الصفحة العشرون

930 64 17
                                    

لم تستطع ندى أن توقف إندفاع زينب التي استمرت بنزول السلالم على دفعات إلى أن فقدت توازنها أمام باب البناية الرئيسي من الداخل، مالت إلى الجدار ثم إلى الأرض بتدرج جعل ندى تعتقد أنها تراجعت وحدها عن الخروج للشارع لكن ثوانٍ واكتشفت أنها انهارت بالفعل 

"يا الله ساعدني" قفزت ندى الدرجات المتبقية من السلم الأخير وأصحبت بجانها ليتبعها بعد ذلك صوت زهرة من إلتفاف السلالم الأخير "ما الذي يحدث ندى"

تحاول ندى إسناد ظهر زينب للحائط ورفع وجهها عن الأرض دون قدرتها على فعل ذلك وحدها، جثت زهرة قربها وفعلت ذلك معها "تحملين أي شيء رائحته قوية؟" 

أسندت زهرة جانب زينب الأيمن بينما راحت تفتش في حقيبتها بيدٍ واحدة لم تسمح لها بالوصول لكافة الأشياء  داخلها، قلبتها دفعة واحدة لتخرج منها الأغراض مستنفرة أرضاً، فتفشت بقلق "أين هي أين هي" 

ندى تشد زينب من أكتافها للأمام لتبقيها واعية قدرالإمكان وتسحب جفناها لتتأكد من توسط بؤبؤي عينيها

"خذي ندى" ناولت زهرة عبوة طلاء أظافر فنظرت لها الثانية  بتعجب "أحقاً!" لترد الأخرى "رائحته قوية جربيه هيا" 

فتحت ندى العبوة وقربتها من أنف زينب التي سرعان ما شرقت بريقها وصاحبها السعال، ارتجت يد ندى وسقطت منها العبوة على صغر حجمها لكنها امسكت رأس زينب حتى هدأت غصتها.

لم تقدر ندى على الحديث ولا زهرة رغم رغبتها الشديدة لإطلاق مئة سؤالٍ دفعة واحدة، مع وضوح ملامح زينب استعادت معرفتها بها منذ حفل أيمن قبل أشهر حيث كانت برفقة والده لكن ماذا تفعل بهذه الحال هنا!

ما إن استعادت وعيها بما حولها حاولت زينب الوقوف على قدميها دون قدرتها على ذلك لتمد ندى يدها وترفع ساعد زينب على كتفها من جهتها وتطلب بهدوء "ساعديني زهرة"

استجابت زهرة فوراً وهمّت لرفع يد زينب الأخرى من جهتها لكن زينب همست بغموض "أنا بخير" 

_تقدرين الصعود لوحدك؟ 

_لن أعود للأعلى 

_ارتاحي لبرهة على الأقل

_أمي أرجوك ندى خذيني لأمي

_تعرفين في أي مستشفى هي؟

_لا 

تنظر زهرة لندى وتعقد حاجبها الأيمن مستغربةً مما يجري لكنها لن تتدخل الآن فهي على الأقل تثق بندى من بين كل نساء هذا الحي، حسناً أحتاج إلى هاتفي، اصعدي معي سأهاتف أخاكِ ونعلم أين هي ومن ثم يمكنك الذهاب

نَدَى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن