مملكة السماء || 𝐤𝐢𝐧𝐠𝐝𝐨𝐦 𝐨𝐟 𝐡𝐞𝐚𝐯𝐞𝐧

ᴄʜᴀᴘᴛᴇʀ ᴏɴᴇ

ديسمبر 1839 ميلادياً ، الشتاء في لندن شديد البروده بل في أوروبا كلها؛
و هناك الكثير من يموتون من البرد كل عام و هناك من يموتون من الجوع أيضاً ،
هذا ما ألت إليه حال المملكة منذ 20 عام تقريباً و رأيت هذا بنفسي فلقد عشت معهم أيضاً قرابة ال 10 اعوام .
صحيح نسيت ان اعرفكم بنفسي انا هي "ساكورا هارونو" ابنة الدوق "كيزاشي هارونو" و الدوقه "موبيكي هارونو"
تنحدر اصولونا من اليابان لهذا مازلنا نحمل هذه الاسماء ، وقد تتسائلون ماذا حدث للملكة قبل 20 عام دعوني احكي لكم ،
في سنة 1820 و في بداية ايام الربيع ولدت انا لهذا سميت ساكورا لان اشجار الكرز "الساكورا" في اليابان تتفتح في فصل الربيع و شعري يحمل لونها ، انه شيء لطيف و غريب بعض الشيء .
بعد عدة ايام من مولدي، فرنسا قررت احتلال بريطانيا فدخل الجيش البلاد كان هدفهم العائلات النبيلة لسرقتها فهم مصدر قوة البلاد و غناها .
اعطتني امي للخادمة لتهرب بي من الباب السري فحتى لو عثروا عليها لن يأذوها فهي من الطبقة العامة و شكلها و ملابسها تدل على ذلك و ذهبت امي و ابي و لقد قتلا على يد الاحتلال و كذلك اغلب نبلاء المملكة كلها ، و سقطت الاسرة الحاكمة او هربت بمعنى اصح بعد موت الملك.
مرت بضع سنوات و قد اعتنت بي الخادمة انها تدعى "أليس" بالمناسبة ؛
عاملتني كأبنتها و لقد تربيت على انها امي ولكنها لم ترد ان انسب لها او تتركني احمل هذه الفكرة فكانت تحكي لي عن الذي حصل دوماً و تحكي لي عن امي و ابي و كم كانوا عطوفين رغم انه ليس من عادات النبلاء فأغلبهم مغرورون و يتعاملون بتعالي .
بعد مرور 4 سنوات على ما حدث انتشر الجوع و الفقر في انحاء بريطانيا و بدأت الأمراض تنتشر و الاوبئة اصبحت سماء بريطانيا قاطنة بالاسود دوماً و البؤس في كل مكان في ضواحيها و شوارعها السرقة زادت و حالات الخطف و القتل و الاغتصاب كذلك، الناس لما تستطع التحمل بعد الان كل واحد يبحث عن طرق العيش او تفريغ معاناته من الحياة في غيره.
الحياة مؤلمة بحق، فجأة يختفي كل شيء جميل دون سابق انذار، و لكن في منتصف يوليو عام 1830 جاء جيش من شمال البلاد تقوده العائلة المالكة التي فرت قبل 10 سنوات ، لقد ثار الشعب معهم و لم يكتفوا بطرد الاحتلال بل كانو يقتلونهم جزاء ما فعلوه ،
لقد كانت مذابح بشرية الف الجثث تحرق كل يوم ، و لقد رفعت اعلام بريطانيا مجدد و بدأت الحياة تأخذ منعطفها الجديد نحو الربيع .
و خلال بضعة اشهر من عودة المملكة جائني فرسان يحملون الشعار الملكي
وقف فارس بجواده امامي و بعدها نزل من عليه و كنت جالسة العب مع "أليس" امام منزلها الصغير و بعدها و فجأة قامت بضمي اليها و نظرت لهم بخوف
"ماذا تريدون" ، قالتها و هي ترتعش و خائفة و تضمني اليها.
نظر اليها الفارس نظرة باردة ثم وجه نظره الي و سأل "أانتِ هي ساكورا هارونو"
قالت أليس و في صوتها نبرة غضب "و ما دخلك بها"
وجه الفارس نظره ناحيتها بسخط وقال مع نبرة صوت تدل على الغضب و الاحتقار "لم اسألك و اذا فتحتي فمك مرة اخرى سوف اخذكي للسجن بتهمة التدخل في امور ملكية"
و نظر الي مرة ثانية و كرر سؤاله بنفس النبرة "أانتِ هي ساكورا هارونو"
لم اجب عليه فكنت خائفة منه و دفنت رأسي في عنق "أليس" بدء الغضب ينتابه و فجأة قال له الفارس الاخر "سيدي انها طفلة ربما تكون خائفة منك"
ثم انحنا ناحيتي و ابتعدت عن أليس لاراه فنظر لها و قال بنبرة هادئة " لا تقلقي، لقد طلب الامبراطور استدعائها لا اكثر لن نؤذيها" و بتسم لهدوء
قالت له ببعض الخوفو الغضب "سأتي معها" رد الفارس الاول "انها ليست نزهة نريد السيدة ساكورا هارونو و الاًن"
خافت "أليس" منه و صمتت و تنهدت بقلت حيلة و بعد لحظات قليلة رفعتني و نظرت إلى و ابتسمت و قالت "ساكورا هؤلاء الناس هنا لانهم يريدون مساعدتك سيأخذونك فأفعلي ما يطلبونه منك و كوني فتاة مهذبة و لبقة و من ثم سيعيدونك مجدداً لهنا فلا تقلقي صغيرتي، اليس كذلك سيدي" نظرت للفارس الثاني و هي حزينة
ارتبك قليلاً و ثم قال" ا..اجل..اجل سنفعل يا سيدتي سنعيدك لها فور ان يراكي الملك" و ابتسم و هو متوتر قليلاً
نظرت لي "أليس" و قالت "أرأيتي سوف يعيدك لي مجدداً" في الحقيقة لقد كانت تكذب هي لا تعرف ان كان سيعيدوني او لا هي خافت فقط ان تسأل حتى سبب اخذهم لي لانها تعرف انهم لن يجيبوها لانه امر ملكي.
اومأت لها بصمت فقالت لي "اذا اتفقنا على ان تسمعي الكلام؟" اومأت مجدداً
قبلت خدي و جبهتي و من ثم اعطتني للفارس الثاني لقد كنت حزينة لاني لا اريد تركها و لكنها طلبت مني الذهاب .
اخذني الفارس لعربة و جلست داخلها لوحت لها من الشباك و هي لوحت لي بأبتسامة حزينة.
و تحركت العربة و انا انظر للطريق و الشوارع كانت الحياة بدأت تعود و تصبح نظيفة و الاطفال يلعبون و بعد فترة من الوقت ليست بطويلة وصلنا الى قصر كان غاية في الجمال اخذني الفارس و ادخلني لغرفة كبيرة بيضاء و بها نوافذ عملاقه و ستائر حمراء باللون القاني و هناك رجل يجلس على عرش كبير فوق عدت سلالم في نهاية الغرفة
نزل من فوق عرشه و اقترب لقد كان ذو شعر اسود طويل و بشرة بيضاء و خطين تحت عينيه لقد بدا انه في منصف العمر 30 عام تقريباً .
انحنى الفارس له وقال "سمو الملك ايتاشي احضرنا السيدة ساكورا هارونو كما امرت سموك، اي اومر اخرى مولاي؟"
اشار له و هز رأسه ثم خرج و نظر إلي الملك و اقترب مني ينظر الي و الى شعري لم يكون ذو هيئة مخيفة فلم اخف منه و ابتسم ابتسامة هادئة و قال "تشبهين والدتك رغم ان لون شعرك يختلف"
كنت اعرف هذا من قبل لان أليس اخبرتني هذا ، بعدها اشار الى الخادمة الواقفه عند الباب فأتت لتأخذني ثم ذهبت معها الى غرفة كبيرة و جميلة و بعدها حممتني و هي تدندن لي فسألتها من باب الفضول "عذراً، و لكن ما اسمك سيدتي"
توقفت عن الدندنة و نظرت لي بأبتسمة "ادعى أنيلا و لكن لا تناديني سيدتي نديني أن اذا اردتي" لقد كانت لطيفة جداً
ابتسمت لها و بعدها اخذتني و البستني رداء يشبه رداء النوم و سرحت لي شعري و قامت بصنع جديلتين و قالت لي "انتظري قليلاً سيدتي الصغيرة سأعود فوراً اومأت لها فقط و جلست اتأمل جمال الغرفة الكبيرة
و بعد لحظات عادت و احضرت رجلاً كبير شعره ابيض انحنا لي و قال "مساء الخير سيدتي انا هنا لكي اصنع فساتين و ملابس لسموك" اومأت له و انا لم افهم لما يناديني بهذه الألقاب ولكني كنت سعيدة سعيدة جداً و قلت له "اصنع لي واحد يشبه فساتين الاميرات سيدي"
ابتسم و قال "سأصنعهم كلهم يشبهون فساتين الأميرات ايتها الاميرة" كانت عيني تلمع كثيراً من السعادة و بعدها امسك شريط و بدء يأخذ مقاساتي، بعد ان انتهى و خرج
ذهب "أن" و احضرت لي وجبة طعام لقد كانت تبدو شهية للغاية حساء و لحم و هناك ايضاً حلويات و لكن قالت لي عند الانتهاء من الحساء و اللحم يمكنني أكلها و اومأت لها و قلت "حاضر" و انا اشعر بالسعادة العارمة
ولكن بعدها تذكرت "أليس" فنظرت "لأن" وقلت لها "متى سوف أعود إلى البيت" ،
ارتبكت قليلاً و قالت "انتي في البيت الان سيدتي"
لقد تعجبت قليلاً و اجبتها "هذا ليس منزلي, منزلي عند أليس و اريد العودة لها"
قالت لي حسناً لقد قال الملك سيعيدك في الصباح فالان تناولي طعامك و نامي و سوف يعيدونك في الصباح لها" و ابتسمت بارتباك قليلاً ،
ابتسمت لها و قلت "حسناً أن" ، بدأت اتناول الطعام ولقد كان شهي للغاية لا نأكله عادة انا و "أليس" نحن نأكل الخبز و بعض الفواكه و الخضراوات فقط، انتهيت من العشاء و بعد قليل داهمني النعاس فلقد اصبحت الساعة 09:00 مساءً فأخذتني "أن" للسرير ،
لقد كان ناعم و دافىء جداً فغطت في النوم فوراً.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

انتهى~🌸