.
.
.أبيض، أبيض، يتراكمُ حولي الكثيرُ من الأبيض.
وبسببِ الأبيض بِتُ خائفاً جداً، شعرتُ حقاً وبطريقةٍ ما أن كلّ شيء من حولي يتحول للأبيض.
هل فقَدت الحياة رونقَها اللامع بالنسبةِ لعيناي المُتألِمَة؟
لم أستطِع البوحَ عن الأبيض الكثيف حولي لأحد، استمرّيتُ بتجاهُله، لكنهُ كان مُرعباً جداً حينَ اقتحمَ ألوان قوسُ القزَح الثمينة الخاصة بكيّو.
وبالرغمِ من الدفء الذي يبعثهُ وجود كيّو، وشعوري الدائم بأنهُ شمسي المُشرقة، آلمَني أنهُ أيضاً يتحول للأبيض.
سألتُ العمة يوشيوكا المصابة بسرطان الرئة حينَ كنتُ جالساً بالقربِ منها في حديقة المشفى :
"هل يشعرُ المرضى المحكوم عليهم بالموت بأنها النهاية؟"
نظرَت إليّ نظرة حانية جداً، شعرتُ بعيناها تمتلئ بالدموع، شعرتُ بالندم لمَ تفوهتُ به، وَلكني لم أجِد غيرها لأسأَله، تحدَثت بصوتٍ هادئ :
"أعتقد هذا، حينَ توفي زوجي أخبرني قبلها بأسبوع أنهُ لم يستطع الاكمال معي، ولم أعي ما قالهُ إلَّا حينَ تركني بمفردي."
أطلقَت تنهيدة عميقة، كنتُ سأعتذر لكنها اردفَت :
"ولكنك يافعٌ جداً لتشعُر بهذا يا صغيري."
اتسعَت عيناي وشعرتُ بالألم، الألم الذي حطمَ صدري، أنزلتُ رأسي أُكافح بألّا أبكي وهمست :
"أنا راضٍ بهذا، لا بأس، أعتذر إن قمتُ بازعاجك، سأذهبُ الآن."
نهضتُ ماسكاً أنبوب الأكسجين خاصتي، انحنيتُ لها وهمست :
"شكراً جزيلاً."
تحركتُ من مكاني وأنا لا أرى أمامي من كثرةِ الدموع التي تُبلل عيناي، توقفتُ أستند على جذعِ شجرة البرتقال الكبيرة وأبكي.
عرفتُ بقرارَتي، عرفتُ بكل قُدرة إدراك لديّ بأني لا أستطيعُ البقاء أكثر من هذا، وكنتُ آسفاً جدآ.
آسفٌ لنفسي قبلَ أي شخصٍ آخر، آسفٌ لأحلامي التي ستُدفن معي، لقد كان وقتاً ممتعاً حقاً.
ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
آسفٌ لذاتي لأني لم أمنحها الحب كما فعلَ البقيّة.
قضيتُ قُرابة الثلاثة أشهر أتنَقل بينَ المدرسة، والنادي، والمنزل.
لم تتراكم السوائل برئَتاي كثيراً لذا لم أكُن بحاجة لتدخُل جراحي والمكوث بالمشفى وكان هذا جيداً.
أنت تقرأ
قوسُ قزَحٍ بَاهتْ.
Ficção Adolescenteسُلِبَت أَلوَانْ قوسُ القزح خاصتي لأغدو قوسَ قزحٍ باهت. ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ