت في ثَرثَرتِها مُطولاً..كَانَ بِوسع الشَقراء الإحتمال..لِساعاتٍ حتى..لَكِن الحَديثَ شَرعَ يأتي عَلى سيرةٍ لا تُحمد عُقباها..
" لِما الإِفراطُ فِي الدراما العائِلية.."
تَجاهلت بَينما تَشغَلُ أنامِلها بِتقطِيعِ التُفاح..
كان لِيام يُحِبها ..خُصوصاً الحَمراء.." إنه لَقيطٌ بأي حال!"
كانَ يُحِبها مُقطعةً بِحجمٍ مُفرطِ الصغر..
" لَرُبما سَتجِد زَوجاً يَقبلُ بِها الآن دونَ هذا الطِفل.."
كانَ يُحبُ رؤيتها تُقطِعها..بِبطء..
" عَليكِ أنّ تَسعدي بِرحِيلِ وصمةِ العار ذَاك!"
الأَحمرُ جميلٌ حقاً..
" ك..كارن..ضَعي هَذا مِن يَدك!"
إرتَعشَ بَدنُ العَجوزِ المُترهل لِمرئاها..
و تَسمرت الحالكةُ لمنظَرها.." مَا لعنتكِ??...ضَعي النَصلَ مِن يَدك!"
" لا تقتربي!"
"كارِن.."
"كارِن لا تف......"
"الأحمرُ جَميلٌ أُمي!"
__________
يتبع..°•
إذن?
🙂💔
أنت تقرأ
°• فاجِعة ديسَمبر°•
Short Storyرأيتُ في منَّامي جسدهُ الضئيلَ حافياً على الثلوج ، أشعث الشعرِ شاحباً ... شفتاه مُزرقة ، جُفونهُ متورمةٌ و عيناه غائرة ، الحلم ذاتهُ كُل ليلة منذ توفي ، لكن اليوم.. وجدت آثار أقدامهِ الصغيرة على الثلج ..حيث كان واقفاً في منامي ..حيثُ همسَ باكياً أ...