١٤: أوّلُ وعي

6K 533 428
                                    


لونٌ فاتح في النهار، ولونٌ غامقٌ في المساء، حتى الإضافات البسيطة كانت تُشكّل خفةً في النهار وثُقلاً في الليل، أُحدّق الآن في السماء.. في الغيوم التي تسير بسُرعة دونَ خوفٍ من الاصطدام بأي شيء، كنت لأقول بأنني وأنها شيئانِ قد يتشابهان ولكنني للأسف لستُ بتلك الحُرية التي تجعلني أركض دون الخوف والرعب من التعركل والاصطدام بشيء.

مؤخراً أصبحت حياتي لا تُطاق أكثر من السابق

مثيراً للضحك أنه كلما اشتدّ الحزن بي علمت بأنني في السابق كنت أفضل مما أنا به الآن، صرتُ بهذا الوعي.. إذ أنني أعلم بأنّ حالي الآن سيهون عليّ في حالي القادم وسأتمناه حتّى، رُبما هذا شيءٌ أقنع بهِ ذاتي غالباً لاخرس وحسب.

مضى شهرٌ وهو لا يتحدّث
صوتٌ اخترقَ وحدتي فرفعتُ رأسي أحدّق بالذي أقبل متزيّناً بخلقته الذي ولدَ بها، أسرحُ في النظر فيه لوقتٍ طويل حتى أشعُر بارتباكته ولا اتركه حتى ينظر في اتجاهٍ غيرَ اتجاهي.

تعال إلى جانبي
وأطاعني يقترب جالساً بجانبي، تنهيدته ثقيلة، وصوتُ احتكاك ثيابه بالعشب والسور الخشبي خلفنا كان يبعثُ دفئاً أعمق.

أعتقد بأنني مللتُ منه وسأعود لرميه بعيداً عنا
هو يقصد الرجل الذي اختطفناه، اللعين الذي لم يتحدث اطلاقاً مهما فعلتُ به!

لا أُريد التفكير بشيء الآن
أخبرته بهدوء أعيد الاتكاء على السور خلفي، أحدّق في الخضرة الشديدة حولنا، بالزرع، بالأزهار.. دوّار الشمس كثير وليس خشناً منظره في الحقيقة كما اعتقدت، لم أظن يوماً بأنه يمكن أن يعجبني مكانٌ كهذا، ولكنني صرتُ آتي كثيراً جداً برفقته إلى هذه البقعة التي لا أستطيع تصنيفها كغابة ولا حديقةً أيضاً

لأنني أشعُر بالاطمئنان معه وهُنا تحديداً حيثُ أكونُ بعيداً عن كل صخب.

جاي لم يعد كما أعرفه، أصبح يخرج ويأتي كما يشاء، ويغيب لوقتٍ طويل عن المنزل ويأتي منهكاً، قلت بأنني أثقُ به ولكنني أشعر في أحيان كثيرة بأنها فترةٌ قصيرة وسأثور غضباً عليه بل أنني أخطط منذ ليالٍ بأن أتبعه! ولكنني أتراجع مراتٌ عديدة فلربما هو مراقب وقد يعرضه ذلك للخطر.

منذُ متى تحبُّ التحديقَ في السماء؟
استراحَ رأسه فوقَ فخذي فجأةً، فأنزلت عيوني حيثُ وجهه المبتسم، أراهُ أكثر بهاءً من كل بقعة جمال تسكُن العالم.

لا أعتقد بأنني أحبُّ التحديق في السماء

ثأرُ الرِّياحْ|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن