..
" ماتت .."
إكتَسحت الدِماءُ أَرضيةَ المطبخ ، عُنق العَجوزُ المَنحور لَم يَكف ينزِف حَتى بُرهةٍ وَلت ...
" لَقد قَتلتها .."
نَبست بِفتور ، ليسَ و كأَن إحداهُن سَتبكي ..
" سَندفِنها .. في الحديقةِ الخَلفِية ..في المَساء!"
" آه..."
جَرت سَاقيها لِتَجلس لَكِنها وَجدت نَفسها بغتةً نائِمة ، نائمة تَرتَفِعُ زَوايا شفتيها في تَبسُمٍ لَم يَكُن لِيجلِب لآنٗ الطمأنِينة..
" هَل عَلينا زيارةُ طَبيبٍ نفسي ¿ "
______________________
تَخطتِ العَقارِب السَاعةَ الثانيةَ لَيلاً...إنها لَيلةٌ كَحيلةٌ سمائها مُنطفئةٌ دَيجورها مُدلهم ..
" إنها ثَقيلة!"
" ماتت بَينما تأكُل "
" شَعرتُ به يَدفعُني لِنَحرِِها "
" رُبما لأنها ظَلت تُهِينه ، ثَارت عَواطِفك .. و خُيل إليكي ذَلِك "
" أَشعُرُ بِالرَاحةِ لِموتها "
" أَشعُرُ بالقَلق.."
أخذتٗا بالحَفر ...و دَفعت كَحِيلةُ الخُصَيلات ذَلِكَ الجُثمان ليُدفَن في طَياتِ الأَرض و التُربة ..
" هَكذا ... فَقط ?"
" اممم... لَيسَ و كأنَ أَحداً يَزورك و ما شَابه "
" أُريدُ البَقاءَ وَحدي .. مِن فَضلك "
همهمت آن و دَلفت ، و تِلكَ تَموضَعت في الثَلجِ تُسهِبُ عَينَاها ...
كَانَ الصَمتُ ذو وَقعٍ مَقيت ...
شَردت طَويلاً هُناك ، حَيثُ تَستَقِر فِي كوابِيسها ..
هُناكَ حَيثُ ترى خَيالهُ دائِماً.." رَافقِيني .... لِنَذهب سَوياً إلى الجَنة "
ليسَ كَابوساً لا? ، إنه ذَاتُه الأَشعثُ الغَبِر غَائِرُ العَينَين ...
" أليسَت أَوهامُ كُلِ مساءٍ تَبدو حَقيقةً اليَوم !"
"خُذي بِيدي! "
" لِنبقى مَعاً ! ... لِنعُد مَعاً"
" لِيام يَشتاقُ ماما!"
لَم تُحَرِك ساكِنةً و لَم تَنبِس بِحرف ، تَسائلت ما خَطبُها لَم تَخف ، إنَما يَلتَضي في نابِضها الحَنين إليه ، يَبدو حَقِيقياً ، تَشعُرُ أنَّ بوسعِها لَمسه ..
"إِلى الجَنة ?"
" نَعم لِيام و ماما!"
رَفعَت كَفها المُرتَجِفَ إليه..
أَرادت تَلمُسَ وَجنته..بَدت ساكِنةً هادِئةً بشكلٍ مَقيت .." مَن تُحَدثِينَ كارِن ?"
"هاه?"
تَبخر ، تَلاشَى كَأنهُ لَم يَكُن ، إستَحلها الضَياعُ لِتَنهَضَ مُترنِحةَ الخُطوات تُتَمتِمُ باسمهِ قبلَ أنٗ تَلتَفِتَ إلى آن وَقد شَرعت تَبكي و أَنفاسُها إضطَربت إذ أَخذَ صَدرُها يَعلو و يهبِط فِي تَسارُع..
" سَنزُورُ الطَبيبَ غَداً!"
إرتَخت مَلامِحُها قَبلَ أن تَنحني إلى مَن جَثت تَبكي و تُردِدُ بِهلع..
" كَانَ هُناك ، كَانَ حقيقياً ....كَانَ بِوسعي لَمسُه!"
رَفعت بصرها الزائِغَ إلى من تُجاورها لتستَرسِل..
" كُنا سَنذهَبُ إلى الجَنة! "
_________________
يُتبع•••
إذن?
تُهلوس أَم تَراهُ حَقاً?
أنت تقرأ
°• فاجِعة ديسَمبر°•
Short Storyرأيتُ في منَّامي جسدهُ الضئيلَ حافياً على الثلوج ، أشعث الشعرِ شاحباً ... شفتاه مُزرقة ، جُفونهُ متورمةٌ و عيناه غائرة ، الحلم ذاتهُ كُل ليلة منذ توفي ، لكن اليوم.. وجدت آثار أقدامهِ الصغيرة على الثلج ..حيث كان واقفاً في منامي ..حيثُ همسَ باكياً أ...