الفصل الاول

10 0 0
                                    

-صباح الخير ، ازيكم يا بنات ، حابة اعرفكم بنفسي انا ليلى صادق الأخصائية النفسية الجديده فالمدرسه ..انا مليش حصه معينه هو استاذ حسين غايب فانا هدردش معاكم شويه بس لو اي حد احتاجني بعد كدا هتلاقوني فاوضتي اللي جنب المكتبه
هنلعب مع بعض لعبة ..هوزع عليكم ورق كل واحده فيكم تكتب حاجه حابه تقولها او رسمه او اي حاجه تيجي فبالها وانا فأخر الحصه هعدي عليكم المه وكل ما يبقي في وقت هدخل نتكلم فموضوع من المشاكل او المواضيع اللي انتوا طرحتوها وهنتناقش وناخد اراء بعض
"انتهت الحصة وانتهت ليلي من جمع الورقات التي دونهتها الطالبات بالصف وانتهي ايضا يومها الدراسي الاول "
اخذت تفحص الورقات مساءً : اغلبها مشاكل اسرية بعضها عاطفيه، ولكن  استوقفتها ورقه بها كلمتان فقط
" قررت انتحر"
اخذت دقات قلبها تضطرب وانتابتها حاله من التوتر والخوف وشعور بالمسؤليه ، وحيره بين ان صاحبة الورقه جاده ام تمزح .
في  اليوم الدراسي التالي عادت لنفس الفصل اختارت منه ثلاثة فتايات كن قد تحدثن معها من قبل وسألتهن عن احوال زميلاتهن إن لاحظن علي احداهن معالم الحزن مثلا او الاكتئاب او الانطوائيه .
ياسمين : انا معرفش كل زمايلي فالفصل وفالبريك بنزل مع صحباتي مبخدش بالي
حلا ضاحكه : يا ميس كلنا مكتئبين والله هو في حد مبسوط دلوقتي
شيماء : هو في اتنين علطول قاعدين لوحدهم وساكتين كدا انا حتي مفتكرش اني سمعت صوتهم اصلا
قالت ليلي باهتمام : مين دول يا شيماء ؟
شيماء : ساره عصام والتانيه اسمها مها بس معرفش مها ايه
شكرتهن واذنت لهن بالرحيل وبدأت البحث في قائمة الفصل عن اسما الفتاتين ، دونت اسمهما الثلاثي وبدأت تبحث في ملفهما وبعد ان جمعت عنهما بعض المعلومات ، ولكن انشغلت باداء بعض الاعمال وبدخول حصص تعويضا عن المعلمين المتغيبين .
في نهاية اليوم الدراسي ذهب لاستدعاء الفتاتان ، لم تجد من هما سوى  "مها " فساره قد تغيبت .
في البدايه طلبت من مهما تدوين جمله لتقارن بين خطها والخط المدون بالورقة ، ولكن الخط كان واضحا جدا انه مختلف تماما ، انتابها شعور بالقلق ، ولكن لم يمنعها من التحدث مع مها عن اسباب انعزالها وصمتها الملحوظ في الفصل .
انتهى اليوم الدراسي ، ظلت شارده ، قلقه بشأل الفتاة ، بيدها خيط ولكنه ضعيف جدا ، ليس هناك اي ما يثبت ان سارة هي الفتاة صاحبة الورقه ، قد يكون صمتها وانعزالها في الفصل لكونها جديده بالمدرسه لم تتأقلم بعد ، وتغيبها ليس الا من قبيل الصدفه ، وانها تبحث فالاتجاه الخاطئ ، وقد يكون كل هذا هراء فتاة تمزح لا اكثر .

لم تنم جيدا تلك الليلة ، لامت نفسها انها لم تأخذ بيانات الفتاة ، كان بأمكانها ان تحدثها عبر هاتف المنزل للاطمئنان عليها .
عند ذهابها للمدرسه اليوم التالي كان الوضع مضطربا هناك ، كان هناك شرطيان يتحدثان مع مديرة المدرسة ، اثارها الفضول ولكن تجاهلت واتجهت للفصل ، وجدت الطالبات مضطربات يتحدثن في مجموعات يبدو عليهم اثار التأثر والصدمه .
-اتفضلوا يا بنات من فضلكم كل واحده في ديسكها
نفذن الامر سريعا ولكن تشعر ان هناك شيء ما فتساءلت :
-مالكم النهارده في ايه ؟
أجابت أحداهن : هو حضرتك معرفتيش اللي حصل
-لا ، ايه اللي حصل ؟
-بيقولوا سارة انتحرت امبارح بليل والبوليس جيه سألنا لو نعرف حاجه او اتكلمت مع حد فينا
تركت الفصل في صدمه دامعة العينين تحمل نفسها ذنب الفتاة المسكينه ، استأذنت مبكرا ورحلت .

ظلت شارده ومصدومه ، قررت الذهاب لمنزل الفتاه فاليوم التالي ومقابلة اهلها بحجة العزاء ، وهي راحله ربتت على كتف الام وقالت بصوت متردد :
-انا ليلى الاخصائيه النفسية فمدرسة سارة ، سارة كتبتلي ورقه منغير اسم تماما انها هتنتحر بس انا مقدرتش اعرف مين صاحبتها البنات كتير ومكنش في اي اسم ، انا اسفه .
-الحمد لله على كل حال ، ربنا يسامحك يا بنتي
-هي مكنتش بتعاني من اي حاجه او لاحظتوا عليها اي حاجه متغيره ،او في اي ظروف فالبيت تخليها تعمل كدا
-لا ولا حاجه ، هي فالفتره الاخيره بس كانت ساكته جدا ومش بتتكلم ، وانا انشغلت عنها انا وباباها طان مفروض نديها وقت واهتمام اكبر .
-هو انا ممكن ادخل اوضتها واشوف تليفونها من فضلك ؟
-ايوه طبعا اتفضلي .
تفحصت الغرفه بعينها غرفه هادئه بسيطه ، تفحصت صور الفتاه وملامحها البريئه ، لاحظت بعض الورقات الموضوعه علي المكتب ، مرسوم عليها وشوش حزينه وباكيه وقلوب مكسوره ، من الواضح ان الفتاه كانت تعاني من الاطتئاب الشديد .
تفحصت هاتف الفتاه ،دخلت على احد تطبيقات التواصل محادثتها قليله ولكن التفت لمحادثة مع رقم مجهول فتحتها لتجد صور للفتاه احدهم يهددها بنشرها والفتاه تسبه وتهدده لظلمه لها وتترجاه بالا يفعل هذا .
اغلقت الهاتف اخذت نسخه من هذه المحادثه واعطت الهاتف للام وطلبت منها التحدث لوالد الفتاه .
------------------------------------------
- هي ساره متكلمتش معاكم خلال الكام يوم اللي فاتو ان في حد مضايقها ؟
- لا ابدا ، هو في اي ؟
- هو حضرتك مبصتش فتليفون البنت خالص .
- لا انا واثق فبنتي تماما ومديها خصوصيتها .
- طب حضرتك ممكن تشوف موبايلها .
ارشدته للمحادثه ، تفحصها بعينيه ، بانت عليه اثار التألم بكى من وهل الصدمة .
- بنت حضرت كان في حد بيبتزها بصور مش بتاعتها والبنت خافت تقول متصدقوهاش وخافت تتفضح فقررت تنتحر .
بكى بحرقه ، شعر بأنه السبب كان يجب ان يحتويا ابنتهما اكثر من ذلك ،او عالاقل التحدث اليها حينما لاحظا عليها علامات التغير والصمت والالم .
تركته لفتره يستوعب الامر ، واسترسلت بهدوء وتأثر ولكن بقوه :
-حضرتك لازم تبلغ البوليس ، لازم تجيب حق بنتك .
- انا مش هبلغ بوليس انا مش هفضح بنتي ، انا هجيب اللي عمل كدا وهشرب من دمه .
- تفضح بنتك ؟ ، دي خافت تقولك عشان كانت فاكره انك مش هتصدقها ، بنتك بريئه هو في برئ بيتفضح ارجوك متضيعش حقها .
- متشكرين لنصايحك من فضلك اللي عرفتيه محدش يعرف عنه حاجه ، انا هعرف اجيب حق بنتي كويس .
همت واقفه للرحيل وتوقفت بعدما فتحت الباب :
- عمتا انا كنت عامله حسابي لحاجه زي كدا ، انا عندي نسخه من الشات لو مبلغتش انا هبلغ .
واسرعت بالرحيل حتي لا يعترضها وتجاهلت كل محاولاته لايقافها .

يتبع ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 22, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بقلم مجهول ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن