أخيراً توشك الرحلة على البدأ , صعدت في الميعاد المناسب
انها رحلةُ يجتمع لأجلها الركاب من شتى أنحاء هذه البلاد
انه اختيار يؤخذ بعد سنواتٍ من اليأس و الفشل
اختيارى و اختيار المصطفين حولى هنا
تطغى الأجواء الداكنه على لحظة رحيلنا
غيمةُ كبيره سوداء تغطى السماء و البحر و تعطيهما لوناً رمادياً داكناً
رياح الشمال تعصف حولنا مُبشرةً بما يخبئه لنا المحيط
رائحة الموت و الخوف تنبعثان من كل زوايةٍ متأكله فى هيكل السفينة و كل مسمارٍ متخلخل أو غير موجود.
تبدو متهالكةً و هشه و ذات ماضٍ طويل
رغم كل ذلك صعد الجميع مسرعين كما لو أنهم على أبواب حياةٍ جديده
و كذلك صعدت أنا أيضاً . . . بيأس
كل درجةٍ من سلم السفينه كانت صعبه و أى خطوةٍ للخلف كانت أصعب
أشعر بهم . . . كل نداءٍ مرتفع , كل نظرة بحث , كل سؤالٍ للغرباء و كل إحساسٍ بالقلق , أشعر به . . . جميعهم يكذبون
جميعهم يريدون شيئاً منى , جميعهم يحمون شيئاً
و جميعهم كالحيوانات يرفضون العودة الى منازلهم بعد أن هربت الفريسه و لم يعد هناك ما يأكلونه لليله.
يبحثون عنى . . . و أنا أيضاً
أبحث عن ذلك الشخص الذى ينادوننى بأسمه , عن أسلوب حياته , عن ما يحب و ما يكره . . . و عن ذكرياته المختبئة خلف هذا المحيط
أحمل حقيبتى و هى أثقل على أكتافى من مرساة هذه السفينه
أشعر بها على ظهرى ك كرة الأرض فوق أكتاف أطلس
و أعجز عن التخلص منها كأصفاد العبيد . . . إنها تحمل معانى القدر فى صفاتها
رُفع سلم السفينه لينهى التردد المنتشر في رؤوس الجميع حول ما إذا كانو سيقومون بهذه الرحلة ام سيتراجعون للخلف
ليعلن انفصال السفينة عن المدينه و أى يابسةٍ كانت بشكلٍ نهائى
و من ثم انطلقت السفينه . . .
_______
و كما سيتوقع أى عقلٍ متشائم , لقد بدأت النهاية بالفعل
المحيط يصارحنا برفضه التام لوجودنا
يعلو و يهوى بسفينتنا المسكينة مستعرضاً قوة و مدى جموحه
يُقلبنا القدر بين يديه يميناً و يساراً
بدأ الماء يُغرق السفينه بينما يُغرق الأدرينالين أدمغة الجميع
كنت أتوقع حدوث كل هذا , كنت أنتظره , كنت أنوى أن أتى اليه
رغم ذلك عندما أتى أدركت أننى أريد الهروب من بين يديه
و عندما تعلق الأمر بالنجاه
لم تكن سرقة قارب النجاة من بين أيدى الباقين صعباً
ولا حتى الاستماع لصوت استغاثتهم
______
و أخيراً
صعدت الى الحياة مجدداً . . . خرجت من قاع المحيط
خرجت من المحيط , بينما أرى بجانبى شخصاً يسير ببطءٍ الى داخل القاع
لا أصدق الى أي حدٍ كنت بعيداً عن اليابسه , حتى القارب لم يكفى للوصول الى هنا.
و لكن وصلت كعادتى رغم ذلك , هذا ما اعتدت عليه.
الوصول , النجاح و تحقيق الاهداف
كل ذلك استيقظت في يومٍ من الأيام و وجدتنى أستطيع فعله بسهوله
و وجدتهم يحتاجون اليه و وجدتها أيضاً تخبرنى بأن هناك من يفتقدوننى خلف المحيط
و أنا لا أعرف حتى من هم , رغم ذلك جئت بحثاً عن الإجابات منهم لأسئلةٍ مثل
لماذا جئت الى هنا ؟ لماذا كنت هناك ؟
من الشخص الذى كان يملئ هذا الفراغ المميت بداخلى
من هو ذلك الشاب الذى يسمونه "فوى" ؟
|- النهايه -|
أنت تقرأ
فتى الضباب
Teen Fictionيبدو المحيط واسعاً و البر الأخر ملئ بالخيرات لكن فى وسط كل هذا الضباب , هل تعرف اين هو؟