الطرف الرابع

948 44 8
                                    

لطالما كانت لا تستغيث فكرة الذهاب لحفلات الزفاف،


الأفراح تكسبها الكثير من الملل و الضجر الزائد، ربما كانت فتاة مختلفة عن الأخريات لم تجعلها مشاهدة العروسين ترغب بالزواج أبدًا..


برمت شفتيها باستخفاف غير مصدقة كمية الدراما و الانفعالات المتعددة من بين والدة العروس الواقفة في الزاوية بعينين دامعتين، ووالد العروسة الذي يشارك الجميع الضحك، والعروسة التي تحولت لراقصة من كثرة السعادة ، أما العريس ترك زوجته منفعلًا بجموح مع أصدقائه !


الأفراح هي مشاهد متكررة باستمرار يختفي منها روح الابتكار تدريجيًا، مجرد ساعتين يبذل فيهم الجميع قصارى جهدهم لإظهار سعادته البالغة.


رفعت كوب العصير ترتشف منه ليطفو لذهنها صورته متذكرة مرور أسبوع على وجوده في بيتهم.. كانت متفاجئة بردود أفعاله مع عائلتها خصوصًا بعد معاناته في شقة والديه...


-أوعي تكوني بتفكري فيا


شهقت بصدمة كاد كوب يقع منها لتمسك به بقوة.. يتراجع للخلف بحرج بينما زجت هي بنظرة حادة متمتمة بين أسنانها :


-مفيش عقل خالص؟ العصير كان ها يقع عليَّ إيه أعمي؟


-قولت أفاجئك بس ردة فعلك كانت قوية ماتوقعتهاش!


يقول جملته بتأنٍ بينما عيناه تتفحص شكلها المختلف بفستان أسود طويل، يتمتم هامسًا لنفسه:


"في الفرح كمان أسود، باين عليها معقدة معقدة فعلًا "


لم يكن يعي وقتها أن همسه يقابل همسًا لها :


"هما الأغبياء دايمًا متهورين مفيش عتاب عليك"


يقاطع تدفق أفكارهما دخول مدير مكتبها بترحيب حار ناحية "عزت"، تعقد حاجبيها بجهل غير مدركة لما يدور حولها.


يقترب منها "عزت" هامسًا بجوار أذنها بصوت لم يخلُ من ضحكاته :


-تعرفي إن العريس صاحبي اللي بوظتِ عربيته


ترفع نظرها ناحيته يستكمل :


-حسام ده العربية بالنسبة له حياته، كان ها يموتني بسبب الخدوش اللي عملتيها في الباب بس ربك ستر


ترد بروتينية حملت سخريتها كونها تعرف هذا السيناريو سابقًا:


-شيء متوقع، ماتفأجتش على فكرة.


يبتعد عنها خطوة للخلف مصدومًا من ردود أفعالها الأشبه بجبال ثلج لا تتأثر ..يحرك رأسه نافيًا فكرة ضربها على رأسها بقوة حتى تفقد الذاكرة ثم يبدأ بإخراج قصة حب مع امرأة فاقدة للذاكرة !


يعقد حاجبيه بتفكير هو يجدها تبتعد رويدًا رويدًا عن محيطه متجهة ناحية صديقه و زوجته.. يتابعها سريعًا قبل ضياعها منه :

إبرة و خيط حيث تعيش القصص. اكتشف الآن