" الفصل 23.. "

402 23 7
                                    

اذكروا الله يا جماعة الخير 💙🌴..

" الفصل الثالث والعشرين.."
" حين التقيتك عاد قلبي إلى جسدي.. يا قطعة سكر سقطت داخلي فجلعت من أيامي المرة سعادة وفرح وكأن قلبي لم يحزن يومًا ما.."
انتهت من الرسمة أخيرًا ثم مسكت بقلم أزرق وبدأت في تلوين عيناه.. عقب انتهائها تركت القلم ومررت اناملها على ملامحه ثم ضمت الصورة إليها وتنهدت بصوت مسموع.. لم تندم على تهربها من مقابلته.. لأنها ببساطة لم تتحمل رؤيته ومن المحتمل أن تسقط مغشيا عليها..
فاقت على صوت دقات الباب وضعت اللوحة جانبًا ونهضت متجه نحوه وفتحت لترى مازن أمامها وتحدث بحنق  :
-في قميص عايز اللبسة ومش نضيف ممكن تغسليه
-غريبة.. أول مرة تطلب مني طلب زي ده من يوم ما اتجوزنا
اتجه نحو الخارج وهو يتحدث بعند واضح :
-أنا اطلب اللي أنا عايزه وقت ما أحب
لحقت به وقالت بنفاذ صبر :
-انا مش متحملة العيشة دي.. طلقني بقى خلي عندك ضمير
التفت إليها يتطلع إليها بحده واندفع :
-مستحيل انسى اللي عملتيه.. وده كله عشان واحد بتحبيه ودلوقت عايزه تطلقي عشان تتجوزي
تنهدت بحزن وقالت بنبرة مؤلمه :
-أطمن.. هو خلاص اتجوز
رفع حاجبيه في دهشة وقد هدأ من نفسه قليلاً وفكر في حيله يجعلها تمكث معه دائمًا وأبداً.. فقد اعتاد على وجودها بحياته حتى ولو لم تكن زوجته حقًا.. شعر بالسعادة داخله وقال بمكر لكن بصدق :
-مستعد اطلقك يا ملك.. لكن لو سيف جه بنفسه هنا وطلب مني أطلقك
جحظت عيناها في دهشة قائلة :
-اللي بتقول عليه ده مستحيل يحصل.. سيف ما يعرفش ايه حاجة عن حياتي
-مصدقك يا ملك.. ووعد مني وحياتك عندي يا ملك لو سيف جه هنا بنفسه هطلقك واسيبك تمشي معا.. غير كده مستحيل اطلقك
تركته ودلفت إلى الداخل وأوصدت باب غرفتها جيدًا ثم تقدمت صوب المكتب لتأخذ صورة سيف التي رسمتها.. وجلست على الفراش تنظر إليها ودموعها تدفق على وجنتيها كي تلتهما وتقتلها بالبطيء
***
" منزل يوسف.. "
صعقت مما سمعته آذنيها من زوجها للتو وجحظت عيناها بعدم تصديق تعجب من ردة فعلها وبكل هدوء تساءل :
-مالك يا ندى؟
-مالي؟!.. ولا أنت اللي مالك أنت وسيف..
ثم تابعت بحده شديدة :
-أنت ازاي تخبي عليا أن سيف لسه بيحب ملك
تحدث بحسم شديد :
-ندى الموضوع ده عدى عليه سنين عشان كده قولت لك.. وكمان ده بيني وبينك
-يوسف بجد حيام عليكم.. ليه سيف فضل ساكت السنين دي كلها
نظر إلى الأمام في صمت ولم يستطيع أن يخبرها بأن شقيقة كان مريض قلب وهذا ما جعله أن يبتعد عنها لكن هذا غير مبرر بالمرة هكذا اعترف يوسف بينه وبين نفسه.. بينما ضربته ندى على كتفه لينظر إليها وتحدث بحسم :
-دي حاجة تخص سيف
-لو كنت قولت لي يا يوسف ما كنش كل ده حصل
-كنتِ هتعملي ايه وملك خلاص اتجوزت.. وبعدين سيف كان رايح يقولها ويومها عرف من مايا انها اتجوزت
استندت بظهرها إلى الاريكة عاقده ذراعيها أمام صدرها وقالت بتذمر :
-جواز ملك على الويق
-الورق؟!
ادارت رأسها ناحيته تطلع إليه بحنق شديد واندفعت بحده من أجل صديقتها :
-أه عشان هي لسه بتحب سيف وقديت تحب حد غييه..
ثم اردفت بتأكيد :
-وانا تعمدت أن سيف يعدي على المكتب يجيب تصاميم عشان يشوفها ويشوف حالتها عاملة ازاي.. أنت نفسك لو شوفتها مش هتعيفها
-وليه ما قولتيش موضوع الجواز اللي على الورق ده؟!
-لأنها غبية وانا كمان عشان سمعت كلامها.. طلبت مني ان الموضوع يفضل سي بينا 
-ندى يا ريت سيف ما يعرفش حاجة عن جوازها اللي على الورق ده عشان هو دلوقت متجوز
رمقته بنظرة غاضبة واضحة وجد نفسه يبتسم على تلك الأميرة الغاضبة كما أنه يعشقها وهي بهذا الشكل فغضبها يزدها جمالاً وتصبح مثل الأطفال.. أحاط كتفها بذراعه وقبلها على جانب رأسها ثم همس بالقرب من آذنها :
-وحشتيني
لكزته في جنبه بخفة وحاولت أن تبتعد عنه لكنه جذبها إليه وجعلها تجلس على قدميه ووضع شعرها خلف أذنيها.. لاحت ابتسامة رقيقة على ثغرها وقالت :
-وأنت كمان وحشتني جدًا
طبع قبلة حانية على جبينها ثم أخذ قبلة رقيقة من شفتيها وابتعد عنها قليلا يتطلع إلى عيناها بحب واضح بصوت منخفض :
-بحبك 
استندت برأسها على صدره قام بدوره وضمها إليه بكلتا يديه وتنهدت بحب قائلة :
-بموت فيك
***
" قصر الراوي.. "
دخل سيف مغلقاً الباب خلفه ودلف إلى الداخل ليجد والدته اتسعت ابتسامتها ووقفت أمامه لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها عندما رأته يبدو عليه الإرهاق وتساءلت في توجس :
-مالك يا حبيبي؟!
احتضنها ليشعر بالسكينة في قلبه وقال بجدية :
-محتاج لحضنك يا أمي
بادلته بالعناق ومسحت على ظهره قائلة :
-حضني مفتوح لك في ايه وقت يا حبيبي
ابتعد عنها وقبلها على رأسها داعيًا الله أن يطول بعمرها ثم نظر حوله في تعجب لكونه لم يستمع إلى صوت زوجته المزعجة متسائلا :
-هي مايا مش هنا؟!
رفعت عيناها إلى الأعلى وخافت من أن يحدث بينهما شجار أخر على خروجها الكثير واضطرت للكذب :
-هي راحت تشوف والدتها وزمانها جايه
-خرجت تاني
-يا حبيبي بتشوف والدتها مش خارجة تسهر
قال بعدم تصديق :
-ماشي اما اشوف اخرتها معاها
تنهد بنفاذ صبر واضح ثم استأذن منها واتجه صوب الدرج فدعت لها بالهداية من أجل ابنها..
صعد إلى الطابق العلوي ودلف إلى الغرفة.. بدل ثيابه وخرج إلى شرفة الغرفة ليجد نفسه يفكر في تلك الفتاة التي اختبأت داخل الغرفة لا يعلم السبب لكن روحه تخبره بأنها هي.. هي أميرة قلبه التي يحلم بها ولا زال قلبه ينبض بها ولها..
مسك بالسلسلة التي تحمل أسمها ورفعها إلى شفتيه كي يقبلها ثم ضمها إلى صدره يتنهد بعمق..
دخلت مايا وأغلقت الباب بهدوء ووقفت تبحث عنه حتى رأته خارج الشرفة فتقدمت صوب الخزانة ودخلت كي تبدل ثيابها على وجه السرعة.. ثم خرجت وهي تحكم رباط الروب على خصرها جيدًا وأسرعت نحو المنضدة الصغيرة المجاورة إلى الفراش وفتحت الدرج لتأخذ شريط لمنع الحمل وأخذت واحده ابتلعتها بالماء..
ثم وضعته كما كان وخرجت إلى الشرفة وعانقته من الخلف متسائلة :
-سرحان في ايه؟!
لم يكترث إلى سؤالها وقال بجمود :
-ماما قالت لي انك كنت عند والدتك
حركت مقلتيها في كلا الاتجاهين بعدم فهم لكن سرعان ما فهمت وقالت بارتباك :
-أه.. روحت أشوفها
ابعد يديها عن خصره والتفت إليها يتطلع إليها بنفاذ صبر وعدم تصديق فهمت نظراته جيدًا لكنها لم تكترث ومسكت بالسلسلة قائلة :
-ترجم لي الكلمة دي
أخذها من يدها وخبأها داخل سترته وهو يقول بعدم قبول :
-الكلمة دي تخصني أنا
-طب ممكن استلفها منك؟
رد بعنف :
-لاء قولت لك خاصه بيا أنا
وضعت يديها على كتفه وقبلته على وجنته ثم وضعت رأسها على صدره بعد أن أحاطت خصره بذراعيها وقالت :
- سيف احنا هنتغدى بكره عند بابا أوعى تنسى
-مش ناسي
رفعت رأسها إليه واضعه يدها على لحيته الخفيفة وقالت بنعومة :
-سيف وحشتني ابتسامتك
ابتسم بمجاملة وعدم قبول ثم ابتعد عنها ودلف إلى الداخل لوت ثغرها بضجر ثم لحقت به وأغلقت باب الشرفة واسدلت ستائرها
***
" المعرض.. "
-يعني مش مبسوطة؟!
تساءلت في تعجب وهي تضبط الفستان على الشخص أجابت ملك بنبرة ضيق  :
-حبه خلاص مش فارق معايا.. هو دلوقت متجوز..
ثم جلست على المقعد وتابعت بنبرة مؤلمة :
-ولو جه بنفسه وقالي انه بيحبني مستحيل أقبل.. لأنه السبب في عذابي السنين اللي فاتت
-ملك أنتِ كمان غلطانه
-غلطانه؟!
سحبت مقعدًا وضعته أمامها وجلست عليه وهي تقول بتأكيد :
-أه غلطانه.. لاني كتيي اوي ألحيت عليكِ اقول لسيف يفضتي..
أطرقت رأسها في حزن واضح بينما تابعت ندى  :
-سيف بيحبك جدًا.. ويوسف قالي انه تعب لما عيف انك اتجوزتي.. لو أنا علمت بموضوع تعبه ده كنت قولت له على كل حاجة
-ندى سيف خلاص متجوز يعني مفيش فايدة من الكلام ده دلوقت
-ده كل يوم عاملين مشكلة مع بعض.. تصدقي سيف صعبان عليه اكتي منك
اجتمعت الدموع حول مقلتيها في لحظة وقالت بنبرة ضيق مؤلمة :
-لو بيحبني فعلًا اتجوز مايا ليه
-يا حبيبتي عشان هو فاكي انك خلاص اتجوزتي ونستيه اصلا.. وهو اتجوزها عشان ممكن مايا تقدي تنسيه ملك
كفكفت دموعها وقالت بنبرة ترجي :
-ندى من فضلك اقفلي الحوار ده بقى
نفخت في شدقيها بنفاذ صبر من استسلام صديقتها وضربتها على كتفه وقالت بحده بالغة :
-ماشي يا ملك بيحتك خالص
***
" منزل سيف.."
فتحت الباب وتركت والدتها تدخل اولا ثم دخلت مغلقة الباب خلفها وأضاءت المصباح الكبير وجلسوا على أقرب اريكة تساءلت والدتها :
-سيف بيرجع من الشغل امتى؟
-احيانا تسعة وأحيانا عشرة.. المهم عايزاني في ايه
تساءلت دون مقدمات :
-لسه بتاخدي حبوب منع الحمل؟
نظرت إلى الأمام تزفر ثم أجابت بنفاذ صبر :
-أه يا مامي ومش هبطلها
-لازم تبطليها انا ما يرضنيش أن مرات اخوكِ تعمل كده
قالت بنبرة اشمئزاز :
-يعني عايزاني أحمل وبطني تكبر واخلف وطفل طول الليل يعيط وعايز يرضع.. ياي
جزت على أسنانها وقبضت على مرفقها بعنف متسائلة :
-اتجوزتي ليه طالما رافضة تخلفي؟!
-عشان انا بحب سيف.. لكن مش هضحي بجسمي وخروجاتي عشان طفل
نهضت عن الاريكة وقالت بنبرة متوعدة :
-لو ما بطلتيش الحبوب دي اقسم اني هقول لسيف بنفسي ولو طلقك هيبقى ارتاح
ثم تركتها واتجهت صوب الباب فأخذت تناديها لكنها أكملت السير دون أن تكترث وخرجت مغلقة الباب خلفها بقوة زفرت الأخيرة في تذمر.. بعد لحظات صدح صوت الهاتف فأخرجته من الحقيبة وأجابت على لاما التي طلبت منها أن تأتي إليها كي يسهروا كعادتهم وافقت ثم أنهت المكالمة ونهضت راكضة إلى الغرفة كي تبدل ثيابها ومن ثم خرجت..
في تمام الساعة الحادية عشر والنصف مساءً عاد سيف إلى المنزل ودخل ينادي مايا لكنه لم يستقبل اي رد.. دلف إلى الداخل ومن ثم إلى الغرفة كي يبدل ثيابه ثم خرج وهو يتصل عليها لكن تنتهي المكالمة قبل أن تجيب عليه جلس على الاريكة وقذف الهاتف بعنف على المنضدة المقابلة له..
أخذ ينظر إلى ساعة يده من حين لآخر وبعد لحظات وصلت مايا ودخلت مغلقة الباب خلفها واتجهت صوب الداخل لكنها توقفت عندما نداها بنبرة رجولية عنيفة بعد أن نهض عن الاريكة  :
-مايا
زمت شفتيه واغلقت عيناها بقوة ثم التفتت إليه بهدوء وابتسمت قائلة :
-حبيبي انت رجعت امتى
وضع يديه في جيبي سرواله يتطلع إليها بنظرات حاده مميته وتساءل بنبرة عنيفة :
-كنتِ فين؟!
-كنت مع لاما بشم شوية هوى
-مش المفروض تكلميني وتاخدي آذني
مايا بسأم واضح  :
-كنت هترفض.. وأنا بزهق من القاعدة وقلة الخروج
-لما بنبقي هنا بنخرج كل يوم نتغدي بره ويوم الاجازة مش بنرجع البيت غير بليل.. عايزة ايه اكتر من كده
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت في تذمر :
-بنخرج نتغدى بره عشان مش بعرف أعمل اكل.. يعني مش بتخرجني عشان سواد عيوني
جز على أضراسه وتلاشى حديثها الأخير كأنها لم تقل شيئًا وتحدث بهدوء مصطنع  :
-مفيش مشكلة مع الوقت هتتعلمي.. وأنا ممكن أساعدك
نظرت إليه بوجه محتقن وقالت بحده :
-ماشي وانا بحب أسهر وأخرج
سيف بنفاذ صبر واضح :
-مفيش مشكلة لكن تخرجي معايا أنا لوحدك لاء
-أنت بترجع من شغلك متأخر هنخرج امتى
تحدث من بين أسنانه بنفاذ صبر :
-مش لازم سهر كل يوم.. وعلى العموم هبقى اخلص شغلي بدري شويه ونخرج.. عايزه حاجة تاني؟!
تحدثت بنبرة كبرياء  :
-أه.. لبسي بلاش تدخل فيه.. احنا متجوزين بس كل واحد يعمل اللي عايزة
فاض به حقًا ووجد نفسه يثور وصاح بحده :
-ألا لبسك المايع ده مش همسح بيه.. وممنوع خروج بعد كده غير بمزاجي
ثم تركها ودلف إلى الداخل وفتح باب الغرفة بعنف ليصطدم في الحائط ووقف أمام المنضدة الصغيرة المجاورة إلى الفراش يفتح الادراج بحثًا عن المهدئات لكنه تفاجأ بشريط مانع للحمل.. استقام ظهره يتطلع إليه في تعجب ثم عاد إليها بخطوات واسعة ووقف أمامها يتأملها في غضب شديد لتنظر إليه في تساؤل.. رفع الشريط أمام عيناها وهو يتطلع إليها بحده تكاد أن تقسمها إلى نصفين بينما هي وجدت نفسها تحملق به وابتلعت لعابها بصوت مسموع  وكادت أن تتحدث لكنه صفعها على وجنتها بقوة وقذف بالشريط في وجهها
***
" بعد مضي عدة أيام.. "
-ليه تتجوز واحده عمرك ما حبيتها؟!
تساءل دكتور أحمد بلوم نظر سيف إليه إلى لحظات ثم تنهد بعمق وتحدث بضيق :
-كنت فاكر ان من حبها فيا هحبها.. لكن كنت غلطان
-يا بني هي بتحبك لكن عايزه تمشي بمزاجها.. اللي قلقان منه انك تندم على الطلاق
سيف بجدية :
-بالعكس يا بابا أنا ارتحت لما طلقتها وندمت على الجوازة دي.. خمس شهور ما شوفتش فيهم يوم حلو..
اعتدل في جلسته على الاريكة كي يواجه وتابع بوضوح :
-أنا لسه بحب ملك مش قادر انساها.. كنت غلطان لما فكرت ان مايا تقدر تخليني انساها
مسك بالسلسلة التي حول عنقه وتساءل مبتسماً :
-وتنساها ازاي واسمها حول رقبتك؟
-يا ريت اسمها بس اللي حوالين رقبتي.. هي محفورة في قلبي
تجمعت الدموع حول مقلتيه الزرقاء فأصبحت ممزوجة بحمرة الحزن وألم الاشتياق لكنه رفع عيناه إلى الأعلى مانعًا الدموع من الهبوط لكنه فشل في ذلك.. وضع كفه على كتف ابنه وقال بهدوء :
-بتحبها لدرجة انك تبكي عشانها.. أنت ما بكتش وأنت داخل تعمل العملية
-وحشتني ونفسي أشوفها
احتل أحمد الصغير الغرفة راكضًا نحو عمه يناديه فابتسم الأخير ومسح دموعه ثم فتح له ذراعيه ليستقبل عناق الصغير بقوة وأطبق ذراعيه عليه معبراً له عن مدى اشتياقه له.. ربت دكتور أحمد علي كتف ابنه ثم نهض عن الاريكة متوجهًا إلى الباب وخرج مغلقاً إياه خلفه..
دعه يجلس إلى جواره ومسح على شعره الكثيف قائلا :
-كل ما تكبر بتحلو يا أحمد
-عشان أنا شبهك يا عمو
قبله على وجنته ثم مسك بيديه وتساءل باهتمام :
-أخبار دراستك ايه؟
-الحمد لله.. وشاطر جدًا في الرياضة.. نفسي أكبر بقى
-مستعجل ليه؟!
-عايز أروح الكلية بقى
***
" منزل يوسف.. "
جلس إلى جوار شقيقه ينظر إليه بتمعن بينما هو ينظر إلى الأمام في هدوء شديد وتحدث بجدية :
-زي اللي كنت في كابوس.. وأخيرًا صحيت منه
-بس أنت ما كنتش عايز تطلقها
-عشان مش عايز اظلمها.. لكن هي اللي قاوحت واتكبرت
دخلت ندى بابتسامة واسعة وقالت بمرح :
-هاي يا شباب..
ثم اتجهت نحو الداخل متابعة :
-دقايق والغدا يكون جاهز
قال يوسف مازحًا :
-بعد اذنك اشوف المدام دي اتأخرت ليه
أومأ بالإيجاب مبتسماً.. فنهض الأخير ودلف إلى الداخل ثم دخل الغرفة مغلقاً الباب خلفه وقال مداعبًا :
-من امتى يا مدام وانا باجي قبلك من الشغل؟
نظرت إليه بابتسامة واسعه وقالت بنعومة :
-حاجة كده عطلتني هقولك عليها بعدين.. المهم دلوقت سيف لازم ييوح الأتيلية عشان ملك هناك
-ما تشاركيني خططك يا زعيمة
ضحكت ضحكة خفيفة وقالت بتأكيد :
-سيف لازم بقى يقابل ملك وكفاية عليهم كده
اتجهت صوب الباب لكنه اوقفها بالقبض على مرفقها وقال :
-مش لما سيف يعرف حقيقة جوازها الأول
-لاء ملك تقوله بنفسها بقى.. ودي مفاجأة بالنسبة لسيف..
ثم أردفت :
-تخيل فضلت السنين دي محافظة على نفسها عشانه.. بجد حبها مالوش وصف وسيف لازم يقدي حاجة زي دي
ثم تركته وخرجت متجه نحو الخارج و وقفت تنظر إلى سيف بمكر وقالت :
-سيف ممكن تيوح المعرض تجب لي تصميم مهم من هناك عشان نسيته
-زي المرة اللي فاتت.. حاضر بس اوعي تخلصي الاكل
ضحكت ضحكة خفيفة تحرك رأسها في كلا الاتجاهين نهض عن الاريكة متجه نحو الباب وخرج مغلقًا إياه خلفه.. صفقت الأخيرة بمرح كبير وتفاجأت بيوسف يحتضنها من الخلف وطبع قبله رقيقة على وجنتها وهمس :
-وحشتيني.. متعود ارجع البيت الاقيكي
-يبنا يخليك لقلبي..
ثم مسكت بيده ووضعتها على أحشائها وقالت بنبرة شغف وسعادة واضحة :
-ده بقى اللى عطلني.. كنت عند الدكتوية وقالت لي مبيوك أنتِ حامل
رفع حاجبيه في دهشة :
-حامل؟!
التفتت إليه تطوق عنقه بذراعيها تومئ بتأكيد وقالت بمرح :
-حامل في شهر إلا أسبوع
اتسعت ابتسامته وأخذ قبلة من شفتيها ثم ابتعد عنها كي يحتضنها بشدة رافعاً إياها عن الأرض وقال بمرح :
-هبقى أب وانتِ هتبقي أجمل وأحن ام في الدنيا.. مبروك يا روحي
-الله يبايكلي فيك يا حبيبي
***
" المول.. "
وقفت أمام الشخص تضبط الفستان ثم تنهدت بهدوء وأخذت دفتر الرسم الخاص بالتصاميم واستندت إلى المكتب وبدأت تضع لمستها الأخيرة على التصميم.. دخل سيف ينظر حوله حتى وجد تلك الفتاة التي تواليه ظهرها وقال :
-لو سمحتي
التفتت إليه قائلة :
-نعـ..
قطعت حبل كلماتها تحملق به في دهشة وابتلعت لعابها بصعوبة كما أن انكمشت معادتها وشعرت بالغثيان المفاجئ بفضل التوتر الشديد الذي أثر عليها بالكامل.. أخذ صدرها يعلوا ويهبط باضطراب شديد ونبضاتها تدق كالطبول وكأنها ستتوقف عن النبض..
حدق بها و وجد عيناه تتفرس كل خلجة من خلجات وجهها باشتياق شديد وقلبه ينبض وينطق بالسعادة وأصبح له جناحين يلحق بهما بالهواء معبرًا عن سعادته التي ليس لها وصف..
وقد حان وقت اللقاء.. فليتوقف الوقت.. وتكف الأذن عن السمع.. وتتوقف الشفاه عن الكلمات.. ويعم الهدوء في الحياة.. لتصبح العيون هي من تتكلم وتتحدث عن مدى الاشتياق الذي شق القلوب.. والعشق الذي استمر برغم ألم الفراق..
تصالحت القلوب وابتسمت وكأنها لم تتذوق الألم يومًا ما..
***يتبع
رايكم يهمني جدا جداااااااا.. بحبكن دومتم بخير ❤❤❤..

عشق الدراسة الجزء الأول منـ" سلسلة عشق منذ الدراسة " سمر عمر..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن