حفل الزفاف
" رغد، هل أنت نائمة؟"
كنت أحدق في الفراغ أمامي وأنا مستلقية على جانبي في أحضان آدم. لم يجد النوم سبيلا إلى عيني، كنت غارقة في كل الغم الذي ذقته بسبب بهاء؛ من ظلم والديّ وتكالب المجتمع علي وكذبي على آدم، مما لم يعطني مجالا كافيا للتفكير في شعوري السيء من رؤية الكثيرين لصور فاضحة لي.
كيف سأستطيع مواجهة الجميع بعد الآن؟ لن ينظر إلي أي شخص ممن رأوا الصور إلا بمنظور جديد. تبا لحظي وسحقا لك يا بهاء؛ فقد أسأت إلي بطريقة لم يفعلها شخص قبلك أبدا.
مسح آدم على ذراعي ليتأكد من أنني لست نائمة. فاستدرت ناحيته، نظرت في عينيه في ظلمة الغرفة وسألته:
" هل تعتقد بقدوم يوم ينسى الجميع ما رأوه في الصور؟"
زفرا نفسا طويلا على مهل ثم قال:
" بالطبع، الزمن هو الذي يعالج الجروح، لولا نعمة النسيان لهام الناس في الشوارع بهمومهم ولقامت الحروب المتواصلة في البشرية"
استمعت إليه بصمت ولم أعقب. ثم سألته بنبرة حذرة:
" هل.... هل رأيت أنت الصور قبل أن أحذفها؟"
سكت لوهلة وهو يحاول تجنب النظر في عيني، ثم أغلق عينيه وقال:
" إن لم تبدئي بتخطي الماضي كما حذفتِ الصور فلن تتقدمي خطوة للأمام"
ترددت في قول التالي لكن كان لا بد لي من البوح به فقلت:
" يعني رأيتها؟..... أنت رأيت خمس بنات في حياتك بلباس غير محتشم... حسنا لنقل أربع لأن دانا لم ترتدي لباسا فاضحا مثلنا.. أنت رأيت أربع بنات تعرفهن حق المعرفة .. سؤالي هل تغير شعورك تجاهي؟ حل حدثتك نفسك ولو لوهلة بأن واحدة من الثلاث الباقيات هي أكثر إثارة مني؟ هل راودتك نفسك تجاه واحدة أخرى غيري؟ هل..."
قبل أن أتمم باقي أسئلتي أوقفني بقوله:
" أوه! بماذا تهذين؟ توقفي عن قول الحماقات"
-" لم تجبني على سؤالي"
سكت مطولا وقد لمحت في عتمة الليل توهج خديه إحراجا، نفخ نفسا مثقلا ثم قال:
" بصراحة... "
شعرت بقلبي يتوقف وأنا مستعدة لسماع التالي فقال أخيرا:
" أنت سطعت بقوة بجاذبيتك فلم تتمكن عيني من النظر إلى غيرك.... لا تعرفين كم أحاول جاهدا الآن ألا أستغل خلوتي بك الليلة"
فاجأني بإجابته فشعرت بضربات قلبي تتسارع ولم أتحكم باحمرار خديّ اللذين شعرت بسخونتهما بينما أتأمل نظراته المسكرة نحوي. ازدردت ريقي مرارا لأجد طريقة لبدء حوار جديد لأخرج من إحراجه لي الذي تسببت به لنفسي.
قُطعت لحظتنا المحرجة برنين هاتفه، حمدا لله، التقطه عن المنضدة ونظر إلى شاشته متعجبا من هوية المتصل، سألته عن الخطب فأجاب بأن الاتصال قادم من رقم مجهول. استقبل المكالمة ووضع الهاتف على أذنه ثم قال متفاجئا:
أنت تقرأ
وللحب بقية
Romanceمغامرات رغد لم تنته بعد بل هي على وشك البدء بمغامرات أكثر إثارة... حب.. غموض.. قتال.. تشويق.. أسرار ...كل ذلك وأكثر تجده رغد في حياتها المليئة بالفوضى والدراما فهل ستجد من يحتويها؟ وهل سيتمكن هو يوما من ترويض غرورها؟ هذا هو الكتاب الثاني من سلسلة حب...