26 |الطفل المثير للفوضى|

3.4K 492 290
                                    

صباح اليوم التالي تناولتُ الإفطار مع عائلتي، ثم صعدتُ إلى غرفتي مجدداً، بعدها بلحظات سمعتُ طرقاتٍ بسيطةٍ على الباب واشتممتُ رائحة أمي لأأذن لها بالدخول، اقتربت من كرسي المكتب الذي أجلس عليه، وابتسمت لي بخفة لأنظر نحوها أيضاً مما دفعها لتقول "لم لن تذهب للمدرسة؟"

"لا أشعر برغبةٍ بذلك."

"إن كان ذلك لمواساتي أو لقضاء الوقت معي فأنا بخير، اذهب الآن."

"أمي.. أنا فقط لا أريد مقابلة بعض الأشخاص هناك."

"أوناري.. من فضلك، لا تفوت أيامك الجميلة!"

لم أستطع أن أعارضها، وعلى الفور حركتُ رأسي إيجاباً لتبتسم لي وتربت على رأسي، ثم ابتعدت عني وهي تضيف "سأعتني بجيرمن في المنزل، إنه كلبٌ هادئٌ كثيراً، لن يزعج أحداً منا."

"هو فقط خائفٌ من وجود المستذئبين والجنيات حوله، لا أحد غيركِ بوسعكِ أن يعتني به."

"لكن يبدو أنه يحبك.."

ابتسمتُ لما قالته وتوجهت خارج غرفتي لتختفي ابتسامتي فوراً، هو لا يحبني، كان يخاف مني أيضاً ولكنه اعتاد علي وعرف أنني لستُ مخيفاً حينما شهد لحظات ضعفي، ارتديتُ ملابسي ونزلتُ للأسفل لأجد سيريس بجانب الباب، رفعتُ حاجبي باستغراب فأنا لم أشعر بوجوده مطلقاً وحرك المفاتيح بيده وهو يقول "هل تريد أن أوصلكَ بسيارتي للمدرسة؟"

"بسيارة فورملا ون؟ ألن تحصل على مخالفة؟"

"لا تخف، سأكون حذراً حتى لا ينتبه لي أحد."

انفجرتُ ضاحكاً على كلمته، وكأن شخصاً ما لن يلاحظ حين يقود سيارة سباق وسط الشارع، اقتربتُ من سيريس وعانقتهُ بخفة فضرب على كتفي بقوة معبراً عن رغبته برؤيتي للأيام الماضية التي اختفاها، لطالما عرفتُه كشخصٍ مشغول، ولكنه كان قريباً من عائلتنا أكثر من أي شخصٍ آخر وفي أي وقتٍ مضى، أنا أعلم أن علاقته على الأغلب مع والدي، وهي ضحلةٌ جداً مع البقية، ولكني مازلتُ أحب فكرة وجوده معنا..

أحياناً كان يحضر لنا أطفاله، فتاتان صغيرتان مذهلتان، حتى أطفاله كنتُ أتقبلهم أكثر من أي أطفالٍ آخرين وألاعبهم وأحادثهم، وكنتُ أحب وجوده أيضاً.

"مرحباً، هل يمكنني المشاركة؟" صوت أونار هيفيستوس قاطع المحادثة القصيرة بيني وبين سيريس، التفتُ باستغراب لأجده ينزل من على الدرج بشكلٍ طبيعي وكأنه كان ينام هنا، ويرتدي ملابس مختلفة عن ملابسه المعتادة، سترةٌ طويلةٌ من المخمل الأسود.

"عذراً، من أنت؟" سيريس قال باستغراب وهو يشير له، وتذكرتُ أن هذا الشخص يحب أن يكون مخفياً تماماً لذلك على الأغلب لم يلتقِ بسيريس من قبل ولا مرة.

"إنه خال أبي، أونار هيفيستوس.."

"أووه.. لقد حدثني عنكَ كثيراً." سيريس قال بابتسامةٍ واسعة ورغم ذلك مازال يبدو مستغرباً من رؤية أونار، لا سيما بضيفرته الشقراء الطويلة التي تصل لأسفل ظهره، نظرتُ نحوه متساءلاً ليتابع "لقد أخبرني أن خاله يعتني به أحياناً وأنه يشاركه كل لحظاته المهمة ولو من بعيد، كما قال أنه سمى ابنه تيمناً بك، لم يقل أنكَ صغير العمر للغاية فقط!"

The Cursed Child | الطفل الملعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن