خُلقنا جميعًا متساوين في الخَلق إلاّ ما ندر منا لظروف معينة، أو لرسالة سامية من الباري سبحانه وتعالى، وأيضًا خُلقنا بأحسن الهيئة والصور بغض النظر عن إختلاف اشكالنا والواننا
ولكننا متباينون في المعيشة والحياة، وينحدر ذلك التباين من عائلة الى أخرى ومن بيئة الى ثانية
فيندرج مِنا الخَير وبتساوي مع الشر
وتلك الاندراجات ناتجة من المحيط الذي ولدنا فيه
سواء كان ذلك المحيط يحث على الخير والسلام أو على الشر والخصام
وفي الكثير من الأحيان لا يستطيع الإنسان أن يختار البيئة التي تناسبه أو التي يود إكمال طرقه فيها
ولكنهُ مخُير وقادر على تحسين تلك البيئة بالذي يتناسب مع تطلعاتة وما يود، ولابد أن يكون ذلك تحت ظل الإلتزام الديني
و لأننا لا نستطيع أن نوفر لأنفسنا المحيط المناسب كونه فُرض علينا وسيُفرض مستقبلاً على أولادنا
يجب علينا مراعاة عدة نقاط لابد من اتباعها لنضمن بيئة مناسبة لإنسان سوي ستساعده كثيراً على تحسين بيئته والسير في طرق صحيحة، والأهم أن تكون مريحة لهُ ولا تؤثر على من حوله او تؤذيهمأول تلك النقاط والأهم فيها هي إختيار شريك حياة مناسب متكامل اخلاقياً لضمان تربية طفل سليم اخلاقياً ولا يعاني من انتكاسات في طباعة او مشاكل خُلقية ولضمان نشوء جيل قائم على السلامة النفسية
ولابد أن يكون ذلك الأختيار مراعي للأسس التي نصها الإسلام في إختيار الزوج أو الزوجة الصالحين﴿وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ﴿٢٢١﴾
وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ﴿٢٢١ البقرة﴾
ولا يعتمد ذلك على المادة او على الدخل المادي وإنما يجب ان يُبنى على مبادئ اخلاقية وتفكير سليم وطباع مُحببةوثاني أهم تلك الاسس التي تساعد على نشوء إنسان في بيئة سليمة لحياة افضل هي اعطاء المساحة المناسبة لذلك الشخص لفعل ما يحق له من حريات وبالطريقة التي يحب ويرى أنها مناسبة له حتى وإن تعرض لخطأ فيجب إحترام رأيه وافعاله وأنه بشر خطاء
بل والأفضل ان نساعده في تجاوزها وتعديلهاوالأهم من ذلك توضيح أسباب ما عليه من واجبات واخباره بفوائد ومساوئ تلك الواجبات التي عليه القيام بها
فكثير من الأحيان نجد نبرة من الإجبار لمن يقع عليه الفعل وبالتالي سيساعد ذلك على الكره بل وسيحفزه على تجاهل الأموروأجمل ما قد يقوم به الإنسان في هذه الدنيا هو أن يوفر لذويه التوعية الدينية التي تساهم كثيراً في بناء شخصيتهم وحثهم على الصلاح والاستمرار في السعي بمرضاة الله عز وجل
وقبل كل ذلك يجب على كل منا البدء في صلاح نفسة قبل ان يحاول اصلاح الآخرين
فبعد ان تعمل على تحسين ذاتك سوف تحفز كل من يحبك ان يحذو حذوك والسير في طرق مشابهة لطرقك
وتذكر دوما ان اطفالنا لا يتعلمون منا بل يقلدونارسل الاسدي
تم نشره في مجلة رياض الزهراء عليها السلام
انتظرونا للمزيد من المقالات المختلفة الانواعتابعونا على الانستاكرام بأسم ( رُسُل الأسدي) او rusulalasadee
لنتعرف عليكم اكثر و لنشر الكتب والاقتباسات والمواضيع الاجتماعية المختلفة واليوميات اللطيفة
دمتم بحب ♥️