أين الملجأ؟
خرجت من الغرفة لأشرب شيئا من الماء لأن حلقي جف بشكل تام، صدمت برؤية عمي أمير جالسا في الصالة يحتضن وجهه بكفيه، ثم سمعت صوت أمي تخاطبه متسائلة:
" لا تقل لي أنك ستلغي الزفاف الآن؟ ما ذنب البنت؟"
تناسيت جفاف حلقي وركضت بسرعة صوب الأرائك حيث يجلس ثم صرخت:
" لا تنهي علاقتك بدانا! لا تنتقم منها بسببي"
رفع بصره نحوي بعينين متهالكتين ثم قال:
" هي التي تلح على فسخ الخطوبة، بالنسبة إلي لو تم نشر فضيحة أكبر عنها ما كنت لأتخلى عنها... أنت دمرت كل شيء"
هبطت على الأرض أمامه ومددت يديّ نحو ذراعه لأحتضنها ثم بكيت متوسلة لأن يسامحني مبينة له أنني ضحية. سحب ذراعه بعيدا عني ثم نهض واقفا وقال لأبي:
" هيا بنا لنذهب"
خاطبتني أمي بجفاء قائلة:
" ستأتين معنا"
نظرت نحوها بدهشة وقبل أن أسأل عن وجهتنا باغتتني بإعلامها لي أننا سنذهب إلى بيت أهل آدم طلبا للسماح والتعويض عن الأضرار. رفضت الذهاب معهم والرعب يتملكني من مجرد تخيل أنني سأخطو بيتهم وأقابل نظراتهم الغاضبة وبالتأكيد لن يلجؤوا إلى اللباقة في حديثهم معي. ومع ذلك أصر ثلاثتهم علي للخروج وحتى أن أمي لم تسمح لي بتبديل ملابسي؛ فإلى هذه اللحظة ما زلت أرتدي زي المدرسة.
نزلت السلالم غصبا معهما وفي اللحظة ذاتها كان آدم يهم بدخول كراج المبنى عائدا من الدوام، حينما لمحنا توقف وأخرج زامورا من سيارته ليلفت انتباهنا جميعنا إليه.
اتجه نحوه أبي ولحقناه كلنا. تساءل آدم عن وجهتنا فأوضح له عمي أمير بنيتهم في الذهاب إلى بيت أهله بهدف الصلح. أبدى موافقته على الفكرة ثم قال:
" سآتي معكم"
هز عمي أمير رأسه وقال:
" حسنا، أمّن سيارتك في الكراج وتعال معنا لدينا متسع في سيارتي"
لكنه قال معترضا:
" لا سآتي بسيارتي ورغد ستركب معي"
أظهر أبي استياءه من اقتراح آدم لكنني وافقت دون جدال، وتجاهلت رفض أبي واتجهت نحو المقعد الأمامي وركبت إلى جانبه. لمحت عرقا متشنجا في وجه أبي الغاضب لكنني لم آبه له.
قررت أمي اختصار المشاكل وحثت أبي على المسير باتجاه سيارة عمي وتركي مع آدم. في النهاية أطاع رغبتها مكرهًا وعيناه لا تفارقانا.
تجنبت بدء أي محادثة معه لأنني لا أعرف حاليا كيف يفكر، أو ما يجول في خاطره. وانتظرت منه أن يبدأ هو. أرجع السيارة صامتا إلى الخلف ليعود إلى الطريق الرئيسي ثم انطلق خلف عمي إلى وجهتنا. لم يطل في سكوته وقد قرر كسر حاجز الصمت قائلا:
أنت تقرأ
وللحب بقية
Romanceمغامرات رغد لم تنته بعد بل هي على وشك البدء بمغامرات أكثر إثارة... حب.. غموض.. قتال.. تشويق.. أسرار ...كل ذلك وأكثر تجده رغد في حياتها المليئة بالفوضى والدراما فهل ستجد من يحتويها؟ وهل سيتمكن هو يوما من ترويض غرورها؟ هذا هو الكتاب الثاني من سلسلة حب...