كانت ماكويا تمسك الهاتف بسعادة مبتسمة بإنتصار بعد نشرها للمقال تحت عنوان "صحفي ينهال بالضرب على مدير المشفى..إلى أين أيها الإعلام؟"كان إيريال يحدق بخد لويس الذي تلون بالبنفسجي مختلطا بالأزرق بسبب الضربة التي تلقاها أمس ثم قال بإنزعاج: حسنا أولا كيف جعلته يضربك؟ ثانيا هو لم ينهل عليه بالضرب بل على ما يبدو لكمه مرة ثالثا لم كل هذه السعادة؟
نظرت له ماكويا و قالت بهالة وردية: إنه سر المهنة
تنهد بعمق لينطق لويس بهدوء: هيا تعرضت لما هو أسوأ في سن صغير
أجابه إيريال بنبرة أكثر هدوءا: لا أرضاه لك في كل الأحوال لأنه ليس أمرا عاديا..ولا أرضاه لأحد أيضا..
إبتسمت ماكويا بلطف وقالت: أنت طيب جدا
ضيق الآخر عينيه ولم يكلف نفسه عناء الرد لتقول إيلينا: ليس وكأن حياتنا بأكملها كانت عادية..أعني أنا، لويس، رينا وفريكس منذ ولادتنا لم نعش بطبيعية..
تسللت ضحكة ساخرة من فم إيريال وأجاب: أجل..أنا فقط من عاش لحظات طبيعية في حياته..
لينطق لويس بهدوء: أنت إمتلكت أكثر منا وهذا ما جعلك تخسر أكثر..
سمعوا صوت إغلاق الباب ليستوعبوا أن ماكويا خرجت ليكمل لويس: هي شخص متفهم..
قال ذو الشعر البرتقالي بإنكار: لكنني إستمتعت بما لم تحصلوا عليه..
رفعت إيلينا حاجبها الأيمن مجيبة: وهذا ما جعل لهذه الأشياء قيمة في حياتك وفقدانها لم يسبب لك سوى الأذى...لويس لم يعرف الحنان في طفولته لذا هو لا يعلم إلى أي مدى هو جميل أما فريكس ورينا عرفا الحنان لذلك عندما خسراه تضررا بشدة حتى لو لم يشعرا به لمدة طويلة..ماذا عنك؟
أكمل لويس عنها بهدوء: أنت يا إيريال طيلة 22 سنة من حياتك كنت تتلقى الحنان من عمتك وخمس سنوات منها كان حنان أهلك...كان والداك شخصان رائعان مما جعل فقدانهما مؤلما جدا وعمتك الطيبة التي كفلتك لبقية تلك السنين رحلت بسبب المرض..أنت كنت بطلا ويملك الكثير من الأموال وصرفتها كلها على العلاج لكن رغم ذلك لقد رحلت..
فنطقت إيلينا بسخرية: أما أنا فقتلت عائلة بلانكا بأكملها بيدي هاتين فقط لسبب واحد.. لأجل ليلي لأن والدي ضربها..
نظر لها لويس ورد عليها: على الأقل ليلي كانت أكثر قيمة من أهلك لأنها الوحيدة التي أحبتك أنظري للشخص أمامك الذي لولا ذلك المسخ لكان في سجن الأحداث منتظرا أن يصل لسن البلوغ ليتم إعدامه لأنه عندما كان يتم إستجوابه كان يضحك..
رفع إيريال رأسه محدقا بلويس بتوتر: أتذكر ذلك الوقت كنا نقف أمام الحانة التي تحترق والشرطي يسألك عن ما حدث وأنت ترد "لقد رحلا" بينما تضحك
أنت تقرأ
Being You...
Açãoفي هذه الحياة، التي تعيشها بكل لحظاتها المتقلبة.. كل يوم تعبر نهر العلم وتسلم على نهر المنية يوما آخر.. قد تغرق في مستنقع الجهل، أعمى ولن يردك أحدهم بصيرا.. قد توهب شخصا يرميك في البحر فيرديك غريقا.. أمانيك البسيطة في إيجاد أنامل تنتشلك من برودة الض...