اذكروا الله يا جماعة الخير 💙🌴..
" الفصل الثالث عشر.. "
" احتاج إليكِ كثيراً.. لكنك ابتعدي بقدر احتياجي لكِ.."
وقف أمام المرآة يمشط شعرة المبلل ثم وضع من عطره المفضل.. تأمل مقلتيه الزرقاء إلى لحظات حتى خيل له أنه يراها داخلهما.. لكنه يرى العتاب لنفسه ليشعر بالضيق فأطرق عيناه ليرى السلسلة التي تنتهي باسمها.. حملها و وضعها حول عنقه ثم خبأها داخل سترته..
قرع الباب فأذن بالدخول ليفتح مايكل الباب وقال مبتسماً :
-حازم وصل تحت
أومأ بالإيجاب فغادر مايكل وانتظر هو إلى لحظات ثم ترك الغرفة ومن ثم هبط إلى الطابق السفلي.. وجد والدته تعانق شقيقه بشدة مرحبة به في منزله من جديد.. شعر بأحدهم يمسح على ظهره فالتفت برأسه ليرى والده فابتسم والتفت بكلته وعانقه بشدة..
وبعد أن ابتعد عنه احتضن سيف شقيقه العائد من الغربة معبراً له عن مدى اشتياقه له ليبادله بذات الاشتياق ثم اتجه الجميع نحو غرفة المعيشة..
" حازم الابن الثاني.. طويل القامة عريض المنكبين.. لديه عينين زرقاء وشعر كثيف بني داكن.. وحصل على شهادة الهندسة بجامعة أمريكية معروفة وعاد إلى موطنه.."
قاطع دكتور أحمد الحديث الجانبي بين كلا من إياد وحازم وتساءل :
-ناوي تحضر الماجستير هنا ولا في أمريكا؟
كاد أن يتحدث لكن تحدثت والدته بحنق :
-بلاش نتكلم عن الدراسة النهاردة خالص
رد حازم ببساطة :
-مفيش مشكلة يا أمي.. انا بإذن الله بفكر اكمل دراستي في مصر
أومأ الوالد بخفة ثم نظر إلى الفراغ في صمت.. وتحدث حازم مع مايكل عن حياته ثم سأل عن يوسف فرد سيف :
-زمانه على وصول
حرك رأسه بخفة ثم نهض وهو يستأذن من الجميع واتجه نحو الحقائب ومسك بيد الحقيبة لكن سرعان ما تقدم سيف نحوه ومسك بالحقيبة بدلاً منه قائلاً :
-خليني أساعدك
تأمله إلى لحظات ثم ابتسم يخبئ حزنه خلفها وقال بصوت مبحوح :
-لاء خليك انت يا سيف.. انت كمان يعتبر جاي من سفر
زم شفتيه بأسف وترك الحقيبة فاتجه نحو الدرج ساحبا الحقيبة خلفه فلحق به وهو يقول بمزاح :
-أنت جاي بشنطة واحده ولا اي
قهقه عاليا وقال مازحا :
-كل واحد بقى يتحمل مسؤولية نفسة ويجيب شنطته من العربية
لكزة بخفة ثم دخلا إلى الغرفة جلس سيف علي الفراش بينما دلف الأخير إلى المرحاض.. فتح الصورة الذي أخذها من ملك يوم الرحلة تخيلها وهي تلتقط له تلك الصورة كأنها أمامه.. وجد نفسه يبتسم ثم أغلق الهاتف و وضعه في جيب سرواله...
خرج حازم بعد دقائق قليلة و وقف أمام المرآة يمشط شعره وتساءل باهتمام :
-أخبارك اي يا سيف مع الأميرة؟!
رفع عيناه إليه وقال بنبرة ندم :
-كبريائي ضيعني يا حازم
التفت إليه متجه نحو الفراش وهو يوبخه ببعض الكلمات الخارجة فارتفع حاجبية في تعجب وقال مبتسماً :
-لسه زي ما انت لسانك لسه قذر.. طيب انت سافرت بره ماتعلمتش منهم!
رفع أحد حاجبيه بثقه قائلاً :
-انا اللي علمتهم
ضحك ضحكة خفيفة فضحك الأخير وفي ذات اللحظة دخل يوسف فترك حازم الفراش وفتح ذراعيه إليه وعانقه بشدة قائلاً :
-توأمي وحشتني
مسح على ظهره وقال :
-وانت كمان وحشتني جدا.. حمد الله على سلامتك
ابتعد عنه لينظر إليه ومسح على شعره من الأمام كعادته وتحدث بمزاح :
-شعرك قصف يا صغنن
ضحك ضحكة خفيفة بينما استند سيف بظهره إلى الفراش وهو يقول :
-يا بني بطل بقى الكلام بتاعنا واحنا صغيرين ده
اتجها نحو الفراش وجلسوا عليه ثم وضع يده على شعر شقيقه يداعبه قائلاً :
-مقدرش انسا الكلام ده يا حيواني الأليف.. الطفولة كانت أجمل أيام
ابتسم سيف عندما تذكر تلك الكلمة التي قالها حازم للتو ويبدو أنه شرد في شيء ما.. بينما قال حازم مازحا :
-فاكر يا سيف لما فضلت تعيط عشان جدو كان عايز يذبح الأرنب
ضحك الثلاثة لكن سرعان ما توقف سيف عن الضحك عندما تذكر ذلك الموقف.. لم ينتبه إلى حديث اشقائه واشتاق لأيام كان همه عدم ذبح أرنب صغير.. تذكر دموعه التي هبطت على وجنتيه من أجل ذلك الأرنب واليوم هبطت دموعه من أجل فراق حبيبته..
قاطع شروده دخول إياد وجلس إلى جوارهم يحيط كتف يوسف وقال مبتسماً :
-أخيرا اجتمعنا من جديد
تحدث حازم بتأكيد :
-الــ four heroes مش هيفترقو تاني
تساءل إياد بمكر :
-معنى كده انك هكمل دراستك هنا؟!
كاد أن يرد إلا أن تحدث يوسف بدلا منه :
-طبعا هيكمل هنا.. ربنا يهديك يا حازم زي إياد كده
تحدث حازم بتأكيد :
-إياد كمل دراسته هنا عشان ماما كانت زعلانه من سفره.. أنا بقى قولت اكمل تعليمي في مصر من نفسي أفضل
***
جلست ندى علي أقرب اريكة تطلع حولها.. و بعد لحظات صدح صوت الهاتف في يدها فنظرت إلى شاشته التي تضيء باسم والدها.. زفرت بهدوء ثم أجابت عليه وبعد تبادل السلام بينهم تساءل في حنق :
-ممكن أعرف قاعدة عندك بتعملي ايه؟!
-هاجي بكيه بإذن الله.. عشان في مسابقة سباحة عايزه احضيها.. ويوسف زميلي هو اللي هيسبح
تساءل بعنف :
-أنتِ مالك ومال الواد ده؟!
ردت بحزن وخوف من طريقة حديثه :
-يا بابا زميلي وعايزه احضي البطولة دي
قبض قبضته وتماسك رغماً عنه وقال بهدوء يخفي خلفه حدته :
-أنا بنفسي هاجي اخدك بكره.. مش أنتِ قاعده عند ميادة
-ألاء قاعده في شقة فاضية تبع والد يوسف
صاح بعصبية حاده :
-بت أنتِ انا جبت أخري منك..
ثم تابع بحسم :
-أول ما هتيجي هنعلن خطوبتك على ابن عمك وغصب عنك
أنهى المكالمة دون أن يستمع إلى حديثها فنظرت إلى الهاتف في دهشة.. و وجدت نفسها تبكي لدقائق تضم قدميها إلى صدرها.. تذكرت والد يوسف ليزرع الأمل داخل قلبها من جديد على الفور مسحت دموعها بكلتا يديها وتناولت الهاتف وبحثت عن الرقم واتصلت عليه..
وضع الكتاب جانبا ونظر إلى شاشة الهاتف التي تضيء برقم مجهول ثم أجاب و وضع الهاتف على أذنه بعد تبادل السلام بينهم ذكرته بنفسها فرحب بها.. تنهدت بعمق وقالت بهدوء :
-أنا محتاجة مساعدة من حضيتك
-تكلمي انا سمعك
بدأت تقص عليه ما حدث بينها وبين والدها وهي تبكي في ذات الوقت دخلت زوجته وأخبرته بإن الغداء جاهز فأومأ بالإيجاب فخرجت مغلقة الباب خلفها.. عقب انتهاء حديث ندى طلب منها رقم والدها واسمه بالكامل قالت اسم والدها بالكامل واستأذنت لدقائق حتى تعثر على الرقم داخل الهاتف بينما تساءل دكتور أحمد في دهشة :
-عبد الرحمن ياسين؟!.. انتو عايشين في الاسكندرية؟!
ردت بتلقائية :
-احنا كنا فعلا في اسكنديية لكن حاليا احنا في شيم
أخذ شهيقا قويا وزفره بهدوء ثم تحدث في دهشة :
-أنا عارف والدك كويس ومش عايزك تخافي من حاجة.. ابعتيلي العنوان ورقم التلفون في رسالة
***
جلس الجميع حول مائدة الطعام وبدأت دكتور فاطمة تضع الطعام المفضل لدى مايكل أمامه نظر إلى الطعام وقال بجدية :
-مش هقدر اكل كل الاكل ده
-انا عملت الأصناف دي عشانك.. وبعدين انتو خارجين من ثانوية عامة ولازم تاكلو كويس
قال إياد بمزاح :
-أنت جيت للي مش بترحم في الأكل يا مايكل
ضحك مايكل ضحكة خفيفة وبدأ يتناول الطعام في صمت.. نظرت إلى زوجها الذي ينظر إلى الفراغ بشرود ويمضغ الطعام ببطء شديد فتساءلت بالهمس :
-مالك سرحان في ايه؟!
فاق من شروده لينظر إليها وابتلع الطعام ثم تحدث بهدوء :
-نتكلم بعد الغدا
أومأت موافقة وتناولت الطعام نظر إلى المائدة ليبتسم ابتسامة خفيفة داعياً ربه أن يجتمعون على الخير دائماً.. ثم بدأ في تناول الطعام بعد الانتهاء من الطعام جلسوا داخل غرفة الصالون.. وضعت ريم صينية العصير أعلى المنضدة ثم جلست إلى جوار دكتور فاطمة.. أخذ حازم كوب عصير وتساءل باهتمام :
-خلتو هدى وساره عاملين أيه؟!
ضيقت عيناها قليلاً وقالت بمكر :
-على اساس ان ساره مش بتقولك الاخبار اول بأول
رفع حاجبيه في دهشة فضحك مايكل ضحكة خفيفة وقال مازحا :
-متعملش مش فاهم على الدكتورة يا حبيبي
-اصله فاكرني مش فاهمه وعارفه كل حاجة يا مايكل
حرك رأسه في كلا الاتجاهين بينما تحدث إياد بجدية مصطنعة :
-خلاص يا جماعة عارفين ان حازم وساره مرتبطين ببعض
لكزه شقيقه ناظرا إليه في دهشة من صراحته الغير متوقعة بينما قالت ريم في سعادة :
-يا زين ما اختارت يا حازم.. ساره كيوت وعسوله جدا
قالت دكتور فاطمة في ثقة :
-طبعا هو هيلاقي احسن من بنت أختي فين
تدخل يوسف في الحوار قائلاً :
-طبعا مش بنت اختك لازم تقولي كده
نظرت إلى ريم بابتسامة واسعة قائلة :
-ريم بقى خير البيت حقيقي
أكد دكتور أحمد علي حديثها فانتقلت ببصرها نحوهم متمتمه بالشكر فقال مايكل بمزاح :
-تصدقوا قشعرت
ضحك الجميع عدا سيف الذي في عالم أخر وكما يقولون " ولنا في الخيال حياة.." لكن خياله مؤلم كحياته تماماً.. يتألم داخلياً دون أن يشعر احد به يشعر بالاشتياق إليها كان مثل هذا الوقت يراها في أي مكان.. ليجد نفسه يتخيلها كأنها أمامه بالفعل فاغمض عيناه بلهفة محاولا طرد تلك الأفكار والتخيلات من رأسه ويتمنى ينجح في ذلك..
خرج حازم إلى حديقة القصر بينما نظر يوسف إلى شقيقه ونداه بصوت منخفض لينظر إليه بعدم وعي لكن سرعان ما استعاد وعيه.. سأل عن الذي كان يأخذ عقلة ليرد بهدوء ونبرة نعاس :
-النوم.. هطلع انام شويه
نهض عن المقعد واستأذن من الجميع ثم اتجه نحو المصعد ومن ثم إلى غرفته.. بعد لحظات نهض دكتور أحمد عن المقعد قائلا :
-فطوم تعالي معايا عايزك
نهضت عن الاريكة وسارت بجواره بينما نهضت ريم وصعدت إلى الطابق العلوي لتطمئن على طفلها.. دخلا إلى غرفة المكتب وجلسا على الاريكة ونظر إلى الفراغ في صمت يفكر بماذا يبدأ.. لتشعر هي بالقلق فتساءلت :
-مالك يا حبيبي.. من وقت الغدا وأنت سرحان
-اه فعلا في موضوع شاغل تفكيري
ظهرت علامات القلق على وجهها وقالت بصوت منخفض من فرط تأثر القلق عليه :
-قول أنا سمعاك
نظر إليها إلى لحظات ثم تحدث بوضوح :
-البنت اللي جت مع يوسف هنا وقولتي بعد ما مشيت فيها شبه من يوسف وحاسة انها واحده مننا.. احساسك صح دي ندى بنت أختك
جحظت عيناها في دهشة لكن في لحظة اجتمعت دموعها حول مقلتيها وقالت بنبرة بكاء :
-ندى!.. أنت متأكد يا أحمد.. ممكن يكون سوء تفاهم أو تشابه أسماء
أخبرها بالمكالمة التي دارت بينه وبين ندى فهبطت دموعها على وجنتيها وقالت بنبرة مرتعشة من آثر البكاء :
-أخيرا ندى هترجع لحضن والدتها.. هو لسه في اسكندرية؟!
رد بأسف :
-لا احنا كنا بندور عليه في المكان الغلط.. ده استقر في شرم
-اتصل بندى خليها تجي بكره.. وانا هكلم هدى عشان تيجي
رفع يده صوب وجنتيها ومسح دموعها ثم تحدث بهدوء :
-هطلب من يوسف يجيبها البيت بعد مسابقة السباحة وهتكلم معاها بهدوء
***
"قاعة السباحة.."
دلف إلى الغرفة الخاصة بتبديل الثياب وارتدي سروال قصير أسود من خامة الجينز تاركاً صدره عاري.. ثم مسك بثقل رياضي وبدأ يرفع يده بها كي يقوى عضلة ذراعه وصدره أيضا.. دخل سيف وجلس إلى جواره وتساءل باهتمام :
-لسه كتفك بيوجعك؟!
قال وهو يرفع أحد الأثقال الرياضية إلى صدره :
-الحمد لله يا سيف أفضل من الاول
أومأ بالإيجاب ثم تحدث بضيق شديد :
-ملك تقريباً مش جايه
-أسأل ندى عليها أو لو معاك رقمها كلمها
مسح على وجهه وهو يقول بأسف :
-مش معايا رقمها
دخل مايكل يصفق تشجيعا لصديقة قائلا :
-يلا يا چو استعد يا بطل
ترك الثقل و قبض قبضته بحماس قائلاً :
-أنا جاهز
نهض عن المقعد وربت على كتف شقيقه ثم خرج متجه صوب المدرجات وجلس على المقعد المجاور إلى ندى.. بينما دخلت مديرة المدرسة إلى الغرفة و وقفت تشجع يوسف ببعض الكلمات التحفيزية ثم تحدثت بابتسامة واسعة :
وحتى لو بعد الشر خسرت أنا فخورة بيك
ابتسم متمتما بالشكر فتركت الغرفة وخرجت وقال مايكل مداعبا :
-المديرة بنفسها جايه تشجعك.. مين قدك يا عم چو
في الخارج صدح صوت هاتف ندى فأجابت فورا عندما رأت اسم ملك وتحدثت معها إلى لحظات.. وبمجرد أن سمع اسمها من ندى دق قلبة داخل صدره دقات مؤلمة.. ليس كأي ألم بل ألم اشتياق حاد يقطع قلبة إلى أشلاء.. استند بجبينه على قبضتي يديه وبعد أن أنهت ندى المكالمة أدار رأسه ناحيتها وتساءل على أمل أن يسمع إجابة تداوي قلبة :
-ملك هتيجي؟!
زمت شفتيها بأسف وهي تومئ بالنفي فعض على شفا السفلية من الداخل بينما قالت ندى :
-بتسلم عليك أنت ويوسف
قال بصوت منخفض ممزوج بالحزن الشديد :
-الله يسلم قلبها
كانت تجلس مايا على المقعد الذي خلف مقعد سيف وأحاطت عنقه بذراعها وهمست في أذنه بابتسامة واسعة :
-وحشتني جدا يا سيف
ازاح يدها عن كتفه بعدم قبول وقال بنبرة ضيق واضحة :
-أنتِ كمان يا مايا
لاحت ابتسامة جانبية على ثغرها ثم استندت بظهرها إلى المقعد واضعة قدم فوق الأخرى.. جز أسنانه وقبض قبضته بقوة على عدم وجود ملك فقد اشتاقت العيون لرؤية عيناها وجمال وجهها القمحاوي.. يود أن يحتضنها بأضلاعه بقوة حتى يدخلها إلى قلبه المشتاق إليها بشدة حتى نزفت دموعه.. رفع يده على صدره يمسح عليه بلطف عل الألم يختفي لكن بلا جدوى فقبض على سترته بقوة..
جلس خالد على المقعد المجاور إلى سيف وفتح بوستر كبير يحمل صورة يوسف.. فانتبه سيف إليها وأعجب بها كثيراً بينما مسكت ندى بالطرف الثاني وحاولت سحبه لكن سحبها خالد ثانية لكنها حافظت على امسكاها جيدا.. قال بحسم :
-معلش يا ندى انا اللي عملتها وصرفت عليها
ندى بتذمر واضح :
-وفيها اي لو تتنزلي
-عشان دي فكرتي
قال كلماته ببساطة فزفرت بسأم وحاولت سحبها ثانية لكنه رفض.. مسكها سيف من المنتصف وقال في حنق :
-بطلوا شغل الحضانة ده.. سبيها يا ندى وبعد المسابقة تخديها
تركت البوستر له ونفخت في شدقيها بغضب واضح.. أعلن الحكم على بدأ المسابقة فخرج الخمسة متسابقين لتصفق ندى بحرارة وزملاء يوسف يهتفون باسمه كما يهتفون زملاء المدارس الأخرى للطالب المشترك مسح يوسف على كتفه الذي يؤلمه ثم انتبه إلى الحكم جيداً.. وبعد لحظات حرك العلم فقفز الجميع في المياه في وقت واحد.. وقف مايكل على حافة أمام السباحة يحفز صديقة عن قرب بينما شعرت ندى بالتوتر و وجدت نفسها تمسك بيد سيف بقوة فنظر إليها يجز أسنانه وترك يدها وهو يقول بسأم :
-ندى توتري لوحدك لو سمحتي
لكزته بخفه وانتبهت إلى يوسف لتجد نفسها تقبض على ذراع سيف فرفع حاجبيه يحرك رأسه في كلا الاتجاهين بسأم ثم نظر إلى ساعة يده... تحرك يوسف في المياه بمهارة وهو من يتحكم في المياه وليس العكس دخل دكتور أحمد القاعة وجلس على أحد المقاعد وعيناه على المتسابقين.. بينما وصل يوسف إلى الحافة أولاً ثم سبح من جديد عائداً إلى البداية لكن ليس بذات السرعة بل أبطأت حركته وتغلب بعض المتسابقين عليه.. فوضع مايكل يديه خلف رأسه يحملق به في دهشة بينما مسكت ندى بيد سيف ثانية في توتر لينظر إليها بحده لكونه لا يفضل من يجعله يتوتر..
ثم نظر إلى الأمام ليتفاجأ بحركة شقيقه البطيئة لينادي مايكل طالبا منه أن يحفزه.. فأخذ يناديه بينما هتف جميع الزملاء باسمه استمع إليهم ليتغلب على ألم كتفه وعاد إلى سرعته وأكثر.. بدأت تحرك قدميها في توتر فنظر إلى قدميها في تذمر وسحب يده من أسفل يدها قائلاً بسأم :
-بس بقي بطلي توتريني معاكي
-يعني اتوتي لوحدي
وضع يده على عينيها وهو يقول بحنق :
-بلاش تشوفيه وارحميني بقي
أبعدت رأسها عن يده وقالت بجدية :
-خلاص مش هوتيك
تنهدت بهدوء ونظرت إليه من جديد لتراه تغلب على المتسابقين فاتسعت ابتسامتها.. وقبل أن يصل إلى البداية بلحظات بدأ مايكل يشجعه أكثر وأكثر حتى وصل إلى النهاية واضعا ذراعيه على الحافة يلتقط أنفاسه بصوت مسموع.. قبض سيف قبضة النصر ثم ترك المقعد وكاد أن يتجه نحو شقيقه لكن غير مساره نحو والده بمجرد أن وجده.. صعد عن المياه ليستمع إلى هتاف الطلاب القوى فابتسم إليهم لكن سرعان ما اختفت عندما شعر بألم كتفه واتجه صوب الغرفة لحق مايكل به ودخل الغرفة متسائلا :
-مش فرحان بالفوز ولا أي يا چو؟!
-بالعكس فرحان لكن كتفي وجعني
جلس على المقعد ضاغطا على كتفه بشدة ودخل والده يبارك له وتليه سيف الذي يتساءل باهتمام واضح :
-دخلت ليه قبل استلام الجائزة؟!
بينما نهض يوسف عن المقعد واحتضن والده قائلاً :
-الله يبارك لنا فيك يا بابا
ثم ابتعد عنه ونظر إلى شقيقه و رد على سؤاله بنبرة ألم :
-كتفي وجعني
قال بحسم :
-لازم تروح لدكتور عظام
أومأ بالموافقة ثم جلس على المقعد بينما تحدث دكتور أحمد :
-سيف استلم أنت الجائزة
نفذ رغبته وخرج من الغرفة ولحق مايكل به بينما مسح على كتف ابنه وقال بهدوء :
-الف سلامة عليك يا چو.. انا هستناكم في العربية وخلي ندى تيجي معاك
أومأ بالموافقة فخرج من الغرفة بينما أخذ يوسف ستره من حقيبة الظهر خاصته كي يرتديها.. وبعد لحظات دخلت ندى ويبدو عليها القلق الشديد وتساءلت بلهفة :
-ليه مش استلمت الجائزة بنفسك؟!
ثم جلست إلى جواره وهو يجيب عليها بهدوء:
-كنفي وجعني
نظرت إلى كتفه اليسار ثم عادت بالنظر إليه في حزن قائلة :
-ألف سلامة عليك.. بإذن الله هتطلع حاجة بسيطة..
ثم أطرقت رأسها وتابعت بنبرة ضيق :
-كان نفسي أفضل معاك لحد ما تخلص كشف لكن بابا مستني
نظر إليها عاقدا بين حاجبيه وقال بهدوء :
-بابا كان عايزك تقعدي معانا النهاردة قبل السفر
-مش هينفع يا يوسف.. المهم ابقى كلمني انا قلقانه جدا
رغم شعوره بالحزن على فراقها إلا أنه ابتسم لتشعر بالاطمئنان وقال بجدية :
-أنا معاكِ حتى لو مش جنبك.. المهم هتوحشيني
أطرقت عيناها بحزن وقالت بصوت منخفض :
-وأنت كمان هتوحشني جدا.. طمني عليك وكلمني عشان أعيف الدكتوي قال أي
أومأ بتأكيد وأوصاها على نفسها فأومأت موافقة ثم صافحته كي تودعه ونهضت عن المقعد متجه نحو الخارج بخطوات بطيئة.. وقفت أمام الباب والتفتت برأسه إليه وقد لامعت عيناها من الدموع ومع ذلك ابتسمت ثم تحركت بخطوات واسعة وهبطت دموعها على وجنتيها.. فالأيام بقربة مضت سريعاً ولم يكن الوقت في صالحها أما عن قلب العاشق فلم يعد يشعر بقلبة فيبدو أن حبيبته أخذته بين يديها ورحلت
***
بعد مشاجرة بين مالك و والده استمرت إلى دقائق ليست قليلة.. تركه ودخل غرفته مغلقاً الباب خلفه بقوة.. نظرت ملك إلى والدها بنظرة عتاب واضحة ثم نهضت متجه صوب غرفة شقيقها و وقفت تدق الباب ودخلت مغلقه الباب بظهرها وقالت بحزن :
-ماتزعلش نفسك يا مالك.. نصبنا كده
قبض قبضته وقال من بين أسنانه بحده :
-ليه يعمل معانا كده؟!.. بابا مش فقير عشان يحرمنا من حاجة نفسنا فيها
قالت محاوله تهدئته :
-أنت يعني مش عارف بابا.. يخاف على الفلوس زي عينه
حرك رأسه في كلا الاتجاهين بعدم اقتناع وتساءل في حيرة :
-مش المفروض انه يحافظ على الفلوس دي عشانا؟!..
جلس على حافة الفراش وتابع مضطرا :
-يا ملك انا عايز منه بس مصاريف السفر
تنهدت بحزن وجلست إلى جواره واضعه يدها على كتفه برقه وقالت بنبرة احتياج واضحة :
-عايز تسافر ليه يا مالك؟!.. أنت عارف اني ماليش غيرك
ادار رأسه ناحيتها وقبلها على جبينها بحنان ثم مسك بيدها وقال بجدية :
-أنا وأنتِ مالناش إلا بعض.. بس لازم أسافر أدرس أخر سنه بره واشتغل ويبقى معايا فلوس عشان لو عوزتي اي حاجة اجبها لك
استندت برأسها على كتفه تتنهد بعمق وتشعر بالحزن الشديد في ذات اللحظة دخلت والدته الغرفة ووقفت أمامه وقالت بحزن :
-خلاص يا مالك اقنعت والدك على السفر
ابتسم بخفة وقال ساخراً :
-والله فيه الخير
ربتت على كتفه وتنهدت بضيق قائلة :
-يا حبيبي أنا يهمني راحتك
ثم قبلته على رأسه بحنان وخرجت مغلقة الباب خلفها رفعت ملك رأسها عن كتفه تطلع إليه وقالت مبتسمه :
-خلاص بقى ماتزعلش أهي اتحلت
-بعد الذل يا ملك؟!
ضربته على كتفه وقالت بحنق :
-لاء يا مالك مفيش ذل بين الابن والأب
-خلاص يا ملك لو سمحتي
***
دخل الغرفة ممسكا بمرفقها بقوة وتركها بعنف حتى كادت أن تسقط لكن لحقت بنفسها وتطلعت إليه في رهبة.. أشار إليها بسبابته وهو يقول بحده مفرطة جعلت من بدنها ينتفض بفزع :
-أنا عايز أفهم أيه اللي موديكي شقة الواد ده؟
ابتلعت لعابها بصوت مسموع وتحدثت بنبرة مرتجفة :
-هي شقة والده يا بابا.. وأ أنا فـ فضلت مايوحش عند مياده عشان عندها اخوات شباب
-ده مش مبرر وكان ممكن تقعدي في فندق
قال كلماته باندفاع حاد لتتسع عيناها في فزع وشعرت بالقلق أكثر عندما دخلت زوجته نوران ووقفت عاقده ذراعيها أمام صدرها تطلع إليها ببرود.. نظرت إلى والدها بنظرة خوف وقالت محاوله اقناعه :
-هو بدل ما اقعد عند مياده أو اقعد في فندق سلمني مفتاح الشقة أقعد فيها
قالت بلؤم :
-دي قلة أدب منك يا ندى هانم
لتنظر إليها في دهشة ثم تحدثت بنفاذ صبر :
-هو وصلني لحد العماية " العمارة" ومشى
رمقت زوجها بنظرة خبث سريعة وقد رفعت أحد حاجبيها وهي تقول بوقاحة :
-واحنا نعرف منين أنه ماطلعش معاكي!
صعقت من حديثها وتقدمت خطوتين من والدها تشير إلى نفسها وهي تسأل والدها في رهبة :
-بابا انت مصدقها؟!.. بتشك في اخلاقي؟!
اندفعت زوجته في شراسة ممزوجة بالخبث :
-وهي فين اخلاقك دي اصلا لما تقعدي في شقة مع واحد ماتعرفيهوش
جحظت عيناها في دهشة كما لمعت بحمرة الغضب واندفعت بنفاذ صبر :
- انا ماسمحلكيش تقولي عليا كده والحمد لله انا عايفه اخلاقي كويس وعايفه الصح من الغلط.. ولو كنت بعمل غلط ماكنتش قولت أني قعدت عنده
-أنتِ ازاي تكلمي معايا كده
أشار عبد الرحمن إليها وقال بحسم وبنبرة حاده مفرطة :
-أنتِ تنسي الولد ده خالص ولا تكلميه.. وابن عمك هقوله يجي بكره وغصب عنك تقبلي وتقعدي معاه فاهمه..
ثم مد يده إليها وقال بحسم :
-هاتي تلفونك
هبطت دموعها على وجنتيها بغزارة وفتحت سحابة حقيبة يدها وأخرجت الهاتف ومدت يدها به دون تردد أو تعقب على طلبه للهاتف وأخذه من يدها بعنف حتى فلت تأوه منخفض من بين شفتيها.. ثم مسك بمرفق زوجته وخرجا من الغرفة واغلقها بالمفتاح ركضت هي إلى الباب ووقفت تقرع الباب وقالت ببكاء هستيري :
-أيجوك يا بابا بلاش ابن عمي يجي بكيه خليه يجي بعد يومين.. أيجوك
وقف أمام الباب يستمع إلى حديثها كما أنه وافق بينه وبين نفسه حتى تهدأ ابنته قليلا ثم تنهد بعمق وتحدث بنبرة خشنة:
-خلاص هقوله يجي بعد بكره
ابتلعت لعابها الممزوج بالبكاء وجلست على الأرض تضم قدميها إلى صدرها وشهقت من كثرة البكاء وأخذت تنادي ربها تارة و والدتها تارة أخرى
***يتبعرايكم يهمني جدا بحبكن 💙💙💙💙🌺..
بعتذر عن التاخير 😞😞💔..
أنت تقرأ
عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..
Romanceممنوع النقل أو الاقتباس ..الرواية حقوق النشر محفوظة ✋✋ .. الحب الحقيقي والصادق لن يؤثر عليه الفراق ..بل يزداد الحب أكثر بفضل الاشتياق ويبقى في القلب حتى موعد اللقاء .. اخر لقاء بينهم ليس وداع بل بداية عشقهم .. كبريائه منعه أن يعترف بعشقه لها وعندما...