الفصل الرابع: جهاز الشحذ

103 15 33
                                    


الفصل الرابع: جهاز الشحذ

مضى أسبوع منذ ذهابي إلى فرع نقابة المغامرين. قلّ خلالها ذهابي إلى الورشة، حيث كان هناك مشروع صغير يملأ وقتي. أوراق التصاميم الأولية والمعادلات لهذا المشروع متناثرة في أنحاء غرفة نومي. "هممم... أظن أن هذه القياسات تبدو مناسبة... إذا تم اعتمادها، على هذه التروس أن تكون بتلك الأقطار". غارقا بتركيزي على مشروعي، متخذا من المنضدة كمكتب لي. مددت يدي لجلب ورقة إضافية. "إذا كانت بتلك الاقطار... هممم... علي حساب اقطار الترس الآخر المتصل بها نسبيا، وتحديد عدد وطول أسنانه لتدور وتنقل الطاقة بانسيابية". مددت يدي لالتقط ورقة أخرى كنت قد دونت عليها جميع المعادلات اللازمة من ذاكرتي، لكن لم  اجدها. ء

التفت جانبا، فوجدت زارا بجانبي، حاملةً بيدها تلك الورقة؛ ثم قالت، محدقةً بتلك الورقة: "كونور. ما هذه الرموز الغريبة التي ترسمها على هذه الأوراق؟ تبدو كطلاسم لدوائر سحرية من نوع ما". لا عجب أن زارا قد تظن ذلك، فجميع ما أدونه في تلك الأوراق أتت من خارج هذا العالم. الرموز والمعادلات وتسميات الأدوات بمسمياتها كلها دُوّنت برموز وكلمات ليست مقروءة بلسان وارنم، بل كانت باللغة الإنجليزية كما درستها في حياتي السابقة. ء

"لا تعيري اهتماما حيال الامر يا أمي. أنا فقط أحاول تطبيق فكرة ما خطرت لي" أجبت زارا، وأنا أقوم بحك رأسي متوترا من الخلف؛ أعلم أنه كان تفسيرا يثير المزيد من الأسئلة. لكن، كان وجود زارا بجانبي في حين غرة مفاجئا لي. تنهدَت زارا ثم قالت: "هذا مثير للشك، أنت كوالدك تماما، فدوما ما يحك رأسه من الخلف عندما يخفي شيء ويتوتر". ابتسمت زارا وأعادت لي الورقة. ثم أتبعت: "أيا يكن... أتطلع لرؤية ما تريد تطبيقه لاحقا. لكن، اجمع كل تلك الاوراق المبعثرة عند انتهائك؛ حسنا؟". رفعت يدي وقلت: "حسنا~اااا!" ء

أنهيت المخطط التنفيذي. "فيووه! حسنا... سيبدأ الآن الجزء الصعب من هذا المشروع". لحسن الحظ؛ كنت قد جهزت مسبقا عدة أدوات لم تخطر على بالي مسبقا. أهمها منشار للخشب ومِبْرَدة حديدية. كنت قد طلبت أيضا من احد القرويين من جلب عدة أقراص لجذع شجرة كانوا قد قاموا بقطعها مسبقا، مقابل عدة فروبيات فضية دفعتها لهم مسبقا بالطبع. ء

بدأت بأكبر قرص خشبي لدي، ثم اخذت المسطرة التي كنت قد صنعتها في السابق وبدأت بقياسها. "هذا جيد، قياس هذا القرص داخل في نطاق النتائج المطلوبة". حددت مركز ذلك القرص، ورسمت دائرة من مركزها بقياس القطر الخارجي المطلوب للقرص، باستعمال فرجار بدائي مكون من عودين خشبيين مثبت على طرف احدهما قطعة من الفحم. اخذت بعد ذلك قرصين آخرين، احدهما صغير وسميك والاخر كبير بسماكة أقل. اخذت أعاينهما بيداي ثم قلت: "همم... يفترض ان تكون هذان القرصان يمثلان التروس الداخلية لنقل الحركة، لذا علي أن أكون دقيقا في قياسهما". أخذت كل قرص منهما، ثم حددت مركز الدائرة لهما ورسمت الأقطار الخارجية والداخلية لهما وعلى أساسها، استطعت رسم محيط الدائرة؛ حيث تمثل هذه الأقطار بداية ونهاية أسنان هذه التروس. عندها، اعتمادا على الحسابات التي نفذتها سابقا، قمت برسم خطوط منطلقة من مركز القرص، كل خط منها متباعد عن الخط الآخر بزاوية محددة، محسوبة على أساس عدد أسنان الترس، ليتم توزيع الأسنان على نسق صحيح ومتناسق على القرص. بعد تحديد أماكن الأسنان بشكل صحيح، بدأت برسم كل سن من أسنان الترس باستعمال المسطرة؛ اعتمادا على الأبعاد التي تم حسابها مسبقا. ء

꧁ العصر الجديد  ꧂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن