03

476 28 17
                                    


رفع يوجي رأسه بتعب وخمول .. لكن النغزات المؤلمة في نهاية حلقه جعلته يستلقي مجددا ..

حلقه كان جافا ، باردا لدرجة كبيرة تلك البرودة الحارقة التي تلسع ..كما لو ان ملايين من شظايا الجليد الحادة تتمركز هناك جاعلتا تنفسه صعبا ناهيك عن الكلام

تنفس بقوة بينما خرج صوت انين ضعيف من بين
شفتيه ، تتالت قطرات الدمع من جانبي عينيه ليمتصها قماش الوسادة الأبيض

رغم اعتياده على انهياراته السنوية بحيث يتفاقم مرضه اكثر في الشتاء ..الا انه بكل مرة يحدث بها هذا يزداد معه الألم كما لو ان حالته تزداد سوءا

أغمض اعينه بالم، بحزن، بقلق ..كانت كل تلك المشاعر تتراقص بداخله تجعله اكثر اضطرابا
كانت ايامه تقل ، تنقص بدون اي تقدم معه ...

  استدار ليواجه النافذة وشعره ينسدل على الوسادة..إنه الفجر الآن الوقت الذي يتشابك به الظلام والنور معا...

كان هذا الوقت  كذلك الذي اعتاد على الإستيقاظ فيه دوما ، رغم انه يمكنه نفي بعض الأيام التي لايستطيع بها تحريك اي طرف..مما يظطربهالحال  الى امضاء اليوم كله مستلقيا...تحت تهديدات سكونا بعدم سماح له بالذهاب حتى ألى الحديقة ولو كان بخير

التفت للجهة الأخرى حيث تم وضع وعاء
صغير منقوش برسومات حمراء على شكل عقد ...
به ساءل أحمر يكاد يكون اسودا من شدة دكانته

بريق من الحزن قد مر على تلك الأعين الذهبية التي باتت اكثر ذبولا ..كما لو ان اشراقتها قد سلبت منها
تحدث بنغمة هادءة وغير واضحة«رغم انني أخبرته ان يكف عن ذلك »

اعاد رأسه محدقا بالسقف الخشبي الفيلا كلها مبنية بنمط تقليدي ...الصمت المتقع هو كل ماجال بأنحاء الغرفة...

بشرود واضح مايزال يحدق بسقف كما لو
انه يغرق بمكان ما

لكنه لم يستمر كثيرا لذا وبصعوبة حرك يده ناحية
الوعاء الأبيض قربه ..محاولا الإستناد بالأخرى
ليجلس على ركبتيه ..

قرب الوعاء من فمه ..لكن حينما لامس شفتيه ارتجفت يديه ..أغمض عينيه واحكم يديه على الوعاء ، دافعا اياه ليبلعه كله بمزيج بين الخوف والألم

وضعه بمكانه مردفا بخفوة «انا حقا لا أستطيع معارضته» كانت نبرته ساخرتا بعض الشيء ..لكن تشبث بها القليل من القلق

لايعرف كيف يصوغ مشاعره ..يشعر كما لو ان دودة
كبيرة تلتهمه من الداخل وتجعل ألما فضيعا يعتصر روحه

وضع يده على فمه عند احساسه بطعم المعدني نهاية حلقه ..استعدادا لنوبته ...ذلك الشعور المؤلم عند سعاله ..كما لو ان حلقه يتم تمزيقه ..أخذ المنديل الأبيض في طرف الفراش يضعه على فمه كي لايلطخ ملابس ويديه

..هسهس بألم عندما وقف متشبثا بالباب الخشبي  كي لا يقع متنفسا باظطراب، احس ببعض الدوار لكنه تمسك اكثر متحاملا على نفسه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 13, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لأجلك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن