شمسٌ ذهبيّةٌ ناريّة تنزلِق ببطئٍ إلى ما وراءِ سهلٍ لا يُرى في أفقه إلا آلافٌ وآلاف من زهورٍ صفراءَ عابِدة لظلّ شُعاعٍ دافئ .
روحٌ اتّخذت هيئةَ حُبٍّ في جسدٍ نُحتَ بِانعِكاسٍ ملائكيّ ، تُحادِثُ بِلُغتِها من تمنعُ خصلاتِها مِن ردِّ مُشاكساتِ نسيمٍ يُطاير بتلاتٍ في مجراه .
خربشاتٌ حمراء على وجنَتيها امتدت حتّى انثنائاتِ أذنِها التي تزيّنها أقراطٌ تكتسِبُ جمالاً من ملامِحها ، شفتانِ قليلةُ الانتفاخِ ورديّتان متباعدتان بِخفّة وعينان بحجرينٍ من ذهبِ كنوزِ العالمِ خُلقت تشِعُّ بريقاً بينَ جفنينِ مُسدلينِ كستائِر تُحاوِلُ بجهدِ إخفاء تلكَ الكنوز .
"بنقائكِ هذا حافِظي عليه .. هذا الحبُّ ، وذلكَ الفَتى !"
من بينِ رفيقيهِ انسحبَ مُبتعدِاً ، استلّ من جيبِهِ هاتِفهِ باحِثاً بينَ الأرقامِ وفي الأسماءِ حتّى وجدَ شخصه . مُترددّاً كانَ إبهامَهَ لإطلاقِهِ إذنَ الإتّصال حتّى ابتَسمَ سهواً عندما اعادَ قراءةِ الاسمِ الذي أعادَ كِتابَتهُ في سَحَرِ ليلتِهِ المندثِرة .
في سماءِ الشّفق إثرَ تبعثُرِ أشعّةِ الغروبِ الأخيرة فيها ، حدّقَ وشردَ مُتذكراً مُنصِتاً لكلامٍ يُتلى بينَ حقيقةِ روحِهِ ونبضِ قلبه .
" ... هذهِ السّماءُ تُشبِهُنا ، أنتِ وأنا ! "
بَدى أنّهُ تراجعَ عن الاتّصال واستبدلهُ برسائل نصيّة كانت كالتّالي :
- يوو سينباي ! ヾ(๑╹◡╹)ノ"
- لقد عدنا للتّو .
- هل ستأتين ؟ غوجو سينسي قالَ بأنّ أمراً مُغايراً استعجله لذا لن يأتي .
- اتّصلي بي عندما ترَين هذه . اراكِ لاحِقاً ! ∩^ω^∩أعادَ خطواتِهِ نحوَ الفصلِ الذي يدرسُون بِه واستقَلّ كُرسيهِ يُزعِجُ القُنفُذَ رِفقةَ ثالثتِهم العسلية .
" .. بدايةً سأعتذر عن التّأخير وسأعتذر لقدومكم بينما يُفترض أنّكم ترتاحون ، لن أُتعِبكُم كثيراً فهذا آخِرُ درسٍ سأعلّمكم أيّاه . وبإنتهاءِ دوري معكم حالياً سأدعوكم لنحتَفِل ونُقيم وليمةً لطيفة بالطّريقةِ التي ترغبون وبما تُريدون على حِسابي بِشكلٍ كامل ! "
هتفَت ميساكي بعدَما حيّتهم فورَ دخولِها الفصل ، ابتسمَت ثمّ قهقهت في آخِرِ كلامِها وحرّكت سبابتيها بشكلٍ دائريّ لطيف ناشرَةً حيويّتها وطاقتها في المكان .
رفعت نوبارا يديها بِحماس وبدأت تتلو ماتشتَهي تناوُلهُ بدءاً من الآن ، ميغومي مُستاء ويوجي يضحك . طلبَت الهدوء وبدأت بنسخِ معلوماتِها الأخيرة إليهم .
كانَت ليلَةً صاخِبة شاركَهم مُعلّمهم معصوب العينينِ في وسطِها ، عادَ بعدها الجميعُ إلى مضاجِعهم في الثّانوية لينالوا قِسطهم الكافي من الرّاحة .
متمدّداً على سريرِها ، وجهُهُ قربَ وجهِها يضحكُ مُحتضِناً جسدها . ويبدو أن حاجِز الإحراجِ المفرط قد كُسِر من جهتِه لكنّها ازدادَت احمِراراً هِي ، تُلامِسُ بشرةَ خدّيهِ بأطرافِ أنامِلٍ ناعِمة تستكشِفُ بِها تفاصيلاً أكثر لُطفاً مُستشعِرةً دفئ جِلده .
أنت تقرأ
جوجيتسو كايسن || كنزيَ القُرمُزيّ
Fanfictionظَهَرت فَجأةً فِي حَيَاتِه .. أنَارَت ظَلامَهُ و أزهَرَت خَريفَه .. رَوَت جَفافَهُ وأدفَئت بَردَه .. عَوّضتهُ عَن كُلِّ ما فَقَدهُ وكَانت لهُ الحُضُنَ الدّافِئ والحُصنَ الأمِين من ظُلم الحَياةِ وقَسوَتِها .. اعتَبَرها مَنَارَتَهُ و كَنزهُ العَظِ...