عشقتُ سماءً ....
كنتُ اعشقُ الغيوم وأودُ ان اكون غيمة .
لكن منذ أن عرفتك لم اعد ارغب في ذلك .سأكتب لكِ يا سمائي فأمل ُ ان تصلكِ مشاعري بصدق .
ذات يوم اعجبتُ بفتاة كانت تلقّبُ نفسها بالسماء و بدأت
أتعرف عليها الى ان وقعت في حبها وذات مرة قلت مازحاً
اذا كنتِ انتي تلقبين نفسك بالسماء فأنا من اكون ؟
اجابت : ماذا عن غيمتي ؟ قلت لا
رغم حبي الشديد للغيوم وكنتُ دائما اقول اريد ان اصبح غيمة لكن عندما اتيحت لي الفرصة ان اصبح غيمة في سماء من أُحب رفضت ولم اقل السبب ..الحمد الله انها لم تسأل لما رفضت .. لكن الآن سأبوح بسببي
رفضت ذلك لاني احبك ولاني اردتُ ان اكون مميزاً .. كنت اعلم ان السماء لا يصّح ان تملك غيمة واحدة فقط كما انكِ كنتِ تقولين لأشخاصاً اخرين بانهم غيومك لذا شعرت بالغيرة لا اريد ان اصبح غيمة واتشاجر مع غيومك الاخرى كيف اكون مميزا هل يجب عليّ ان اكون غيمة كبيرة تغطي حيز سماءك اكثر من باقي الغيمات ولا استطيع ان اظهر لوحدي عندها ستكون لوحة سماءك غريبة الشكل ولا اريد ان تبدين غير جميلة فأغلب جمال السماء بكثرة غيومها ، اذاً ماذا عن شيء اخر ؟ هل سأكون قمراً ؟ لكن سبق وانك تملكين واحداً ولا يمكن ان اصبح قمراً ثان ، حتى وان انتقلنا لسماء كوكب اخر حيث يمكن تعدد الاقمار سيحدث الشيء ذاته عندها سأغار من الاقمار الاخرى التي تدور حولك . سألت نفسي ماذا عن شيء اخر ؟
ماذا عن قوس قزح انه جميل ويحبه الناس ؟ لكن رفضت لانه يظهر قليلا وبين فترات طويلة .. وانا اريد ان اكون معك اغلب الاحيان لذا لا اريد ذلك . ثم فكرت ان أكون طير يحوم في سماءك لكن سرعان ما رفضت ذلك ايضا ستكون طيورا اخرى !
.
.كنتُ احب نفسي واحببتك وانا في الحب غيورُ
واريد ان اكون وحيدا بقلبك يا من قلبي بحبه يفورُ
وإن اردتني طيراً فهل تمانع ان تشاجرت مع الطيورُ ؟
.
.عندها فكرت بشيء ، انا احب نفسي واحبك ولاني احبك قررت ان لا اكون جزء من سماء ولا اريد ان انتمي لها ولو فعلت ذلك فهل ستكون عندها سماءك بخير ؟ عندما تتشاجر الغيوم والطيور فيما بينها هل ستكون لوحة سماءك جميلة ؟ بالطبع لا اذا لن اقبل بهذا . رفضت كل شيء وقررت ان اكون الناظر فقط وسأتأمل جمال زرقاوية سماء وغيومك والطيور التي تحوم حولك بمختلف الوانها وعندما يبدأ الغروب ساراقب تحوّل اطرافك من اللون الازرق الى تدرجات مختلفة من البرتقالي والبنفسج ، سأراقب ذلك كما كنت افعل وانا سعيد سنكمل بعضنا البعض ، فاللوحة لا تكتمل الا بجمال وصف الناظر لها فهو الوحيد الذي يدرك جماليتها فلا تدرك الالوان جمال ما تلوّن لانها ستكون جزء من هذا الجمال ولا تستطيع الورقة النظر الى نفسها . الشيء ذاته لو كنت غيمة او قمرا او طيرا لن ادرك جمال لوحتك لاني سأكون جزء من اللوحة وسأضيّع فرصتي في التأمل لذا سأحافظ على جمالك وازيدك جمالا في وصفي وتأملي لأدق تفاصيلك .
سأراك بجميع حالاتك عندما تمطرين لتعبرين عن اكتئابك او
عندما تكونين مشرقة في الصباح وانتي تعبرين عن ابتهاجك
ثم تكونين هادئة والغيوم تغطيك والطيور سعيدة وهي حرة سألتقط صورًا كثيرة لتجميد لحظاتك الجميلة ؛ سأودعك بحب في نهاية يومك ثم ارحب بك في اليوم التالي سأحبك بهذه الطريقة . ارى انني اتخذت القرار الصحيح لانني شخص متفهم وافكر في راحتكِ دائما لذا لن ازعجك بغيرتي مع الغيوم الاخرى ولن اتنازل عنك للغيوم الاخرى حتى وان غرت بسبب قربهم منك سيغارون لانهم لن يرون جمالك .
.
.
سأحبك بهذه الطريقة اذا كانت الغيوم تصاحبك نصف اليوم والقمر يظهر في الليل فقط اما انا استطيع ان اكون معك في كل وقت وانظر لك متى شئت لا يحدد وجودي وقت .
.
.
أنت تقرأ
عشقتُ سماءً
Short Storyكنتُ اعشق الغيوم و أؤدُ أن اكون غيمة لكن منذ إن عرفتك لم اعد ارغب في ذلك .