أمل حياتي ١٦

59 2 0
                                    

#أمل_حياتي_١٦

قضي فريد ليلته قلقا لا يستطيع النوم، فتلك هي المرة الأولي التي سيتجاوز حديثه مع أمل ( السلام عليكم ) المعتادة التي يلقيها عليها كلما صادفها أمام المصعد طوال السنوات الماضية وبرغم انتظاره طويلا لهذا اليوم إلا أنه فوجئ بمشاعر متضاربة بداخله لا يستطيع التحكم بها.

سعيد هو بلقائه القريب بها ولكن يخشي أن تفضحه عيناه عند جلوسه في حضورها، فهو عاشق طال انتظاره لمحبوبته وقد بات لقاءه بها وشيكا ولكن عليه الا يطلق سراح مشاعره وان يبقيها حبيسة حتي حين. يشعر بالسخط علي ذلك الذي أضاع امرأة كهذه من يديه بسبب ضعفه وانانيته ولكنه في الوقت ذاته يود لو أنه يستطيع شكره لأنه لولا عزيز لما تركت أمل المنصورة وأتت الي هنا، الي جواره. يشفق علي زوجة ابنه المستقبلية من أب كهذا ويتمني لو أنه يستطيع أن يطمئنها ويعدها انها ستكون له ابنته التي لم يرزق بها ولكنه يعلم أن عليه أن يظهر جهله بحقيقة ابيها حفاظا علي مشاعرها وكرامتها. يود لو يستطيع أن يكون لرغدة ابا بديلا في ذلك اليوم ليحمل عن أمل جزء من مسئولية حملتها طويلا دون شكوي أو ملل ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. قضي فريد ليلته كالمراهق الذي ينتظر اول لقاء له بحبيبته خارج أسوار المدرسة حتي ولو كان لن يبوح بمشاعره فيه لكن يبقي لأول لقاء لذته الخاصة..

نهض فريد من فراشه ليصلي الفجر قبل أن يقف أمام خزانة ملابسه ليختار البدلة التي سيرتديها في زيارته لمنزل عروس ابنه هذا المساء ليقع اختياره علي بدلته الكحلية وقميصه الأيض وربطة عنق جمعت بين اللونين. تطلع فريد لنفسه في مرآة غرفته مبتسما بعدما ارتدي ما وقع عليه اختياره فعلي الرغم من تركه عمله منذ سنوات إلا أنه مازال يتمتع بقوام رياضي وصحة جيدة وقلب شاب ليقول في ثقة ( كدة تمام ) قبل أن يبدل ملابسه ثانية ويحاول النوم مجددا.

استقل عادل سيارته في الصباح التالي متوجها إلي عمله قبل أن يمسك هاتفه ويطلب رقم حبيبته علي غير عادته ليأتيه صوتها علي الفور قائلة

- صباح الخير يا عادل
- صباح الفل يا عروسة، انتي لسه نايمة؟

ابتسمت رغدة علي الرغم من الحزن الذي مازال يسكن عيناها منذ ليلة أمس وهي تجيبه

- آه اصلي نمت متأخر امبارح، هي الساعة كام دلوقتي يا عادل؟
- الساعة عشرة وربع يا روح قلب عادل، انا قلت هلاقيكي قلقانة بأة زي البنات وواقفة قدام الدولاب بتشوفي هتلبسي ايه واكلمك تتعصبي عليا وتقوليلي انا مش فاضية يا عادل دلوقتي معلش والحركات دي

لم تضحك رغدة لدعابته كعادتها لترد في هدوء
- مانا لسه هقوم اعمل الشويتين دول دلوقتي، انت في الطريق ولا ايه؟

ليسألها عادل بقلق
- مالك يا رغدة؟ فيكي ايه مش مظبوط؟ مش موضوع نوم لأ، انتي فيكي حاجة تانية

أمل حياتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن