تسللت يدٌ إلى حقيبة يدها تدُس بداخلها كيسًا أبيض اللون ممتلئًا بمسحوقٍ مماثل للونه.
كانت حركةً سريعة ولكنها ما كانت لِتفوت أبيجل. ليس وكأنها الأفضل في ملاحظة الأمور. هكذا أشياء متروكة لكونان، لكنها فقط القدرة الفِطرية على الشعور بالخطر.
ولِسوء حظه أو لسوئه أيضًا هي ابتسمت ابتسامةً جانبية تفتح حقيبتها في منتصف عربة القطار وترمي الكيس في وجهه والضجيج الذي كان في المقطورة انتهى عن بكرة أبيه.
نظر اليها بتعابير أتقن تزييفها. "لِم فعلتِ ذلك أنوشكا؟ أليس هذا الدقيق الذي طلبته لصنع كعكة عيد ميلاد والدتك؟ لما لا تنسين الماضي وتسامحين حبيبكِ؟" ضحكت هي بشدة فيما اقتربت عجوزٌ تحسبها لا تُرى الا في مواقفٍ على شاكلةِ هذا الموقف وسألتها في فضول "هل هو حبيبكِ عزيزتي؟"
"ليس بعد الآن أيتها الجدة. وأنت لا أحتاج دقيقك انك لا تذكر حتى انني طلبت السميد؛ أمي تهيم بالبسبوسة وتكره الكعك ككرهك لقطتي جاين." التفت الرُكاب بعضهم فيما شاهد أخرون المسرحية المصغرة هذه بردود مختلفة.
قال الرجل عدة كلماتٍ غير مفهومه والتقط الكيس بينما يتمتم بِـ'أنتِ مجنونة.' نظر اليها بشيءٍ من الصدمة والهلع حين اقتربت منه حتى لا يسمع أحد حديثهما. فهم موقفها وجلس فوق أحد الكراسي فيما تقف هي.
"اما انكِ غبية أو أن لكِ مصلحةً ما. لِم لم تكشفِ عن هدفي الحقيقي؟ لما تسايرنني وأنتِ تعرفين أن هذا كيس هيرووين؟" هي لن تفضحه الآن. ليس بعد التمثيلية منذ قليل.
دهست قدمه بِقوة تنحني أمامه فيما كتم صرخةً كادت تفلت منه. "لم أُرِد مساعدتك، كنت أمرح فقط. وهذه الدهسة حتى لا تذكر والدة شخصٍ ما دمت لا تعرف عنها شيئًا."
"شكرًا لكِ. ويوم ميلادٍ سعيد لوالدتك." قال يسخر. "لما لا توصل تهنئتك لها بنفسك؟" سألته.
"هل أنتِ مجنونة للحد الذي يجعلكِ تدعين مهرب مخدرات الى منزلكم؟" سخر مرة أخرى وشبّ واقفًا يبتدأ المشي لكنها سحبته قريبًا تهمس له. "انها ميتة أيها الأحمق. عملك هذا سيوصلك الى حيث هي قريبًا؛ لذا هنئها وسَلّم لي عليها."
نظر اليها قليلًا.. كانت تحظى بشعرٍ وردي مصبوغ، عينين سوداوين وطول معتدل. تبدو كما لو أنها تشاهد الكثير من الدراما وغريبة. ابتسم وابتعد.
"أخبره أن يأتي بنفسه في المرة القادمة أنا أشتاقه! ولا تنسَ السميد للبسبوسة." صرخت حتى يسمعها من بين جموع الركاب.
عادت الى مقعدها تتفقد هاتفها النقال. وخبر قرأته جعلها تفكر بضع دقائق. 'قررت دولة انيسو متابعة القصف الجوي على عاصمة دينفا رييس'. حمدت الله أنها لا تعيش هناك ورجت في قلبها السلام للشعبين.