١ | إحدى أيام نيسان

167 13 5
                                    

حول السماء الملبدة بالغيم الخفيف، انتشت نجماتٌ تبدو وكأنها على وشك الانهيار

لكن تلك الأرض كانت تائهةً أكثر مقارنةً بنجمةٍ لا اسم لها ولا عنوان، نجمةٌ بِلا منزل

إما أن تُراقب تثاقل تلك الغيمات وتباعدها بين الأثير، وإما أن تُحدق بالتصدعات التي تحتضنها تلك الأرض الباردة بجفاء

لا خيار ثالث، لا وجود للبشر في عالمٍ رماديٍّ كهذا

أكانَ الغيث يندثر حقًّا أم كان يُلامس قلبًا منفطرًا للتو؟ ليسَ مهمًّا الآن، إنها إحدى تلك الأيام التي يتراكم بها فيضٌ من المشاعر التائهة

تبحث بينَ معالم السماء وكأنك نسيتُ شيئًا هُناك، وكأنَّ.. نجمةً فُقدت مِنَ السماء؟
_

«لا أودُّ العودة إلى المنزل..»
وجهتُ أنظاريّ بشرودٍ بينما تتزايد خطواتيّ ثُقلًا شيئًا فشيئًا حتى وصلتُ إلى محطة الحافلات

أهي دموعٌ يائسةٌ، أم عينان مرهقتان؟ على أي حال، فالوجهة أمامي مشوشةٌ وكأنَّ سُمَّ المدينة الرماديّة يبتلعُ حواسي -أو ربما- يلتهمها بحُب

تنهدتُ للمرّة الثالثة وأنا أغيرُ الأغنية لتلائم خط سير الغيمات الرقيقة، شعورٌ بالقلق الربيعيّ بعدَ أن مرَّت الحافلة الأخيرة

وأثناء تلك الرؤية المشوشة، كانت تسيرُ هناك، نجمةٌ تُشرق كلَيْلكٍ أزرقٍ بينَ الظلام..

نجمةٌ كانت تجعل الضوء ينطفئ ويعود برويّةٍ مبهمة، فتُجبرك على وضع احتمالات، ويبدأ عقلك بالدوار كأفعوانيّةٍ واعِدة:
أكانت تلك نجمةً من نجوم منزلك، أم كانت طفلةً من أطفال القمر؟
أتسللت من بين أنامل السماء باحثةً عن منزلٍ حقيقيّ، أم ظنَّتك غيمةً من غيمات منزلها؟

نظرةٌ واحدةٌ كانت تكفي ليبدأ عقلي بالتخدر من كثرة الأفكار بعدها، وككتلةٍ زرقاء مُبللة، جلست تلك النجمة بذات المقعد وكأنها تخفي شيئًا ما بداخلها

نفسُ الأنفاس النديّة، ذات الخطوات المثقلة

ليسَ وكأنني لا أعلم، فقط لا أشعر برغبةٍ في التقاط مشاعر أخرى اليوم، نظرتُ لوهلةٍ بابتسامةٍ صغيرة

وهي قالت شيئًا ما بابتسامةٍ مرتعشة، لم أعلم إن كان بسبب سماعات أذني أم تخدر عقلي، لكن لم أدرك حقًّا ما قالت

أقالت «مرحبًا»؟
لا بأس، على الأرجح فما قالته ليس موجهًا إليّ..

عِناق النجوم | Astrobosomحيث تعيش القصص. اكتشف الآن