|٤|

107 17 14
                                    

..

" ماتت .."

إكتَسحت الدِماءُ أَرضيةَ المطبخ ، عُنق العَجوزُ المَنحور لَم يَكف ينزِف حَتى بُرهةٍ وَلت ...

" لَقد قَتلتها .."

نَبست بِفتور ، ليسَ و كأَن إحداهُن سَتبكي ..

" سَندفِنها .. في الحديقةِ الخَلفِية ..في المَساء!"

" آه..."

جَرت سَاقيها لِتَجلس لَكِنها وَجدت نَفسها بغتةً نائِمة ، نائمة تَرتَفِعُ زَوايا شفتيها في تَبسُمٍ لَم يَكُن لِيجلِب لآنٗ الطمأنِينة..

" هَل عَلينا زيارةُ طَبيبٍ نفسي ¿ "

______________________


تَخطتِ العَقارِب السَاعةَ الثانيةَ لَيلاً...إنها لَيلةٌ كَحيلةٌ سمائها مُنطفئةٌ دَيجورها مُدلهم ..

" إنها ثَقيلة!"

" ماتت بَينما تأكُل "

" شَعرتُ به يَدفعُني لِنَحرِِها "

" رُبما لأنها ظَلت تُهِينه ، ثَارت عَواطِفك .. و خُيل إليكي ذَلِك "

" أَشعُرُ بِالرَاحةِ لِموتها "

" أَشعُرُ بالقَلق.."


أخذتٗا بالحَفر ...و دَفعت كَحِيلةُ الخُصَيلات ذَلِكَ الجُثمان ليُدفَن في طَياتِ الأَرض و التُربة ..

" هَكذا ... فَقط ?"

" اممم... لَيسَ و كأنَ أَحداً يَزورك و ما شَابه "

" أُريدُ البَقاءَ وَحدي .. مِن فَضلك "

همهمت آن و دَلفت  ،  و تِلكَ تَموضَعت في الثَلجِ تُسهِبُ عَينَاها ...

كَانَ الصَمتُ ذو وَقعٍ مَقيت ...

شَردت طَويلاً هُناك ، حَيثُ تَستَقِر فِي كوابِيسها ..
هُناكَ حَيثُ ترى خَيالهُ دائِماً..

" رَافقِيني .... لِنَذهب سَوياً إلى الجَنة "

ليسَ كَابوساً لا? ، إنه ذَاتُه الأَشعثُ الغَبِر غَائِرُ العَينَين ...

" أليسَت أَوهامُ كُلِ مساءٍ تَبدو حَقيقةً اليَوم !"



"خُذي بِيدي! "

" لِنبقى مَعاً ! ... لِنعُد مَعاً"

" لِيام يَشتاقُ ماما!"

لَم تُحَرِك ساكِنةً و لَم تَنبِس بِحرف ، تَسائلت ما خَطبُها لَم تَخف ، إنَما يَلتَضي في نابِضها الحَنين إليه ، يَبدو حَقِيقياً ، تَشعُرُ أنَّ بوسعِها لَمسه ..

"إِلى الجَنة ?"

" نَعم لِيام و ماما!"

رَفعَت كَفها المُرتَجِفَ إليه..
أَرادت تَلمُسَ وَجنته..بَدت ساكِنةً هادِئةً بشكلٍ مَقيت ..

" مَن تُحَدثِينَ كارِن ?"

"هاه?"

تَبخر ، تَلاشَى كَأنهُ لَم يَكُن ، إستَحلها الضَياعُ لِتَنهَضَ مُترنِحةَ الخُطوات تُتَمتِمُ باسمهِ قبلَ أنٗ تَلتَفِتَ إلى آن وَقد شَرعت تَبكي و أَنفاسُها إضطَربت إذ أَخذَ صَدرُها يَعلو و يهبِط فِي تَسارُع..

" سَنزُورُ الطَبيبَ غَداً!"

إرتَخت مَلامِحُها قَبلَ أن تَنحني إلى مَن جَثت تَبكي و تُردِدُ بِهلع..

" كَانَ هُناك ، كَانَ حقيقياً ....كَانَ بِوسعي لَمسُه!"

رَفعت بصرها الزائِغَ إلى من تُجاورها لتستَرسِل..

" كُنا سَنذهَبُ إلى الجَنة! "








_________________

يُتبع•••


إذن?

تُهلوس أَم تَراهُ حَقاً?




°• فاجِعة ديسَمبر°•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن