23.(1)

9.5K 676 79
                                    

نيرڤي pov

لقرابة الدقيقة استمر جايكوب بسحبي حتي خرجنا من المنزل الي الباحة الأمامية.. حيث كانت خيوط الشمس الحمراء تتلاشي وتمتزج مع الظلال السوداء والبنفسجية في السماء والمكان بدأ يعود لتلك الحالة المظلمة التي رأيته فيها عندما إختطفني جايكوب الي هنا..!

التفت الرجل نفسه ونظر إلى  وجهي قبل ان يقول " تذكرين  الهدنة التي أقمناها قبل لحظات؟!! "
اومأت علي ذلك ليضيف " دعيها تستمر طوال الصباح.. وفي غضون هذه المدة يمكنك ان تسألي عن اي شيء تريدينه من دون ان تشعري بالذعر لفكرة انني سألتهمك..! "

ابتلعت ريقي لهذه المزحة الثقيلة.. ثم ومن دون ان يترك لي الرجل فرصة أخرى.. امسك بيدي وسحبني مجددا بعيداً عن المنزل..!

يبدو انه يحب حقا فكرة إمساك يدي.. ومع ذلك ضغطت بيدي الحرة علي الخنجر ذو الغمد الجلدي الداكن والذي وضعته بطريقة غير مريحة في جيبي..!

طريقة غبية للغاية لإخفائه وانا أعلم هذا الا أنني لم أجد مكان آخر غيره..
إضافة إلى حقيقة ان هذا الفعل كان بادرة لطيفة حقا منه.. مع انني لن أستخدم الخنجر بالطبع إلا انه سيجلب لي بعض الشعور القليل الصغير بالأمان..
لمعرفة انني استطيع الرد في حال قرر ذئب كبير آخر ان يهاجمني!!.

كنت أسير بعدم اتزان واتعثر مع خطوات جايكوب السريعة.. وعلي ما يبدو هو قد لاحظ ذلك لأنه وتدريجيا اصبح يسير ببطء وبصبر وكأنه يحاول مجاراتي وعدم الإسراع..!
"إلى أين يذهب الجميع؟!!"  سألت بهدوء.. فقط في محاولة لكسر جو الصمت الذي كنا فيه..! وجايكوب لم يبخل بالإجابة علي ذلك أبداً " انه وقت العشاء لذا الجميع يعودون الي منزل القطيع.. "

اومأت برأسي بينما ألمح معظم الشباب والقليل من الأطفال وهم يركضون ويتسابقون للوصول الي المبني الذي لم يكن واضحا تماماً مع الظلام..
" ربما في يوم ما قد تودين الذهاب؟ " غافلني سؤال جايكوب ولكني اجبت بنعم علي أي حال..!

كنت لا أزال مشتتة بشأن ما سبق في المكتب..
العديد من الافكار تختلط في عقلي والعديد من المشاعر تعتمل قلبي..
عندما أردت رؤية جايكوب قبل ساعة كانت لدي افكار مختلفة بشأن هذا اللقاء، ولكني لم أكن أظن ان الأمر سينتهي برؤيتي لجنازتي وأنا  علي قيد الحياة..!

كان هذا صادما لخلايا عقلي بدرجة سيئة وانا فقط شعرت بالشلل عن التفكير والتصرف.. ثم بعد ذلك أردت إجابات علي الأسئلة التي نشأت..
أردت إجابات أكثر بكثير من تلك التي نشأت عندما تم إختطافي.. والان كنت أنتظر الثواني حتي أطلق الأسئلة التي كانت تتقلب علي لساني منذ مدة الان..!

الرابطة الأبدية "متوقفة مؤقتا" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن