32 |الصديق الذي لا يملك أحداً|

3.2K 494 102
                                    

حين عدتُ للمنزل وأعادني أبي لغرفتي، ساعدني لأبدل ملابسي واستلقيتُ على سريري، تأملتُ السقف لوقتٍ طويل، أعد المرات التي نقر بها عقرب الساعة لأعد الثواني، أضع تركيزي عليه حتى أشعر أن هناك شيئاً ما لأسمعه، لأنني لم أستطع أن أسمع نقاش أبي بالأسفل مع أمي وأختي وروي، وبعدها بأقل من عشر دقائق دخلت سيرا لغرفتي وأخبرتني أنها ملت أحاديث الكبار وتريد أن تجلس معي.

سحبت كرسي مكتبي ووضعته بجانب سريري، بقيتُ في مكاني أحدق بالسقف أفكر بما قاله الأطباء، أفكر في نفسي، وفي مصيري، بينما سيرا تنظر نحوي باستغراب قبل أن تتكلم أخيراً "ألا ترغب بفعل شيءٍ ما؟"

"لا!" أجبتُها هادئاً ليبدو عليها عدم الرضا ثم أضافت "لنفعل شيئاً ما معاً، أي شيء!"

"سيرا.. اذهبي إلى غرفتكِ وادرسي، الامتحانات قريبةٌ جداً."

"أنتَ تقول هذا، لم تأتِ إلى المدرسة منذ وقتٍ طويل، تلك المزعجة المعجبة بكَ كانت تسأل عنك، كم كرهتُها وهي تحاول أن تسألني عنكَ دون أن تشعرني أنها خائفةٌ مني، وبنفس الوقت تشعر بالغيرة مني لأنني مقربةٌُ منك."

"ماذا قلتِ لها؟"

"لم أجبها!"

"خيراً فعلتِ.." قلتُ ساخراً ثم تذكرتُ شيئاً مهماً للغاية نسيتُه في ظل زحمة المشاكل، التفتُ لسيرا سريعاً وأضفت "ماذا عن المعلم تيمان؟"

"ماذا عنه؟"

"في المرة الماضية تغيبتُ ليومين وجاء لمنزلي، ألم يسأل عني هذه المرة؟"

"أعتقد أنه اتصل بوالدتكَ هاتفياً، ولكنه لم يبدُ مهتماً كثيراً حين كان يتأكد من الأسماء في الصف."

ابتلعتُ ريقي بقلق، هذه الأشياء تثير فزعي، أنا لا أثق به وبما ينوي عليه، وكان بالتأكيد يتصرف بطريقةٍ مختلفة.

"احذري من هذا الرجل."

"لم؟"

"لأنني لا أحبه، إياكُ أن تثقي به."

"أنا لا أعطي ثقتي لأي شخص عشوائي على أي حال."

تنهدتُ طويلاً وساد صمتٌ قصيرٌ بيننا حتى قلتُ مجدداً "اذهبي لتدرسي سيرا."

"أونار.. أعتقد أن كلانا سنفوت هذه السنة!"

"لا أعتقد ذلك، يمكنكِ أن تحفظي بسرعةٍ أيضاً ويمكنكِ أن تواكبي ما فاتكِ، فقط لا تضيعي هذه السنة لأجلي."

"لأجل من يستحق أن أضيع سنةً من حياتي؟"

هي قالت بينما تميل رأسها بمودة ثم تحركت لتجلس على طرف السرير، أمسكت يدي بلطف وشعرتُ بيدها الدافئة حول أصابعي الباردة للغاية وأضافت "لا أحد، ولا حتى أبي وأمي، أنا شخصٌ سيءٌ منذ أن كنتُ طفلةً صغيرة وأنتَ الشخص الوحيد الذي ساعدني لأتغير حينما أتيتُ إلى هنا، لقد قضينا وقتاً طويلاً معاً في معسكرات قطيع آزر التدريبية، وقد شهدنا على تطورات أحدنا الآخر، لقد كنتَ موجوداً دوماً لمساعدتي، لذا لا تطلب مني أن أتوقف عن القلق لأجلك."

The Cursed Child | الطفل الملعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن